باريس سان جيرمانلايت 365أخباربطولات ودوريات

أوقفوا قتل الأطفال.. يويفا يدعم غزة في السوبر الأوروبي بعد رسالة صلاح

شهدت مدينة أوديني في إيطاليا، عرض رسالة صريحة تُبرز ماسأة شعب غزة، احتضنتها أرضية ملعب فريولي خلال نهائي بطولة كأس السوبر الأوروبي 2024-2025، والذي جمع بين باريس سان جيرمان الفرنسي ضد نظيره فريق توتنهام هوتسبير.

الجدير بالذكر أن المباراة انتهت بتتويج الفريق الباريسي، حامل لقب بطولة دوري أبطال أوروبا 2024-2025، بكأس السوبر الأوروبي، بعد الفوز على حساب بطل الدوري الأوروبي للموسم ذاته، بنتيجة 4-3 بعد الظفر بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقت الأصلي للقاء بالتعادل الإيجابي بهدفين لكلًا منهما.

على صعيد آخر؛ في مشهد يعلّمه جيدًا كل فردٍ، واعتاده العالم منذ ما يقارب العامين؛ يُقتل يوميًا ما لا يقل عن مائة شخصًا غالبيتهم من النساء والأطفال في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، في حرب غاشمة يشنّها الكيان الصهيوني على شعب فلسطين المحتلة.

محمد صلاح - ليفربول (المصدر:Gettyimages)
محمد صلاح – ليفربول (المصدر:Gettyimages)

غزة تنزف وصلاح يتحدث.. سليمان العبيد رمز المأساة

تعيش غزة منذ أشهر تحت وابلٍ متواصل من القصف، في حربٍ حصدت أرواح الآلاف، بينهم عدد هائل من الأطفال الذين وجدوا أنفسهم في قلب المأساة بلا ذنب.

المستشفيات تعمل فوق طاقتها حتى باتت غير موجودة من الأساس، والملاجئ مكتظة، والمنازل تحولت إلى أنقاض، فيما يتشبث السكان بما تبقى لهم من حياة وسط حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه… وكل أساسيات الحياة التي يستحقها أي إنسان.

لكن بين هؤلاء الأشخاص البريئة قُتل سليمان العبيد، اللاعب الذي اُنثرت دماءه على ملاعب كرة القدم، المُلقب بـ”بيليه فلسطين”، كان يقف كما الجميع؛ ينتظر “لقمة العيش” -حرفيًا-، والتي لا يجدها أيّ من أبناء الشعب الفلسطيني لمدة أسابيع، فيبقوا بلا أكل، أو شرب، أو ملبس، أو مسكن، أو مآوى.. لكن باغته رصاص الاحتلال واغتاله.

على هامش ذلك، علق الملك المصري محمد صلاح أسطورة نادي ليفربول الإنجليزي، قائلًا: “هل تستطيع أن تُخبرنا كيف مات وأين ولماذا؟”، تعقيبًا على نشر حساب “يويفا” خبر استشهاد البطل سليمان العبيد ليُلاحق بقية شعبُه، الذي يعاني من جريمة حرب متكاملة الأركان تهدف لإبادة تامة أمام أعيُن العالم… بلا حِراك.

أوقفوا قتل الأطفال.. تأثير صلاح يدفع يويفا للتحرك من أجل غزة

قبل أيام قليلة فقط، كان الصمت يلف موقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) تجاه المأساة الإنسانية في غزة، لكن تغريدة واحدة من محمد صلاح، حملت في طياتها سؤالًا مباشرًا واتهامًا صريحًا، كانت كفيلة بتحريك المياه الراكدة ودفع المنظمة الكروية الأبرز في القارة إلى اتخاذ خطوة إنسانية غير مسبوقة.

بعد أقل من 48 ساعة من تغريدة مو صلاح، أعلنت مؤسسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للأطفال عن شراكات جديدة مع ثلاث منظمات إنسانية كبرى — أطباء بلا حدود، أطباء العالم، وهانديكاب إنترناشونال — بهدف تقديم دعم عاجل لأطفال غزة.

المبادرة شملت توفير الرعاية الطبية، الدعم النفسي والاجتماعي، توزيع الغذاء، والتوعية بمخاطر مخلفات المتفجرات، وفي مشهد لافت، رفع “يويفا” قبل انطلاق مباراة السوبر الأوروبي على الأراضي الإيطالية لافتة كبيرة كتب عليها: “أوقفوا قتل الأطفال، أوقفوا قتل المدنيين”، حملها تسعة أطفال لاجئين من مناطق صراع مختلفة، بينهم طفل من فلسطين.

ورغم أن الرسالة جاءت دون ذكر مباشر لغزة أو إسرائيل، إلا أن سياق الأحداث جعلها مرتبطة بشكل وثيق بالمأساة الفلسطينية.

في هذا المشهد القاتم، تغيب أبسط مقومات الأمان، وتصبح الطفولة في غزة مجرد ذكرى بعيدة، تطمسها أصوات الانفجارات ورائحة الدمار.. لكن تغريدة محمد صلاح جاءت لتؤكد أن صوت الرياضيين الكبار قادر على كسر جدار الصمت، وأن كلمة واحدة قد تكون أقوى من أي بيان رسمي.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.