أخبار الأهلي المصريأخبار الأهلي المصري اليومتقارير ومقالات خاصة

الأهلي في كأس العالم للأندية.. فرحة مُعلّقة بذكريات ضائعة والضحية واحدة

لم يكن التعادل السلبي أمام إنتر ميامي الأمريكي في افتتاح مشوار الأهلي بكأس العالم للأندية 2025 مجرد نتيجة محبطة، بل كان إعادة إنتاج لسيناريوهات مألوفة تكررت كثيرًا في تاريخ مشاركات “نادي القرن” بالبطولة العالمية.

سنوات تمضي والسيناريو يتكرر، وكأن البطولة العالمية أبت إلا أن تحتفظ للأهلي بمقعد دائم على طاولة الحزن النبيل، حيث تتجدد الذكريات السيئة في وجدان جماهيره.

الأهلي، الذي يحمل على كتفيه تاريخًا من البطولات المحلية والقارية، يدخل كأس العالم للأندية بكل ما لديه من هيبة، يفرض حضوره، يرهق خصومه، يُبدع ويصل، لكنه لا يُنهي.

وكأن هناك لعنة خفية، أو دروسًا لم تُستوعب بعد، أو ربما قَدَر كُتب عليه أن يقف عند الباب دون أن يدخل إلى القاعة الكبرى حيث تُرفع الكؤوس وتُخلد اللحظات.

من فلامنجو إلى ريال مدريد، من باتشوكا إلى فلومينينسي، ومن ضربة تريزيجيه الضائعة أمام إنتر ميامي، إلى تسديدة حسين الشحات التي تأخرت خطوة واحدة فاختفت بين أقدام الدفاع؛ تتراكم اللحظات وتُصبح وجعًا جماعيًا لجماهير لا تريد سوى نهاية سعيدة، ولو لمرة واحدة، تُداوي بها كل هذا الوجع العالق بين شباكٍ اهتزت وأقدامٍ لم تُحسن اللمسة الأخيرة.

ليست القصة عن فرصة أو اثنتين، بل عن نمطٍ بات مألوفًا، يتكرر في كل نسخة، ويترك ذات الأثر في القلوب: الحزن، الحسرة، والعبارة الأبدية التي يهمس بها جمهور الأهلي كل مرة: “كنا الأقرب.. لكننا خرجنا”.

وفي السطور التالية، نغوص معًا في لحظات بعينها، حملت في تفاصيلها مشاهد انتصار مؤجل، وفرصًا ضائعة، كانت كفيلة بكتابة تاريخ آخر.. لكنها اختارت أن تكون مجرد “ذكريات ضائعة” تترك الضحية واحدة، كما اعتدنا: جماهير الأهلي.

مسلسل فرص ضائعة لا ينتهي

الأهلي وفلامنجو 2022 – فرصة محمد شريف وركلة جزاء معلول

في مباراة تحديد المركز الثالث أمام فلامنجو البرازيلي في نسخة 2022، كانت النتيجة تشير إلى تقدم الأهلي 2-1، حين انفرد محمد شريف بالمرمى في الدقيقة 74، لكن تسديدته انتهت في أقدام الحارس، فرصة كانت كفيلة بزيادة الغلة التهديفية ومنح الفريق دفعة معنوية وتحرم المنافس من قلب النتيجة قبل أن تنتهي المباراة بخسارة المارد الأحمر 4-2.
هذا الانفراد سبقه ركلة جزاء أهدرها اللاعب الدولي التونسي علي معلول، في الدقيقة الثالثة عشر من عمر الشوط الثاني، ليتبخر حلم النادي الأهلي في ميدالية جديدة.

علي معلول - حسين الشحات - الأهلي
علي معلول – حسين الشحات – الأهلي

الأهلي وريال مدريد 2022 – أفشة والشحات يدفعان الثمن

نفس النسخة شهدت خسارة الأهلي من ريال مدريد 4-1، رغم أن الأحمر كان متماسكًا حتى الدقائق الأخيرة، أفشة أضاع فرصة عندما تمركز بمكان رائع وتلقى تمريرة مميزة وسدد من داخل المنطقة، فيما أهدر حسين الشحات انفرادًا في توقيت حساس، لو سجل أحدهما، ربما كنا نتحدث عن نهاية مختلفة.

الأهلي - كأس العالم للأندية
الأهلي ضد ريال مدريد – كأس العالم للأندية المصدر:Gettyimages

الأهلي وفلومينسي – بيرسي تاو يهدر حلم النهائي

في نصف نهائي نسخة 2023، واجه الأهلي فلومينسي البرازيلي وكان في وضع جيد للعودة في النتيجة من التأخر 1-0، لكن رأسية بيرسي تاو في الدقيقة 72، والتي سددها بلا تركيز، بدّدت الأمل، ليعزز نجوم السامبا تقدمهم بهدف ثاني، ويخسر الأهلي حلم الوصول للنهائي.

الأهلي وباتشوكا – عندما تضيّع وتُقصى

في نصف نهائي كأس الإنتركونتيننتال 2024، بدا أن الأهلي في طريقه للنهائي بعد تصديات الشناوي، لكن طاهر محمد طاهر أطاح بالكرة في السماء بالدقيقة 37، ثم أضاع كهربا انفرادًا كاملًا ليكتب حلقة جديدة من مسلسل يعيش فيه جمهور الأهلي على أعصابه وهو يرى فريقه يخلق الفرص ثم يقتلها بتسرع أو رعونة أو غياب التوفيق.

النهاية جاءت بتعادل سلبي ليحتكم الفريقين لركلات الترجيح، والتي شهدت إهدار عمر كمال وخالد عبد الفتاح لركلتين، ليودّع الأهلي البطولة مجددًا.

الأهلي وإنتر ميامي – نسخة جديدة من كتاب الألم

أمام إنتر ميامي، عاد السيناريو ذاته، تريزيجيه يهدر ركلة جزاء كانت كفيلة بمنح الأفضلية، وحسين الشحات يتباطأ في هجمة مرتدة قاتلة بالدقائق الأخيرة، التعادل السلبي هو ما بقي على لوحة النتيجة، أما الألم فقد بقي في القلوب.

يبقى جمهور الأهلي هو الضحية الدائمة لهذا السيناريو المتكرر، فريق يصنع الفرص ويبدع، ثم يُهدر ويندم، وبين الأمل والخذلان، يعيش الأهلاويون على حافة الانفجار في كل مشاركة مونديالية، بانتظار يوم تُترجم فيه السيطرة إلى فوز، ويكافأ فيه الأداء بنتيجة وتتويج.