الأسطورة لا تهدأ.. ميسي يعيد الصراع مع رونالدو ويكتب أمجادًا جديدة بهدفه في بورتو

تتوالى اللحظات الاستثنائية في مسيرة ليونيل ميسي، ومع كل مباراة، يضيف الأسطورة الأرجنتينية سطرًا جديدًا في كتاب التاريخ. في الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العالم للأندية 2025، قاد ميسي فريقه إنتر ميامي الأمريكي للفوز على بورتو البرتغالي بنتيجة 2-1، بتسجيله هدفًا رائعًا من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 54.
الهدف لم يكن عاديًا، بل كان يحمل توقيعًا فريدًا من أسطورة لا تمل من تحطيم الأرقام، حيث كُتب فيه أكثر من إنجاز غير مسبوق.
ميسي يكتب تاريخ جديد في المساهمات التهديفية
برقم تاريخي وغير مسبوق، أصبح ليونيل ميسي أول لاعب في تاريخ كرة القدم يسجل 1250 مساهمة تهديفية، رقم لم يبلغه أي لاعب سابق، في تأكيد على ثبات النجم الأرجنتيني في القمة لأكثر من 18 عامًا متواصلة.
عدد أهداف ميسي | 866 هدفًا |
عدد التمريرات الحاسمة | 384 تمريرة حاسمة |
إجمالي المساهمات التهديفية | 1250 مساهمة تهديفية |
هذا الرقم الاستثنائي لا يروي فقط حكاية لاعب هدّاف أو صانع لعب بارع، بل يُجسد مسيرة مذهلة من الاستمرارية، والفعالية، والتأثير المتواصل في أعلى المستويات، طوال 20 عامًا من العطاء المتجدد في الملاعب الأوروبية والعالمية. من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، ثم إلى إنتر ميامي الأمريكي، مرورًا بمنتخب الأرجنتين طوال هذه المسيرة المميزة، ظل ميسي لاعبًا حاسمًا لم يتمكن الخصوم من إيقافه، ونقطة قوة لأي فريق يرتدي قميصه.
الهداف التاريخي لإنتر ميامي برقم قياسي
لم يكن هدف ميسي ضد بورتو مجرد رقم مثل كل أهداف ميسي، بل كان يحمل بعدًا آخر، حيث أصبح هذا هو الهدف رقم 50 لميسي بقميص إنتر ميامي، ليصبح أول لاعب في تاريخ النادي الأمريكي يصل لهذا الرقم، ويؤكد مجددًا أنه ليس مجرد نجم عالمي يقضي آخر أيامه الكروية في الولايات المتحدة، بل صانع تاريخ جديد في ناديه.
فيما يلي قائمة الهدافين التاريخيين لنادي إنتر ميامي:
اللاعب | عدد الأهداف مع إنتر ميامي |
1- ليونيل ميسي | 50 |
2- لويس سواريز | 33 |
3- ليوناردو كامبانا | 32 |
4- جونزالو هيجواين | 29 |
ميسي.. المخضرم الذي مازال يتألق
بهدفه في مرمى بورتو، أصبح ميسي ثاني أكبر المسجلين سنًا في تاريخ كأس العالم للأندية، حيث بلغ عمره 37 عامًا و360 يومًا، عندما سجل هذا الهدف ليحل في القائمة بعد سيرجيو راموس الذي سجّل قبل أيام مع مونتيري المكسيكي ضد إنتر الإيطالي.
فيما يلي قائمة أكبر المسجلين سنًا في كأس العالم للأندية عبر التاريخ:
اللاعب | الفريق | العمر عند التسجيل |
سيرجيو راموس | مونتيري المكسيكي | 39 عام و 80 يوم |
ليونيل ميسي | إنتر ميامي الأمريكي | 37 عام و 360 يوم |
خافيير زانيتي | إنتر الإيطالي | 37 عام و 127 يوم |
نيكولاس أوتاميندي | بنفيكا البرتغالي | 37 عام و 125 يوم |
انخيل دي ماريا | بنفيكا البرتغالي | 37 عام و 123 يوم |
كريم بنزيما | اتحاد جدة السعودي | 35 عام 361 يوم |
توماس مولر | بايرن ميونخ الألماني | 35 عام و 275 يوم |
هذا الرقم يعكس أكثر من مجرد تقدم في العمر، إنه شهادة على استمرارية النجم الأرجنتيني في قمة الجاهزية الذهنية والبدنية، وأنه لا يزال قادرًا على التنافس مع الكبار، بل والتفوق عليهم، رغم اقترابه من عامه الثامن والثلاثين، فبينما يختفي كثير من النجوم عند هذا السن، يواصل ميسي كتابة فصول جديدة من المجد في المحافل العالمية الكبرى، ويثبت أن العمر مجرد رقم حين يتعلق الأمر بعقليات استثنائية ترفض التراجع أو الاكتفاء بما تحقق.
زعامة في بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)
ما فعله ميسي في البطولات العالمية لم يُحقق من قبل؛ إذ عزز صدارته كأفضل هدّاف في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم للرجال، مثل كأس العالم للمنتخبات وكأس العالم للأندية وكأس القارات، متفوقًا على كل من رونالدينيو ورونالدو نازاريو، وكريستيانو رونالدو ولويس سواريز.
فيما يلي قائمة هدافي بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم للرجال:
اللاعب | عدد الأهداف في بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم للرجال |
1- ليونيل ميسي | 25 |
2- رونالدينيو و رونالدو نازاريو | 19 |
3- كريستيانو رونالدو و لويس سواريز | 17 |
كما حقق ميسي إنجازًا آخر، حيث تجاوز رقم الأسطورة البرازيلية لكرة القدم للسيدات مارتا دا سيلفا، ليصبح ميسي اللاعب الأكثر تسجيلًا للأهداف في بطولات الفيفا (رجال وسيدات) على الإطلاق.

