التعادل في الأهلي كارثة والخسارة جنازة – لقد صدق موسيماني

مرت أربعة أيام على تعادل الأهلي مع إنتر ميامي في بطولة كأس العالم للأندية. لم يخسر المارد الأحمر المباراة، ولكن منذ أن أطلق الحكم علي رضا فغاني صافرة النهاية، والأجواء مشتعلة في القلعة الحمراء.
قبل المباراة، كانت هناك حالة تفاؤل لدى جماهير الأهلي، خاصة وأن إنتر ميامي – على الورق – هو الفريق الأقل من حيث القوة مقارنةً ببالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.
لكن بعد المباراة، تحوّل التفاؤل إلى إحباط، وذلك بعد التعادل الذي اعتبره جمهور الأهلي بمثابة خسارة نقطتين، في مباراة ملعب هارد روك التي شهدت سيلًا من الفرص الضائعة لبطل إفريقيا التاريخي.
You'll come back stronger, Champ 💪🏼❤️ pic.twitter.com/tNbh02QXUr
— Al Ahly SC 🇬🇧 (@AlAhlyEnglish) June 15, 2025
الأيام المتبقية لمواجهة بالميراس أقل من تلك التي مرت على التعادل مع إنتر ميامي، ومع ذلك، لا يزال جمهور الأهلي وإعلام النادي الأحمر يتحدثان عن مباراة إنتر ميامي.
جماهيرية الأهلي الكبيرة – التي ظهرت بوضوح في المدرجات باكتساحها للملعب وتفوقها على أصحاب الأرض – تؤكد أن السيطرة على هؤلاء المشجعين أمرٌ مستحيل، فبطبيعة الحال ستجد رأيًا مختلفًا عن الآخر.
خلال السنوات الخمس الماضية، ازداد طموح الأهلي، فبعد أن استعصت إفريقيا عليه لمدة سبع سنوات، خضعت له من جديد، وخلال آخر خمس سنوات حقق الأحمر اللقب أربع مرات.

الفوز على الزمالك في 2020، ثم كايزر تشيفز في 2021، ثم خسارة نهائي 2022 أمام الوداد، قبل أن يثأر الأهلي في 2023، وأخيرًا التتويج في 2024 على حساب الترجي.
الأهلي في آخر ست سنوات وصل إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا خمس مرات، مما جعل الأمر يمر مرور الكرام على جماهيره. وبعد خسارة لقب 2022، أُقيل بيتسو موسيماني رغم تحقيقه لقبين.
الأمر ذاته تكرر مع كولر، الذي فاز ببطولتي 2023 و2024، ولكن بعد خروجه من نصف النهائي في نسخة 2025، تم فسخ عقده بالتراضي.
💪❤️ pic.twitter.com/8MG91Qjwti
— النادي الأهلي (@AlAhly) June 15, 2025
جمهور الأهلي لا يشبع
بعد التتويج بالتاسعة عقب خسارتين في 2017 و2018، أصبح طموح الأهلي أكبر من ذلك، وبدأ يتطلع للعالمية. لكنه خسر نصف النهائي في كأس العالم للأندية أمام بايرن ميونخ في 2021، ثم أمام بالميراس في 2022، ومع ذلك عاد إلى القاهرة بالبرونزية في المرتين.
في 2023، منحه القدر فرصة المشاركة رغم كونه وصيفًا، بسبب مشاركة الوداد كممثل للدولة المستضيفة، لكنه خسر من ريال مدريد في نصف النهائي، ولم يتمكن من تحقيق البرونزية بسبب رعونة بعض اللاعبين.
جمهور الأهلي حينها كان يطمح للفوز على ريال مدريد، ولم يهتم بأمر البرونزية، وهو ما حدث بالفعل في النسخة الأخيرة من مونديال الأندية، عندما فاز الأهلي على اتحاد جدة، وخسر نصف النهائي من فلومينينسي رغم تفوقه فنيًا في فترات من اللقاء.

نفس الأمر تكرر في مواجهة باتشوكا، وخسر الأهلي بركلات الترجيح، فطالبت الجماهير برحيل عدد من اللاعبين، وكانت تلك المواجهة هي الشرارة الأولى في مستقبل كولر مع الفريق.
بعد التعادل مع إنتر ميامي، لم يهدأ جمهور الأهلي، ولا يزال الحديث حتى الآن يدور حول تفاصيل صغيرة أدت للتعادل.
ربما لأن الأهلي تعاقد مع صفقات قوية للغاية مثل تريزيجيه، وزيزو، ومحمد علي بن رمضان، وقبلهم أشرف بن شرقي، ومع تواجد إمام عاشور ووسام أبو علي، فكانت طموحات الجماهير وآمالها أكبر من مجرد التعادل مع إنتر ميامي.
وبحسب مجريات المباراة، فقد يكون من حق جمهور الأهلي أو مجلس إدارته الغضب من ضياع الفوز.
لكن لو وضعنا سيناريو تخيليًا: بافتراض أن تريزيجيه سجل ركلة الجزاء، ولم يُهدر إمام عاشور انفراده، واحتُسب هدف وسام أبو علي، وتصرف حسين الشحات بشكل أفضل، لكان الأهلي قد فاز برباعية نظيفة، وصنع التاريخ في ليلة هارد روك.

بعد المباراة، تلقى تريزيجيه هجومًا كبيرًا من جماهير الأهلي، وتم تغريمه ماليًا، مع مضاعفة الغرامة، وسط أنباء عن خصم من مستحقاته، وتدخل محمود الخطيب، رئيس النادي، لتغليظ العقوبة.
ذلك القرار جاء بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر رفض تريزيجيه ترك الكرة لوسام أبو علي، وإصراره على تسديد ركلة الجزاء التي تصدى لها أوسكار أوستاري.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ظهرت حملات غاضبة من جماهير الأهلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في التعليقات على صور اللاعبين مع ليونيل ميسي.
رفض جمهور الأهلي أن يكون لاعب فريقهم مجرد مشجع لميسي، وأشاد كثيرون بموقف ياسر إبراهيم الذي دخل في مناوشات مع أسطورة الأرجنتين طوال المباراة.

جمهور الأهلي لم يتقبل التعادل مع فريق ليونيل ميسي، رغم ما يمتلكه من خبرات بوسكيتس وسواريز، وتدريب ماسكيرانو. لم ينظر أحد إلى أنه فريق الدولة المستضيفة، بل ركزوا على أداء الأهلي القوي في الشوط الأول.
موسيماني كان مُحقًا
في فبراير 2022، أجرى بيتسو موسيماني، المدير الفني السابق للأهلي، مقابلة مع إذاعة “مترو” الجنوب إفريقية، تحدّث فيها عن تجربته مع النادي.
كانت تصريحاته بعد تحقيقه البرونزية الثانية على التوالي، بالفوز على الهلال برباعية نظيفة في مباراة المركز الثالث.
“لعبت في أوروبا، ولكنني لم أر شيئًا مثل ما أراه في الأهلي. إذا لم تفز بالدوري، ودوري الأبطال، والسوبر، ولم تذهب إلى كأس العالم للأندية، فإنك سترحل. في الأهلي، التعادل كارثة، والخسارة جنازة. إنه شيء لم أره في حياتي.”
بيتسو موسيماني
وكان محقًا؛ فعندما خسر لقب دوري الأبطال، غادر دون أن يُكمل عقده، رغم أن الخسارة كانت في ظروف استثنائية، بسبب استضافة الوداد للنهائي على ملعبه.

وموسيماني كان محقًا أيضًا، لأن مارسيل كولر، رغم فوزه بلقبين، رحل لأنه لم يُحقق المطلوب في بطولة واحدة.
صدق بيتسو في كلامه. فعندما خسر الأهلي من باتشوكا بركلات الترجيح، لم تُقبل أي أعذار. نفس الوضع يتكرر الآن بعد التعادل مع إنتر ميامي، لأن طموح الأهلي وجماهيره أكبر من طموح أي مدرب قد يقوده.