الدوري الإسبانيتشابي ألونسوتقارير ومقالات خاصة365TOP

أبناؤه يطاردونه من الخلف… ألونسو تلميذ جديد يُطيح بـ أنشيلوتي

في كرة القدم، لا أحد يضمن مقعده طويلًا… حتى أولئك الذين علّموا الآخرين كيف يجلسون عليه. وهذا ما يحدث لكارلو أنشيلوتي للمرة الثانية في مسيرته.

أيام قليلة ويرحل كارلو أنشيلوتي بشكل رسمي عن ريال مدريد، ليتولى قيادة المنتخب البرازيلي، في تجربة أولى للإيطالي.

للمرة الثانية، يغادر أنشيلوتي من الباب الخلفي، ليجده مُغلقًا من الخارج. وهذه المرة، من يقف خلفه هو أحد تلاميذه القدامى، بعدما ظل يعلمه كيف يحافظ على مكانه.

كارلو لم يستطع الحفاظ على مقعده، وتركه هذه المرة لـ تشابي ألونسو، ليكرر الأمر نفسه بعد ست سنوات، عندما أُقيل لمصلحة أحد تلاميذه جينارو جاتوزو.

للمرة الثالثة، يرحل كارلو أنشيلوتي ويحل محله أحد تلاميذه، بعدما كان سببًا في تأسيس هؤلاء التلاميذ، وتعليمهم جميع جوانب كرة القدم.

ليوناردو.. الرهان الخاسر لخلافة أنشيلوتي

في نهاية موسم 2009، رحل كارلو أنشيلوتي عن ميلان بعد أكثر من تسع سنوات، خاض خلالها كارليتو أكثر من 400 مباراة، وهو أكثر فريق مثّله المدرب الإيطالي.

حينها راهن بيرلسكوني، مالك نادي ميلان في ذلك الوقت، على البرازيلي ليوناردو، الذي كان يعمل حينها في إدارة الكشافين بالنادي الإيطالي، ثم كمدير تقني. وعندما رحل كارلو، حل محله ليوناردو.

اللاعب البرازيلي كان قد لعب تحت قيادة أنشيلوتي في نهاية مسيرته وقبل اعتزاله، خلال موسم 2002-2003، وشارك مع المدرب الإيطالي في خمس مباريات فقط، سجل خلالها هدفين وصنع مثلهما.

بعد ذلك، اتجه ليوناردو للعمل الإداري، ليجد نفسه خليفة أنشيلوتي، ومدربًا لفريق يضم بيرلو ونيستا وديدا، إلى جانب رونالدينيو وإنزاجي وجاتوزو وسيدورف، من بين آخرين.

48 مباراة فقط خاضها ليوناردو مع ميلان؛ خسر 12، وفاز في 23، وتعادل في 13، قبل أن تتم إقالته بنهاية الموسم، بعدما حل ثالثًا في الدوري، وخرج من دوري الأبطال وكأس إيطاليا، مع تقدم عدد كبير من اللاعبين في العمر.

جاتوزو.. خليفة أنشيلوتي نتيجة جنون دي لورينتيس

بعد إقالته من تدريب بايرن ميونخ قبل حتى منتصف الموسم، ظل كارلو أنشيلوتي في المنزل، حتى وصله عرض من نابولي، لخلافة ماوريسيو ساري، الذي كان يقدم كرة قدم ممتعة مع النادي الجنوبي.

يقبل أنشيلوتي المهمة، ويوافق على عرض دي لورينتيس، رئيس البارتينوبي. وبعد حوالي موسم ونصف، يضع المنتج السينمائي الإيطالي مشهد النهاية بشكل درامي.

خسر نابولي الدوري أمام يوفنتوس، وكان الفريق الأقرب لمنافسته في موسم كارلو الأول. كما فشل في التأهل لدور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، في مجموعة حديدية ضمت ليفربول وباريس سان جيرمان.

استمر أنشيلوتي للموسم الثاني، ورغم أنه نجح في التأهل لدور خروج المغلوب في الأبطال بعد الفوز 4-0 على جينك البلجيكي، جاء قرار الإقالة بسبب التعادل مع أودينيزي.

ذلك التعادل أدى لهبوط نابولي إلى المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإيطالي بالأسبوع الخامس عشر، لكن دي لورينتيس انتظر حتى مواجهة جينك لمعرفة موقف الفريق من التأهل لدور الـ16.

نجح كارلو في التأهل، لكنه وجد قرار الإقالة للمرة الثالثة على التوالي في مسيرته، بعد ريال مدريد ثم بايرن ميونخ.

في اليوم التالي، 11 ديسمبر 2019، حل جينارو جاتوزو محل كارلو أنشيلوتي، بعدما كان المشاغب الإيطالي أحد رجال كارليتو في ملعب سان سيرو.

جاتوزو لعب مع أنشيلوتي طوال مسيرة كارليتو مع ميلان، والعلاقة بينهما كانت مثالية، خاصة بالنظر إلى الأرقام، حيث يُعد جينارو ثاني أكثر لاعب خاض مباريات تحت قيادة أنشيلوتي بـ 323 مباراة، بفارق مباراتين فقط عن أندريا بيرلو، الأول.

كما أن أنشيلوتي هو أكثر مدرب أشرف على تدريب جاتوزو في مسيرته. ولكن بين ليلة وضحاها، جاء المقاتل الإيطالي ليحل محل مواطنه ومُعلمه، الذي كان له تأثير مثالي في مسيرته.

ظل جاتوزو موسمين مع نابولي، وعانى مثل الجميع خلال فترة جائحة فيروس كورونا، قبل أن تتم إقالته في نهاية موسم 2020-2021، بعدما فشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا بتعادله المخيب مع هيلاس فيرونا.

ليخرج دي لورينتيس معلنًا عبر حسابه الشخصي: “عزيزي رينو، أنا سعيد لأنني أمضيت معك موسمين. شكرًا لعملك، وأتمنى لك التوفيق أينما ذهبت”.

ألونسو.. ثالث التلاميذ

الآن، ريال مدريد ينفصل عن كارلو أنشيلوتي، وبديله هو تشابي ألونسو، الذي سيُعلن عن تعيينه قريبًا. ولكن وضع تشابي مختلف عن تلاميذ كارلو القدامى الذين حصلوا على مقعده.

ليوناردو لم يكن لاعبًا أسطوريًا في مسيرته، وكذلك لم يكن مدربًا مميزًا، خاصة وأنه أصبح مديرًا رياضيًا بعد ذلك.

أما جاتوزو، فرغم أسطوريته كلاعب مع أنشيلوتي، فإنه لم يكن مدربًا كبيرًا عندما حل محل كارلو، وحتى الآن لم تحقق مسيرته النجاح.

هذه المرة، يأتي ألونسو وهو أحد أفضل المدربين في العالم؛ صنع المعجزة وحقق الثلاثية المحلية مع باير ليفركوزن لأول مرة في تاريخ النادي.

أرقام قياسية، وطرق لعب مميزة للمدرب الإسباني، الذي أنقذ ليفركوزن من الهبوط، وتوّج باللقب في الموسم التالي، جعلته مطلبًا للنادي الملكي، ليعود إلى سانتياجو بيرنابيو.

ألونسو رحل عن ريال مدريد قبل الموسم الأخير لأنشيلوتي، ولعب مع الإيطالي في النادي الملكي 44 مباراة، واحتفلا سويًا في لشبونة عندما كان تشابي موقوفًا عن نهائي العاشرة ضد أتلتيكو مدريد.

بنهاية ذلك الموسم، رحل ألونسو إلى بايرن ميونخ، وفي 2016، ذهب أنشيلوتي لخلافة بيب جوارديولا في بايرن ميونخ، ليجتمع مع تشابي للمرة الثانية.

38 مباراة خاضها ألونسو مع أنشيلوتي هذه المرة، قبل أن يشهد كارليتو على اعتزال مايسترو وسط الملعب في نهاية موسم 2016-2017.

الآن، ألونسو ما بين مواجهة مصير ليوناردو وجاتوزو، أو كتابة تاريخ جديد للملكي، كما فعل زين الدين زيدان، الذي أنقذ النادي في أول موسم بعد أنشيلوتي، عندما حل محل رافا بينيتيز.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة