الكأس الذهبية لا تعترف بالغُرباء- تاريخ مشاركات الضيوف في الكونكاكاف

واصلت بطولة الكأس الذهبية تمسّكها بتقليد تاريخي لم يُكسر منذ إدخال نظام الدعوات، وذلك بعدما غادر منتخب السعودية منافسات نسخة 2025 من الدور ربع النهائي، عقب خسارته أمام المكسيك بهدفين دون رد، ليُصبح “الأخضر” ثامن منتخب ضيف في تاريخ البطولة يفشل في حصد اللقب.

جاء ذلك في اللقاء الذي أُقيم فجر الأحد على ملعب “ستيت فارم” في مدينة جلينديل بولاية أريزونا الأمريكية، وبهذه النتيجة، توقفت مسيرة “الأخضر” عند محطة دور الثمانية، رغم مشاركته اللافتة كضيف آسيوي في النسخة الموسعة للبطولة.

وشارك منتخب السعودية في نسخة 2025 من الكأس الذهبية، حيث لبّى “الأخضر” دعوة الكونكاكاف، وسعى لكتابة فصل جديد في سجل المشاركات العربية والآسيوية بالبطولة، لكن الحلم انتهى في ربع النهائي على يد المكسيك بهدفين، لتستمر عقدة الضيوف أمام عمالقة القارة.

خروج السعودية يعيد إلى الواجهة الحديث عن مصير المنتخبات الضيفة في تاريخ البطولة، بين مشاركات كانت رمزية، وأخرى حققت المفاجآت ولامست الأدوار النهائية، بل وكادت أن تخطف اللقب في لحظات نادرة، أبرزها ما قدمته البرازيل وكولومبيا في بداية الألفية الجديدة، وقطر في نسختي 2021 و2023.

فما هو تاريخ الضيوف في البطولة؟ ومَن نجح في تجاوز حاجز المجموعات؟ ومن اقترب من التتويج؟ وكيف كانت مساهماتهم في رفع مستوى التنافس والاهتمام بالبطولة؟ في هذا التقرير، نستعرض أبرز محطات المشاركات الخارجية في الكأس الذهبية.

نهاية المباراة |
🇸🇦 السعودية 0 – 2 المكسيك 🇲🇽
#السعودية_المكسيك pic.twitter.com/qAgfpoyWEn

— المنتخب السعودي (@SaudiNT) June 29, 2025

تاريخ الضيوف في الكأس الذهبية

وتعود بداية مشاركة المنتخبات “المدعوة” من خارج اتحاد الكونكاكاف إلى نسخة عام 1996، حين دوّت المفاجأة بوصول منتخب البرازيل إلى المباراة النهائية، قبل أن يخسر أمام الولايات المتحدة بهدف قاتل، ليُحرم من تتويج كان قريبًا.

بعدها بعامين، عادت البرازيل لتكرار التجربة في نسخة 1998، لكنها اكتفت هذه المرة بالمركز الثالث.

أما في نسخة عام 2000، فقد كانت البطولة شاهدة على أوسع مشاركة من خارج القارة، حيث ظهر المنتخب الكولومبي وتألق حتى بلغ النهائي، لكنه خسر اللقب أمام كندا، بينما حلت بيرو رابعة، وودّعت كوريا الجنوبية من مرحلة المجموعات.

في عام 2002، خرجت الإكوادور مبكرًا، بينما أعادت كوريا الجنوبية ظهورها وحلت في المركز الرابع. ثم جاءت نسخة 2003 لتعيد البرازيل مجددًا إلى المباراة النهائية، لكنها اصطدمت بالمكسيك التي حسمت المواجهة بالهدف الذهبي الشهير لدانييل أوسورنو، في استاد أزتيكا، لتتأكد العقدة.

نسخة 2005 لم تكن أوفر حظًا للضيوف، إذ ودّعت جنوب إفريقيا وكولومبيا مبكرًا من الدور الأول، ما دفع الاتحاد القاري لإيقاف سياسة الدعوات لعدة سنوات لاحقة.

عاد الضيوف إلى الواجهة مجددًا في نسخة 2021، عبر مشاركة منتخب قطر، الذي فاجأ الجميع بوصوله إلى نصف النهائي، قبل أن يسقط بصعوبة أمام الولايات المتحدة بهدف نظيف.

وفي 2023، واصل العنابي مشاركته وبلغ ربع النهائي، لكنه تلقى خسارة ثقيلة (4-0) أمام بنما.

وبعد عامين، دخلت السعودية على خط الحلم العربي، لكنها ودّعت من ربع النهائي بالخسارة أمام المكسيك، لتستمر الكأس الذهبية عصيّة على أي منتخب ضيف رغم مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على فتح الباب أمام مشاركات من خارج القارة.

السعودية تكرر سيناريو 3 منتخبات

أصبح منتخب السعودية رابع فريق تتم دعوته من خارج اتحاد الكونكاكاف ويودّع البطولة من الدور ربع النهائي، بعد كل من كولومبيا في نسخة 2003، وجنوب إفريقيا في 2005، وقطر في 2023، وهو ما يعكس صعوبة كسر الهيمنة الإقليمية في هذه البطولة القارية العريقة.