أوسيمين تحت المجهر – هل يستحق محاولات الهلال المستميتة؟

أثارت محاولات نادي الهلال السعودي المتواصلة، وبكل إصرار، للتعاقد مع المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية، لا سيّما بعد أن قدم النادي أكثر من عرض مغرٍ لإقناع اللاعب بالانتقال إلى دوري روشن، وسط تردد واضح من جانب نجم نابولي السابق رغم جدية العروض المقدمة.

“بالتأكيد.. أوسيمين من أفضل مهاجمي العالم، لكن أسلوبه بالتفاوض مع الهلال يجعلني أدعم فكرة سحب العرض له”، هكذا علق المحلل الرياضي العربي محمد عواد بتدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة إكس.

وتابع المحلل الرياضي قائلًا: ” الموضوع ليس فقط كرة قدم أحيانًا، بل رسائل يجب أن يتلقاها الجميع بوضوح، الهلال بعث رسالة عظيمة في مونديال الأندية بأن الدوري السعودي ليس إجازة، بل كرة قدم حقيقية وقوية”.

وأضاف: “والآن هناك فرصة لبعث رسالة ثانية: هناك حدود للصبر في التفاوض، فالخيارات كثيرة، والهلال يستطيع التعاقد مع مهاجمين مميزين غيره”.

وأوضح عواد أن “أسلوب أوسيمين في التفاوض مخيف”، مشيرًا إلى أن هذا قد يكون مؤشرًا سلبيًا، مضيفًا: “قد يأتيك اليوم، ويقول لك في الصيف المقبل أريد الرحيل.. في النهاية، هو مهاجم ممتاز، لكنه ليس الوحيد في العالم”.

كما اختتم محمد عواد تعليقه قائلاً: “هو مهاجم ممتاز، لكنه ليس الوحيد في العالم”، وهي عبارة تختصر جدلية الصفقة.

تفاصيل عروض الهلال لـ أوسيمين

لم تكن رغبة الهلال في التعاقد مع فيكتور أوسيمين عابرة، بل جاءت عبر سلسلة من العروض المتصاعدة التي عكست مدى تمسك النادي السعودي بالحصول على خدمات النجم النيجيري، رغم التردد الذي أبداه اللاعب في الرد على تلك العروض.

كشفت تقارير إعلامية عن أن العرض الافتتاحي من الهلال تضمن رسوم انتقال ثابتة بقيمة 65 مليون يورو، إلى جانب 5 ملايين يورو كحوافز إضافية، ليصل إجمالي العرض إلى 70 مليون يورو.

أما من حيث الراتب السنوي، فقد قدم النادي عرضًا سخيًا لأوسيمين بلغ 30 مليون يورو سنويًا، ورغم القيمة المالية الكبيرة، رفض أوسيمين هذا العرض مبدئيًا، مؤكدًا رغبته في مواصلة مشواره داخل أوروبا.

في محاولة لتعزيز فرص التعاقد، رفع الهلال سقف طموحه وعاد بعرض جديد، تضمنت أبرز ملامحه زيادة الراتب السنوي للاعب إلى نحو 50 مليون يورو، وهو رقم غير مسبوق حتى بمقاييس الكرة الأوروبية.

كما أشارت بعض المصادر إلى أن إجمالي العرض المالي لنادي نابولي اقترب من حاجز 110 ملايين يورو، إلا أن التفاصيل المتعلقة بآلية توزيع هذا المبلغ بين الرسوم والحوافز لم تكن واضحة بشكل دقيق في تلك المرحلة.

وفي خطوة قد تكون حاسمة، تقدم الهلال بعرض رسمي جديد وصفه الصحفي الإيطالي الشهير ماتيو موريتو بأنه “أكثر تنظيمًا من الناحية المالية”، حيث بلغت قيمة رسوم الانتقال 75 مليون يورو.

وجاءت آلية الدفع عبر دفعتين متساويتين بقيمة 37.5 مليون يورو لكل منهما، وهي صيغة تمويل تُعد جذابة لنادي نابولي مقارنة بعروض أخرى تم تقسيمها على أقساط زمنية أطول وأكثر تعقيدًا، وبعد كل ذلك لا تزال الأمور لم تُحسم بعد.

من لحظة وصوله إلى "باريس" 🤩💙

كواليس إعلان التعاقد مع "ثيو هيرنانديز" ⚡️🎬

— نادي الهلال السعودي (@Alhilal_FC) July 11, 2025

مسيرة أوسيمين

أثبت فيكتور أوسيمين نفسه كواحد من أبرز المهاجمين الصاعدين في الدوريات الكبرى، وتحديدًا في الدوري الإيطالي (الكالتشيو)، حيث تألق بشكل لافت بعد تجربة متعثرة في الدوري الألماني.

انتقاله المتدرج من الدوري البلجيكي إلى الفرنسي ثم الإيطالي مثّل مسارًا تصاعديًا على مستوى الشخصية والمهارة والذكاء التمركزي، وهو ما انعكس في تطوره كلاعب شامل.

اللافت أيضًا هو قدرته على التأقلم السريع في بيئات كروية وثقافية مختلفة، ما يعكس عقلية احترافية ناضجة، فضلًا عن التحسن الواضح في أدواره الجماعية وصناعة اللعب، وهو تطور ملموس مقارنة ببداياته التي كانت تعتمد بدرجة أكبر على السرعة والإنهاء فقط.

أفضل فترات في مسيرة أوسيمين

أرقام أوسيمين الموسم الماضي

وعلى مستوى صناعة اللعب وتنوع التهديف:-

وتوضح الإحصائيات مدى قوة تسديدات أوسيمين

الإحصائيات المتقدمة لـ أوسيمين في الموسم الماضي

وبالرغم من نجاحه في تسجيل 6 أهداف خلال مشاركته في الدوري الأوروبي، إلا أن النيجيري فيكتور أوسيمين أهدر عددًا كبيرًا من الفرص المحققة ، وهو ما أثّر بشكل مباشر على فاعليته الهجومية، مقارنة بما هو منتظر من مهاجم بقيمته الفنية.

وبحسب المؤشرات الرقمية، فإن معدله التهديفي جاء أقل من الأهداف المتوقعة (xG)، وهو ما يُشير إلى تراجع نسبي في دقة اللمسة الأخيرة لديه مقارنة بأدائه العالي في الدوري التركي.

ورغم ذلك، أظهر أوسيمين تنوعًا لافتًا في طرق التسجيل، إذ هز الشباك بقدمه اليمنى، وبرأسه، كما أحرز هدفًا من ركلة حرة مباشرة، وهو ما يعكس ثراء أدواته الهجومية. وعلى صعيد الصناعة، قدّم اللاعب تمريرة حاسمة واحدة وصنع 4 فرص كبيرة، ما يدل على وعي جماعي عالٍ وقدرته على أداء دور المهاجم المحوري المتكامل.

أما تقييمه العام خلال مشاركاته الأوروبية فجاء 7 من 10، وهو رقم يعكس استمرار تأثيره داخل أرض الملعب، حتى مع تفاوت معدلات الفاعلية في بعض المباريات.

لماذا يفكر الهلال في أوسيمين؟

من منظور تكتيكي، يفضّل سيموني إنزاغي اللعب بمهاجم صريح سريع التمركز وذكي في المساحات، وهو ما يتوفر في أوسيمين. اللاعب النيجيري يُجيد اللعب كمحور هجومي، ويتأقلم بسرعة في الأنظمة المختلفة، وهو ما فعله سابقًا في فرنسا، وبلجيكا، وإيطاليا، قبل رحلته الأخيرة في تركيا.

كما أن غياب ألكسندر ميتروفيتش بداعي الإصابة، وارتباك مستقبله، يُسرّع من بحث الهلال عن رأس حربة أساسي قبل بداية الموسم الجديد، لا سيما أن الفريق مقبل على تحديات كبرى.

هل يستحق أوسيمين كل ذلك؟

أوسيمين يملك سجلًا تهديفيًا مميزًا، وأثبت نفسه في الدوريات الكبرى، خاصة خلال تجربته في نابولي (51 هدفًا في 65 مباراة بالدوري الإيطالي)، لكن على أرض الواقع، التردد في التفاوض، وسلوكيات رفض العروض، يطرحان تساؤلات منطقية، لا تقل أهمية عن الأرقام، «هل يستحق أوسيمين كل ذلك؟»