الدوري الإيطاليكريستيانو رونالدوتقارير ومقالات خاصةكرة القدم الإيطالية

إبداعات مودريتش مع قيود أليجري.. سيناريو رونالدو يلوّح في الأفق

وصل الأسطورة لوكا مودريتش إلى ميلان في صفقة انتقال حر قادمًا من ريال مدريد، بعد أن قدم الكرواتي كل شيء في ملعب سانتياجو بيرنابيو.

يسعى لوكا في سن الـ39 أن يضع بصمته في ملعب سان سيرو، الذي مر منه العديد من أساطير وسط الملعب، ربما كان آخرهم تحت قيادة ماسيميليانو أليجري.

عاد أليجري بالتزامن مع توقيع مودريتش، وبعد 9 سنوات بعيدًا عن ميلان قاد خلالها يوفنتوس، يستعيد ماكس مقعده في سان سيرو، ولديه أسطورة كرواتية.

السؤال الذي يطرح نفسه لدى جماهير الروسونيري، هو: هل سيستغل الفريق قدرات مودريتش أم أن أسلوب أليجري المتوازن سيحد من مساحات إبداعه، كما رأينا في حالة كريستيانو رونالدو في يوفنتوس؟

مودريتش الأفضل في العالم

لوكا مودريتش لا يُقاس نجاحه بأهدافٍ كثيرة بقدر ما يُنظر له بقدرته على التحكم في إيقاع اللعب، وتمرير الكرات، وخلق الفرص من العمق، وكذلك مساعدة الظهيرين بخبرته الطويلة على أعلى مستوى.

لوكا مع ريال مدريد، رغم تقدمه في العمر، لكنه حتى الموسم الأخير كان يدخل ويصنع الفارق، وخلال 12 عامًا في صفوف النادي الملكي، تغيّرت أدواره منذ أن كان بجانب خضيرة وألونسو، ثم كوّن مع كاسيميرو وكروس ثلاثية تاريخية، وأنهى مسيرته مع الثلاثي تشواميني وفالفيردي وكامافينجا.

لوكا مودريتش - ريال مدريد
لوكا مودريتش – ريال مدريد – المصدر: Gettyimages

خلال تلك السنوات كانت أدوار مودريتش تتغير كما أكدنا، وهو ما جعل الكرواتي في المواسم الأخيرة يجدد عقده مع ريال مدريد، لاقتناع النادي بدوره الهام في الملعب.

وبالتأكيد، يكفي القول أن لوكا كان أول من كسر هيمنة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على الكرة الذهبية، عندما توّج بالجائزة في عام 2018.

مع ماسيميليانو أليجري الوضع قد يختلف، خاصة مع تقدم لوكا مودريتش في العمر، وعدم قدرته على الركض مثلما كان في الماضي.

لوكا مودريتش - المصدر: gettyimages
لوكا مودريتش – المصدر: gettyimages

كريستيانو رونالدو مع أليجري

الأمر يُشبه قليلًا ما حدث في 2018، عندما انضم كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس، وقضى موسمًا واحدًا فقط مع ماسيميليانو أليجري.

البرتغالي انضم إلى يوفنتوس، واحتاج 4 مباريات حتى يسجل هدفه الأول بقميص البيانكونيري، مع طريقة لعب مختلفة عن ريال مدريد.

كريستيانو في يوفنتوس خلال موسمه الأول مع ماسيميليانو أليجري، كان رأس الحربة الأساسي، ويرافقه ماريو ماندزوكيتش، بجانب باولو ديبالا وبيرنارديسكي وكوادرادو بالتناوب.

كريستيانو رونالدو - يوفنتوس - المصدر (Getty images)
كريستيانو رونالدو – يوفنتوس – المصدر (Getty images)

طريقة لعب يوفنتوس 4-3-1-2 كانت تختلف عن التي اعتاد عليها رونالدو، بوجود مهاجم يترك له المساحة في منطقة الجزاء، فكان يبذل مجهودًا أكبر من الذي كان عليه في سانتياجو بيرنابيو.

كريستيانو رونالدو في موسمه الأول مع يوفنتوس سجل 28 هدفًا وصنع 14، لكنه كان يُعاني من ضغوطات مختلفة، ولكن شخصيته الاستثنائية جعلته يكون رجل البيانكونيري الأول، وكان سببًا في تأهل الفريق على حساب أتلتيكو مدريد من دور الـ16، قبل توديع دوري الأبطال أمام أياكس في ربع النهائي.

