أغلى 20 لاعبًا في كأس العالم للأندية 2025: الكبار يسيطرون والاستثمار العربي يفرض كلمته

تقترب بطولة كأس العالم للأندية 2025 من الانطلاق، وهو الحدث المنتظر الذي سيجمع كبار القارات في نسخة تاريخية تضم 32 فريقًا لأول مرة، ومع اقتراب ضربة البداية، تبدأ لغة الأرقام في فرض كلمتها، وعلى رأسها القيمة السوقية للاعبين التي تكشف أين تتركز القوى الاقتصادية والفنية.

حين تنطلق صافرة البداية في النسخة الموسّعة من كأس العالم للأندية 2025، لن تكون مجرد بطولة تقليدية تضاف إلى أجندة مزدحمة، بل لحظة تحول حقيقية في شكل المنافسة على المجد العالمي. 32 ناديًا من مختلف القارات، يتقدّمهم أبطال أوروبا وأمريكا الجنوبية، وتلتحق بهم قوى آسيوية وأفريقية تبحث عن لحظة مجد تخلّدها الذاكرة.

في هذه النسخة، تتصارع المدارس الكروية الكبرى، وتُختبر الفوارق الاقتصادية على أرض الواقع. هي بطولة في ظاهرها لن تمنح فرصة للضعفاء، لكنها في الوقت ذاته قد تفتح أبواب المجد لمن يملك الجرأة والحلم.

في هذا التقرير، ننطلق في جولة بين أغلى 22 نجمًا في بطولة كأس العالم للأندية من حيث القيمة السوقية، لنتعرّف على اللاعبين الذين لا تقتصر قوتهم على الأداء داخل الملعب، بل تمتد أيضًا إلى أرقام خيالية في سوق كرة القدم العالمية.

ترتيب أغلى 22 لاعبًا في كأس العالم للأندية 2025

سيطرة ملكية.. ريال مدريد يهيمن من جديد

ريال مدريد لا يهيمن فقط على قائمة أعلى الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية قيمة سوقية، بل أيضًا على سوق اللاعبين. خمسة لاعبين من قائمة النادي الملكي ضمن أغلى 22 لاعبًا في البطولة، بينهم ثلاثي ضمن أول أربعة عالميًا: بيلينجهام، ومبابي، وفينيسيوس جونيور. هذه التركيبة تضع الميرينجي في موقع فني واقتصادي متفوق عن بقية المنافسين، وتعكس السياسة الذكية للنادي في استثمار المواهب الشابة التي ارتفعت قيمتها لأرقام كبيرة جدًا.

باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي: الاستثمار العربي يتواجد بقوة

باريس سان جيرمان حامل لقب دوري أبطال أوروبا يتواجد بقوة في قائمة أغلى 22 لاعبًا بـ6 لاعبين، في مقدمتهم الثلاثي كفاراتسخيليا وديمبيلي وأشرف حكيمي، فيما يمثل مانشستر سيتي 3 لاعبين في القائمة، وكلا الناديين تحت ملكية عربية في قطر والإمارات، أي أن 41 % من اللاعبين في القائمة يتواجدون في أندية تحت ملكية عربية، مما يؤكد مجددًا أن الاستثمار العربي لا يحقق فقط الألقاب، بل يُعيد تشكيل خريطة القوى في كرة القدم العالمية.

حضور عربي لافت في وسط العاصفة

رغم الطابع الأوروبي والأمريكي الجنوبي الطاغي على القائمة، إلا أن اللاعب المغربي أشرف حكيمي نجح في شق طريقه بثبات ضمن أغلى 22 لاعبًا في كأس العالم للأندية، بقيمة تبلغ 80 مليون يورو. هذا التمثيل ليس مجرد رقم، بل شهادة على الحضور العربي المميز في أعلى مستويات كرة القدم العالمية، ويجعل من البطولة فرصة ذهبية للجماهير العربية لمتابعة أحد نجومها وهو ينافس اللاعبين الأغلى عالميًا.

الثروة تتركز في أيدي الِقلة الكبار

الاثنان وعشرون نجمًا الأغلى يمثلون فقط سبعة أندية. نصف القائمة ينتمي إلى ريال مدريد وباريس سان جيرمان وحدهما، بينما مانشستر سيتي وإنتر وبايرن ميونخ وتشيلسي يستحوذون على النسبة الكبرى المتبقية. أتلتيكو مدريد يقتنص مكانًا واحدًا، مما يدل على مدى التركّز الرأسمالي في كرة القدم، حيث القمة المالية لا تتسع للجميع.

هذا التركُّز الشديد للقيم السوقية الأعلى في عدد محدود من الأندية يعكس الفجوة المتزايدة بين أندية القمة وبقية الفرق المشاركة. فبينما تملك بعض الأندية القدرة على إنفاق مئات الملايين لتجميع أفضل المواهب، تجد أخرى صعوبة في الحفاظ على نجومها في ظل تصاعد الأسعار وتحوّل السوق إلى ساحة مزايدة مستمرة. وهكذا، تتحوّل البطولة إلى مرآة واضحة للواقع الاقتصادي في كرة القدم، حيث تسيطر بعض الأندية على السوق المالي وتكتفي الأخرى بما يتبقى لها مما لا يريده الكبار.

أين البقية؟

غياب الأندية غير الأوروبية عن القائمة متوقع، لكن حضوره في النتائج غير مستبعد. كرة القدم لا تُحسم بالأرقام فقط، بل يجب ألّا ننسى الجهد والاجتهاد والعمل الفني والعزيمة والإصرار. نسخة كأس العالم للأندية 2025 ستعطي الفرصة لمواهب من أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا لمحاولة تحقيق مفاجآت، وربما الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة.

بطولة بحجم كأس العالم للأندية لا تقتصر على المجد أو الألقاب فقط، بل تحمل معها صراعًا اقتصاديًا، ومعركة للقيم السوقية تعكس من يملك النفوذ في اللعبة. وبينما تتصدر أوروبا، يطل نجم عربي، ويحلم جمهورٌ عريض للأندية الأخرى بمفاجأة غير متوقعة، وتعيد تعريف النجاح على أرض الملعب، وليس فقط في الجوانب الاقتصادية.