هذا الإنجاز يُجسد تفوق ميسي على مدى عقدين من الزمان، ليس فقط على مستوى البطولات المحلية أو القارية، بل في أكبر البطولات العالمية. يؤكد ميسي أنه لاعب المناسبات الكبرى بامتياز، حيث يترك بصمته في اللحظات التي تصنع التاريخ، لا فقط بالأداء، بل بالأهداف التي تحسم النتائج وتحقق البطولات.
صراع ميسي ضد رونالدو مازال قائمًا في مونديال الأندية
وصل ميسي إلى الهدف السادس في تاريخ كأس العالم للأندية، وأصبح ثاني هداف تاريخي للبطولة بالتساوي مع كريم بنزيما وجاريث بيل، وخلف الهداف التاريخي المنفرد كريستيانو رونالدو، ليُبقي على الصراع مفتوحًا بين أسطورتين كتبوا مجلدات في المجد الكروي لعقدين من الزمن.
اللاعب | عدد الأهداف في كأس العالم للأندية |
1- كريستيانو رونالدو | 7 |
2- كريم بنزيما و جاريث بيل و ليونيل ميسي | 6 |
3- لويس سواريز و سيزار ديلجادو | 5 |
هذا الرقم لا يُقرأ فقط في سياق البطولة، بل يعيد إشعال أحد أعظم الصراعات الفردية في تاريخ كرة القدم: صراع ميسي ورونالدو. فحتى بعد انتقال كلٍ منهما إلى قارتين مختلفتين، واختلاف الأندية والمراحل والبطولات، لا تزال الأرقام تلاحقهما وتضع اسميهما جنبًا إلى جنب، كما لو أن هذا التنافس لن ينتهي قبل اعتزال كل منهما.
الصراع لم يعد فقط على من يسجل أكثر، بل على من يترك الأثر الأطول، ومن يبقى حاضرًا في ذاكرة الجماهير والبطولات حتى بعد الاعتزال. والآن، ميسي يقف على بعد هدفٍ واحد فقط من معادلة رقم رونالدو في كأس العالم للأندية، وقد يفعلها قريبًا جدًا، ليتجدد السؤال: من سينهي السباق وهو في المقدمة؟

ماكينة الركلات الحرة
الركلة الحرة الرائعة التي سجلها ميسي ضد بورتو، لم تكن فقط لحظة حاسمة في نتيجة المباراة، بل كانت أيضًا الركلة الحرة رقم 68 التي يسجلها ميسي في مسيرته، ليواصل مطاردة عمالقة كرة القدم عبر التاريخ في هذا التخصص النادر.
أصبح ميسي ثالث أكثر لاعب يسجل ركلات حرة عبر التاريخ، خلف الأسطورة البرازيلية بيليه، ومواطنه أسطورة الركلات الحرة جونينيو.
اللاعب | عدد الأهداف من ركلات حرة |
1- جونينهو | 77 |
2- بيليه | 70 |
3- ليونيل ميسي | 68 |
4- فيكتور ليجروتاجيلي — رونالدينهو | 66 |
5- ديڤيد بيكهام | 65 |
6- كريستيانو رونالدو | 64 |
يُثبت من جديد أنه ليس مجرد هدّاف أو صانع لعب، بل فنان حقيقي في التعامل مع الكرات الثابتة. استمرار ميسي في التسجيل من الركلات الثابتة حتى في سن الـ37 يُعد دليلاً حيًّا على تطوره المستمر، وحرصه على صقل أدق تفاصيل مهاراته، فلم تعد الركلات الحرة بالنسبة لميسي مجرد مهارة إضافية، بل أصبحت أداة حسم معتادة في جعبة أسطورة يعرف جيدًا كيف يُغيّر مصير المباريات بضربة واحدة من قدمه اليسرى.
خاتمة
قد يقترب ليونيل ميسي من الأربعين، وقد لا يلعب في أقوى دوريات العالم بعد الآن، لكن ما يقدّمه داخل الملعب لا يزال يُبرهن أنه لم ينتهِ، وأن تأثيره لا يُقاس بالعمر أو المكان. في كل لمسة، وفي كل هدف، يعيد كتابة التاريخ، ومازال ميسي يثبت أن المجد لا يرتبط بالشباب فقط، بل الأداء المميز والأرقام التي لا تعترف بالعمر بالعطاء.
ميسي ليس مجرد لاعب يُحصي أهدافه أو يسعى خلف الأرقام، بل أسطورة حيّة تحوّلت إلى مرجع لكل من يطمح لأن يترك بصمة خالدة في عالم كرة القدم. في زمن تتغير فيه الأسماء، يظل ليونيل ميسي النجم الساطع الذي لا يخفت، وفي حين يقترب ميسي من نهاية مسيرته، يكتب الأسطورة سطورًا جديدة في كتاب المجد.