بعد موسم واحد فقط، رحل أليجري عن يوفنتوس، لأنه فقد السيطرة في الفريق، ولم يتمكن من استغلال البرتغالي، الذي عاش فترات من الجدل حول مدى استغلال إمكاناته بالكامل ضمن منظومة أليجري التي تطلب توازنًا بين الدفاع والهجوم، وغالبًا ما كُلّف بمهام أوسع من مجرد التمركز داخل منطقة الجزاء، وهو ما أثار نقاشات عن ملاءمته التكتيكية مع منظومة تعتمد التوازن في بناء اللعب، وتختلف من مباراة لأخرى.

ماسيمليانو أليجري - يوفنتوس
ماسيمليانو أليجري – يوفنتوس – المصدر: Gettyimages

هل يتأثر مودريتش باللعب مع أليجري؟

يمتلك ماسيميليانو أليجري قدرة في تطبيق الانضباط التكتيكي الدفاعي، رغم أنه مؤخرًا لم يعد كما كان، وأصبح يقدم كرة قدم عفى عليها الزمن، وهو ما ظهر في فترته الأخيرة مع يوفنتوس.

يمتلك مودريتش قدرة استثنائية على كسر الخطوط وتمرير الكرة في المساحات الصغيرة والكبيرة، وخبرات يستطيع من خلالها إيجاد التوازن مع تقدمه في العمر.

وفي عمر يقارب الأربعين، لا يمكن الاعتماد على مودريتش لقطع مسافات طويلة في أعلى ضغط بدني، ويحتاج لمنظومة تدعم تحركاته وتغطي الكرواتي في الجانب الدفاعي.

يمكن لمدرب ميلان الاستفادة من مودريتش، في حالة منحه الحرية في مناطق العمق والتحكم في الإيقاع، مع وجود لاعب ثانٍ في الوسط يتحمل العمل البدني والضغط العكسي في الوسط.

مع كرواتيا، يشارك مودريتش بشكل مستمر، خاصة وأن مباريات المنتخبات مختلفة قليلًا بسبب تقليل حدة الضغط التي يواجهها اللاعب في ناديه.

إذا اعتمد أليجري بشكل أكبر على الصلابة الدفاعية ووضع مودريتش في أدوار أكثر من الإبداع، فمن الطبيعي أن يتراجع تأثيره الهجومي بشكل ملحوظ، أما في حالة ترك الحرية له في وسط الملعب، مثلما كان يفعل مع بيرلو في 2015 مع يوفنتوس، فسيستفيد بشكل ممتاز من الكرواتي.

مودريتش ليس كريستيانو رونالدو، لأن المراكز مختلفة، لكن منظومة لعب أليجري كما هي، خاصة في موسمه الأخير مع يوفنتوس بالولاية الأولى، والذي تزامن مع موسم رونالدو الأول.

القنوات الناقلة لمباراة البرتغال ضد كرواتيا في دوري الأمم الأوروبية
كريستيانو رونالدو ولوكا مودريتش (المصدر:Gettyimages)

من ناحية أخرى، سيحاول أليجري إعادة إحياء مسيرته، وتطوير نفسه حتى يواكب طرق اللعب الحديثة، وعدم الاعتماد على الدفاع المبالغ فيه والتحفظ والخوف أحيانًا من اللعب بثنائي هجومي.

وجود مودريتش يمكن أن يعطي ميلان عمقًا تكتيكيًا وخبرة لا تُقدّر بثمن في المباريات الكبيرة تحديدًا، والتي يجد فيها الكرواتي مساحات لا يجدها كثيرًا في بعض مباريات الدوري الإيطالي أمام الفرق التي تسعى للحصول على نقطة على الأقل ضد ميلان.

التجربة لن تتكرر بالضرورة بنفس صورة رونالدو، والأمر يعتمد في النهاية على مرونة أليجري التكتيكية وكيفية إدارة مودريتش وطاقته على مدار الموسم.

مودريتش - ميلان
مودريتش – ميلان

إذا نجح ماكس في وضع قواعد واضحة لاستخدام الكرواتي، فلن يتحدث أحد عن عمر مودريتش، ويمكنه الاستفادة من خليط الخبرة والإبداع، مع تواجد لاعبين مثل صامويل ريتشي وجاشاري، بالإضافة ليوسف فوفانا.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة