السقوط البدني قبل الفني.. ريال مدريد الأقل ركضًا بفارق كبير في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا

ودّع حامل اللقب ريال مدريد الإسباني منافسات دوري أبطال أوروبا من الدور ربع النهائي بعد أن تلقى خسارتين متتاليتين أمام أرسنال الإنجليزي، الأولى في ملعب الإمارات في لندن بثلاثية نظيفة، والثانية على ملعب سانتياجو برنابيو في مدريد بنتيجة 2-1.
رغم الأسماء الكبيرة والشابة في تشكيلته وخبرته الأوروبية، إلا أن أحد أبرز أسباب سقوط ريال مدريد هذا الموسم كانت التراجع البدني.
المسافات تكشف الحقيقة
في مباراتي الذهاب والإياب في ربع النهائي ضد أرسنال، قطع لاعبو ريال مدريد إجمالًا 208.7 كيلومترًا فقط، وهو الرقم الأقل بين جميع الفرق الثمانية التي شاركت في هذا الدور، وبفارق كبير يصل إلى 16.7 كيلومترًا عن أقرب فريق له وهو باريس سان جيرمان الفرنسي، وبفارق21.2 كيلومترًا عن أرسنال، الذي تفوق عليه في المباراتين من حيث النتيجة والمسافات المقطوعة.
عدد الكيلومترات التي قطعها لاعبو الفرق الثمانية في مباراتي دور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا:
اسم الفريق | عدد الكيلومترات المقطوعة في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا |
بايرن ميونخ | 243.4 كيلومتر |
إنتر | 236.1 كيلومتر |
بوروسيا دورتموند | 237.3 كيلومتر |
برشلونة | 234 كيلومتر |
أستون فيلا | 230.5 كيلومتر |
أرسنال | 229.9 كيلومتر |
باريس سان جيرمان | 225.4 كيلومتر |
ريال مدريد | 208.7 كيلومتر |
في مواجهتي أرسنال ضد ريال مدريد كانت المسافات المقطوعة كالتالي:
ريال مدريد | أرسنال | الفارق | |
مباراة الذهاب | 101.2 كيلومتر | 113.9 كيلومتر | 12.7 كيلومتر لصالح أرسنال |
مباراة الإياب | 107.5 كيلومتر | 116 كيلومتر | 8.5 كيلومتر لصالح أرسنال |
- إجمالي الفارق في المباراتين: 21.2 كيلومتر لصالح أرسنال.
هذا الفارق ليس فقط الأكبر في هذا الدور، بل يتفوق بفارق كبير عن أقرب مقارنة التي بلغ مقدارها ثلث هذا الرقم تقريبًا، وهي مواجهة بايرن ميونخ الألماني وإنتر الإيطالي، حيث بلغ الفارق 7.3 كيلومترات فقط.
المسافات المقطوعة لكل فريق في كل مباراة من مباريات الذهاب والإياب في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا:
في مباريات الذهاب:
برشلونة | بوروسيا دورتموند | الفارق | |
مباراة الذهاب | 116.9 كيلومتر | 113.9 كيلومتر | 3 كيلومتر لصالح برشلونة |
مباراة الإياب | 117.1 كيلومتر | 123.4 كيلومتر | 6.3 كيلومتر لصالح بوروسيا دورتموند |
- إجمالي الفارق في المباراتين: 3.3 كيلو متر لصالح بوروسيا دورتموند.
باريس سان جيرمان | أستون فيلا | الفارق | |
مباراة الذهاب | 111 كيلومتر | 110.9 كيلومتر | 0.1 كيلومتر لصالح باريس سان جيرمان |
مباراة الإياب | 114.4 كيلومتر | 119.6 كيلومتر | 5.2 كيلومتر لصالح أستون فيلا |
- إجمالي الفارق في المباراتين: 5.1 كيلومتر لصالح أستون فيلا.
بايرن ميونخ | إنتر | الفارق | |
مباراة الذهاب | 125.6 كيلومتر | 122.3 كيلومتر | 3.3 كيلومتر لصالح بايرن ميونخ |
مباراة الإياب | 117.8 كيلومتر | 113.8 كيلومتر | 4 كيلومتر لصالح بايرن ميونخ |
- إجمالي الفارق في المباراتين: 7.3 كيلومتر لصالح بايرن ميونخ.
ريال مدريد… الاستثناء السلبي
الأنماط والأرقام البدنية في باقي المباريات أوضحت أن الفرق التي كانت بحاجة لتعويض خسارتها في الذهاب كانت تبذل مجهودًا أكبر بدنيًا وتقطع مسافات أكبر في لقاء الإياب، وهو منطق طبيعي في كرة القدم.
لكن ريال مدريد لم يقطع مسافات أكثر من أرسنال لا في الذهاب ولا في الإياب، رغم خسارته الكبيرة في المباراة الأولى، ما يضع علامات استفهام حول الإعداد البدني والذهني للفريق.
بل وأكثر من ذلك، فإن ريال مدريد هو الفريق الوحيد من بين الخاسرين في الذهاب وفي مجموع المباراتين الذي لم يُظهر رد فعل بدنيًا واضحًا في الإياب، بينما كل الفرق الأخرى التي خَسِرت الذهاب ومجموع المباراتين (أستون فيلا، بوروسيا دورتموند، بايرن ميونخ) قطعت مسافات أكبر من منافسيها في لقاء الإياب وفي مجموع المباراتين مما يدل على محاولات حقيقية للعودة.

نمط مقلق يتكرر
المقلق أكثر أن هذا الضعف البدني لم يكن وليد اللحظة، بل هو نمط متكرر في مشوار ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، حيث أن الفريق دائمًا ما قطع مسافات أقل من منافسيه، باستثناء مواجهة واحدة فقط كانت أمام أتالانتا الإيطالي.
هل أصبح ريال مدريد فريقًا لا يركض؟
ما يحدث لا يمكن تجاهله. في كرة القدم الحديثة، الركض ليس رفاهية، بل ضرورة. الفرق التي لا تبذل جهدًا بدنيًا كافيًا لا يمكنها مقارعة الكبار. أرسنال تفوق على ريال مدريد في كل شيء، لكنه حسم المعركة أيضًا في الشق البدني، وهو ما منح لاعبيه القدرة على مواصلة القتال في المباراتين.
وقت إعادة الحسابات
على ريال مدريد أن يعيد تقييم كل شيء، بدءًا من إعداد اللاعبين بدنيًا، وصولًا إلى فلسفة اللعب داخل الملعب.
الفريق يمتلك المهارات والأسماء اللامعة، لكن البطولة الأوروبية لا تُحسم بالأسماء فقط، بل تحتاج إلى الأرجل التي تركض، والقلوب التي تصدق، والعقول التي تخطط، وإذا كان ريال مدريد يريد العودة إلى المجد، فعليه أن يهتم كثيرًا بالجانب البدني.