أنطونيو كونتيإنتر ميلانتقارير ومقالات خاصةكرة القدم الإيطالية

إذا أراد مانشستر يونايتد العودة – عليه التعاقد مع أنطونيو كونتي

نادر شبانة24/05/2025 - 06:39 م
كونتي - مانشستر يونايتد
كونتي - مانشستر يونايتد

تزامنت خسارة مانشستر يونايتد لقب الدوري الأوروبي أمام توتنهام، مع فوز نابولي في نفس الأسبوع ببطولة الدوري الإيطالي تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي.

خسارة مانشستر يونايتد في موسمه الكارثي، لم تُنقذ أموريم، الذي كان ينظر لتلك المباراة ضد توتنهام على أنها منعرج لمسيرته في ملعب أولد ترافورد.

مانشستر يونايتد خسر نهائي الدوري الأوروبي، ويحتل المركز السادس عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد موسم كارثي خسر فيه 18 مباراة.

بعد 48 ساعة من تلك المباراة التي أنهت موسم مانشستر يونايتد الكارثي، والذي كان يأمل من خلالها التأهل لدوري أبطال أوروبا، جاء تتويج نابولي.

نابولي فاز بالدوري الإيطالي تحت قيادة أنطونيو كونتي، المدرب الذي كان مرشحًا بقوة في عام 2021 لتدريب مانشستر يونايتد خلفًا للمدرب إيريك تين هاج.

أنطونيو كونتي رجل الدوريات

دائمًا ما كان أنطونيو كونتي هو الرجل الذي يضمن لك الفوز ببطولة الدوري؛ فقد فعل ذلك مع يوفنتوس ثلاث مرات، ومرة مع كل من تشيلسي، وإنتر ميلان، ونابولي.

المدرب الإيطالي، رغم بعض التحفظات على نتائجه الأوروبية مع مختلف الفرق، إلا أنه في الدوري دائمًا ما يكون تركيزه الأكبر، ويستطيع أن يصنع الحدث في أي مكان.

مع يوفنتوس، فشل كونتي أوروبيًا، كما هو الحال مع تشيلسي وإنتر، لكنه كان بطلًا للدوري مع الثلاثي، وحتى الآن مستقبله غير مضمون في نابولي.

كونتي خرج مع يوفنتوس من دور المجموعات في دوري الأبطال، وفشل في خوض نهائي الدوري الأوروبي في نفس العام على ملعبه عام 2014، بعد الخروج أمام بنفيكا.

قبل ذلك، ودّع من دور الـ16 أمام بايرن ميونخ، ومع إنتر ميلان أيضًا خرج بنتائج سيئة للغاية من مجموعات دوري الأبطال.

عودة يوفنتوس المكروه من الجميع

في 2011، عندما تولى قيادة يوفنتوس، صرّح قائد البيانكونيري السابق: “سأعيد يوفنتوس من جديد مكروهًا من الجميع، عندما نسيطر على إيطاليا”.

عندما جاء كونتي، كان يوفنتوس في المركز السابع في الموسم الذي سبقه، ولم يشارك أوروبيًا، وهو الأمر الذي ساعده في موسمه الأول مع البيانكونيري.

بصفقات بالمجان مع بناء ملعب جديد، ومزيج من عناصر الخبرة والشباب، كان أنطونيو كونتي قائد أوركسترا يوفنتوس، وأعاد لقب الدوري إلى البطل التاريخي للكالشيو.

أنطونيو كونتي

الاسكوديتو الأول بعد العودة كان في عام 2012، بعد الصعود من الدرجة الثانية في 2007. ورغم معاناة البيانكونيري، كان كونتي هو من أعاد النادي مكروهًا من الجميع.

بعد ذلك، سيطر كونتي على لقب الدوري، وحصل على الاسكوديتو في موسم 2012-2013 متفوقًا على نابولي، بعدما تراجع كل من ميلان وإنتر.

ليأتي موسم 2014 التاريخي، ويحقق يوفنتوس 104 نقاط، قبل أن يرحل كونتي بسبب خلافات مع إدارة النادي بشأن الصفقات والتدعيمات، لكنه ترك إرثًا لأليجري الذي جاء ليُطوّر الفريق أوروبيًا.

إعادة ترتيب البيت في تشيلسي

في 2016، تولى أنطونيو كونتي تدريب تشيلسي بعد تجربة ناجحة مع المنتخب الإيطالي وخروج بشق الأنفس أمام ألمانيا في يورو فرنسا.

عندما وصل كونتي إلى تشيلسي، كان الفريق اللندني في المركز العاشر خلال دوري معجزة ليستر سيتي، وبعد رحيل جوزيه مورينيو، كانت الأمور غير مستقرة في البلوز.

في أول موسم له، قاد الفريق لبطولة الدوري الإنجليزي. ليس هذا فحسب، فقد كانت البداية سيئة وبدأت مكاتب المراهنات تراهن على إقالة المدرب الإيطالي قبل نهاية الدور الأول.

جاء ذلك بعد الهزيمة من ليفربول وأرسنال تواليًا. ومن هنا بدأ كونتي الاعتماد على طريقته بثلاثة مدافعين، وقدم نسخة مرعبة للبلوز.

14 انتصارًا على التوالي وضع الفريق في الصدارة، رغم الخسائر في المباريات الكبرى مثل مانشستر يونايتد وتوتنهام، لكن كما جرت العادة، فإن المباريات الأصغر دائمًا هي من تجلب بطولات الدوري، وكان كونتي يعلم ذلك جيدًا.

تُوّج كونتي ببطولة الدوري وخسر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام أرسنال، ولكنه أعاد البلوز من جديد، قبل أن يرحل في 2018 بسبب النتائج الأوروبية تحديدًا.

أنطونيو كونتي: العدو المحبوب في إيطاليا

لم يكن من السهل أن يتولى مدرب “مُنتهٍ” ليوفنتوس الإدارة الفنية لفريق إنتر ميلان، لكن فعلها كونتي في الوقت الذي كان فيه ساري مديرًا فنيًا لليوفي.

يوفنتوس حينها ارتبط بعودة كونتي لخلافة أليجري، لكنه فضّل التعاقد مع ساري، الذي في الأساس كان قد خلف كونتي في تشيلسي.

في موسمه الأول مع إنتر ميلان، لم يتمكن كونتي من التتويج بالدوري، لكنها كانت نهاية هيمنة يوفنتوس التي بدأها هو في 2012.

أنطونيو كونتي
أنطونيو كونتي

بـ91 نقطة وبفارق 12 نقطة عن المركز الثاني، توّج إنتر مع كونتي ببطولة الدوري لأول مرة منذ 11 عامًا، ليُعيد أسطورة يوفنتوس أمجاد النيرازوري.

بعد الفوز بالدوري، رحل كونتي بسبب نفس المشاكل: رحيل بعض اللاعبين، عدم تعويضهم، ورفض الإدارة الإنفاق في ظل الأزمة المالية للنادي.

توتنهام والتجربة غير المناسبة

في نوفمبر 2021، تولى كونتي قيادة توتنهام، ولكن حتى مايو 2023 لم يكن قادرًا مع هذا الفريق على الفوز بالدوري، خاصة وأن طموحات السبيرز مختلفة.

الإصابات العديدة التي تعرض لها نجوم الفريق في مراحل حاسمة من الموسم، ساهمت في المعاناة، وبطبيعة الحال، ظل كونتي أوروبيًا يعاني، وبالتالي تمت إقالته.

المعجزة في الجنوب

في موسم 2022-2023، وصف البعض فوز نابولي بالدوري بالمعجزة، وهو وصف مناسب، ولكن ما حدث هذا الموسم لا يقل صعوبة.

كونتي تولى قيادة نابولي هذا الموسم، وجاء لفريق كان في المركز العاشر الموسم الماضي، ولم يكن بين الثمانية الذين تأهلوا أوروبيًا.

أنطونيو كونتي - نابولي - صراع الدوري الإيطالي 2025
أنطونيو كونتي – مدرب نابولي

تولى فريقًا دربه ثلاثة مدربين سابقًا (رودي جارسيا، ثم والتر ماتزاري، ثم كالزونا)، ليأتي كونتي ويوافق على المغامرة.

عند قدومه، كان زيلينسكي قد رحل إلى إنتر ميلان، وخرج أوسيمين من الحسابات بسبب مشاكله مع دي لورينتيس، ورحل خفيتشا في منتصف الموسم.

مع إصابات أوليفيرا وسبينازولا، وعدم توفر ظهير أيسر حقيقي، تغيّرت هوية الفريق.

نجوم فريق سباليتي معظمهم رحل، ولكن كونتي أشعل الحماس في لاعبين مثل ماكتوميناي ولوكاكو، الرجل الذي يحبه منذ إنتر.

أسلوب اللعب تغير، لم يعتمد على ثلاثي دفاعي أو مهاجمين، وكان نجم الموسم سكوت ماكتوميناي، وبدرجة أقل أنجويزا.

أنطونيو صنع الحدث في نابولي، وتُوّج بالدوري الإعجازي، رغم أن الفريق أقل جودة من إنتر، وربما ميلان ويوفنتوس.

الجميع يحارب من أجل كونتي

أرثورو فيدال: “جميعنا نستعد للقتال من أجل كونتي. بإمكانه أن يشعل حماس الجميع بنظرة واحدة”.

إيريك داير: “الراحة هي العدو. لقد خلق بيئة غير مريحة حيث الفوز هو المقبول فقط، لا شيء آخر غير الفوز. يُبقي الجميع على أهبة الاستعداد”.

روميلو لوكاكو: “غيّرني كونتي كلاعب، أعاد لي الثقة وجعلني أحب الحياة. إنه صديق قبل أن يكون مدربًا”.

جورجيو كيليني: “كونتي غيّر طريقة تفكيري في كرة القدم. بدأنا من الصفر وبنينا أسسًا جديدة، كان هو الشخص الذي ينقلك إلى علاقة مختلفة، يعطيك الكثير ويطلب منك الكثير”.

هؤلاء اللاعبون أوضحوا قيمة أنطونيو كونتي كعقلية انتصارية مختلفة وشعلة حماس داخل الملعب وخارجه، وكذلك كيف طوّرهم فنيًا.

لماذا على مانشستر يونايتد التعاقد مع أنطونيو كونتي؟

مانشستر يونايتد يريد العودة من جديد، وكان قريبًا من لقب الدوري مع مورينيو، لكنه حل ثانيًا خلف مانشستر سيتي.

العودة يجب أن تبدأ من الدوري المحلي تحديدًا، ولا يوجد أفضل من أنطونيو كونتي، الذي يرفض تدخل الإدارة ويتولى كل شيء، وهذا ما جعله يرحل سريعًا عن معظم الأندية.

مانشستر يونايتد يحتاج مدربًا صاحب شخصية تفرض نفسها على اللاعبين ليقدموا المطلوب.

قيمة سوقية كبيرة للاعبين، وملايين تم إنفاقها في السنوات الأخيرة، ولكن الفريق يعاني، بلا هوية أو شخصية.

كونتي سيُعيد الانضباط، وسيصنع شخصية جديدة لنادٍ فقد كل ما كان يميّزه. الفريق يحتاج مدربًا يُقاتل اللاعبون من أجله، وهذا ما يتوفر في كونتي، بالإضافة إلى معرفته السابقة بالدوري الإنجليزي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أنطونيو كونتي توّج 3 مرات ببطولة الدوري مع الفرق في موسمه الأول، عندما فعل ذلك في يوفنتوس ثم تشيلسي وأخيرًا مع نابولي.

أيضًا المدرب الإيطالي يستطيع التفرغ جيدًا لبطولة الدوري، وهو ما حدث عندما كان يوفنتوس لا يشارك في دوري أبطال أوروبا، وكذلك تشيلسي ونابولي.

وحتى مع إنتر ميلان، فإن النيرازوري ودع الأبطال مبكرًا، وهو ما جعل المنافسة على لقب الدوري أسهل في ظل ضغوط أقل من المنافسة على 3 جبهات.

مانشستر يونايتد الآن لن يشارك في أي بطولة الموسم المقبل سوى الدوري الإنجليزي، بالإضافة للبطولات المحلية “كأس الرابطة والاتحاد”، وهو ما يجعل كونتي قادرًا على المنافسة ببطولة الدوري إذا قررت إدارة الشياطين الحمر الذهاب للإيطالي.

مستقبل كونتي حتى الآن مجهول في نابولي، ما بين العودة لـ يوفنتوس أو الرحيل، مع تاريخه المعروف بعدم الاستمرار لأكثر من 3 سنوات في فريق واحد، وهي فرصة يجب على مانشستر يونايتد استغلالها، إذا أراد العودة.

علامات
نادر شبانة24/05/2025 - 06:39 م

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة