في عالم كرة القدم؛ الجماهير تتعلق بلاعبيها المفضلين ولكن أن يصّل الأمر إلى هذا الحد الجنوني من التعلّق! فبالطبع هذا لا يحدث كل يوم.. لا يحدث إلا إذا كان هذا اللاعب هو محمد محمد أبو تريكة، أسطورة النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق.
الجدير بالذكر أنك لا تنظر إليه بعينِ كرة القدم فحسب؛ أكاد أجزم أنه في العشر الأولى من الألفية الجديدة إذا سألت طفلًا من هم لاعبي الأهلي سيُخبرك أولًا باسم أبو تريكة بل قد يسود الصمت بعدها.
إذا سألت شخصًا لا يعي شيئًا سوى أن كرة القدم على شكل دائري من تعرف من لاعبي المستديرة سيخبرك باسم أبو تريكة.. فقط هو.
الكيفية أو السببية هنا تساؤل غير مقبول ولا يمُت للواقع بصلة، لماذا تحب هذا الطعام ولا تحب ذاك؟ بالتأكيد الفواكه لم تُسدِ لي معروفًا فأحببتها ردًا للجميل على عكس الخضروات التي قتلت أحد أصدقائي!
كذلك الأشخاص، فالمشاعر غير مشروطة، هي أشياء تتعلق في ثقافتنا الشعبية “بالقبول”، شئ أشبه بوثيقة تفاهم بين الشخصين، ولكن بشكل غير مُتفق عليه فقد أعطى الجميع هذة الوثيقة لأبو تريكة منذ الوهلة الأولى.
محمد أبو تريكة.. عندما يترك المايسترو الكرسي ليمسك المكنسة
في ظهور إعلامي حديث، عبر قناة “بي إن سبورتس” القطرية، وأثناء قيامه بعمله بالتحليل على مباريات الدوري الإنجليزي، اختار تريكة أن يساعد عامل الاستديو في تنظيف المكان بيده، قائلًا: “شغلانة زمان دي، كنت بمسح الأرض”.
المشهد بدا بسيطًا إلا أنه حمل قوة إنسانية؛ حين يعبر النجم عن أصل عفوي، ويضع نفسه في موضع المشارك، لا المتفوق.
هذه اللحظة تحولت فور نشرها إلى مادة مؤثرة على السوشيال ميديا؛ فقد أرخت الضوء على شخص اعتاد الجمهور على رؤيته قريبًا من القلوب قبل الكؤوس.
لم يكن الأمر غريبًا عليه؛ رغم النجومية، لم يُظهر أبو تريكة من نفسه نجمًا متعاليًا، بل مضى في طريق العطاء الإنساني بحب وطواعية، قد اعتاد على القيام بأعمال إنسانية كثيرة على مدار مسيرته سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه؛ لأن الماجيكو آمن أن الرياضة يجب أن تكون أداة خير.