اللاعب الذي لم يأتِ أبدًا.. أوتافيو والنهاية المؤجلة

بات خروج البرتغالي أوتافيو مينيرو من نادي النصر مسألة وقت، بعد أن قرر المدرب خورخي جيسوس استبعاده من قائمة الفريق المغادرة إلى المعسكر التحضيري في النمسا.
هذا القرار لم يُقرأ فقط كإجراء فني، بل كإشارة صريحة إلى أن مستقبل صانع الألعاب البرتغالي بات خارج “مرسول بارك”، بعد موسم صادم مع العالمي انتهى بدون تتويج بأي ألقاب، أو حتى الوصول إلى دوري أبطال آسيا (النخبة).
لاعب الوسط الذي حمل آمالًا كبيرة عند قدومه من بورتو لم ينجح في ترسيخ أقدامه داخل ناديه، لتنقلب التوقعات من نجم مرتقب إلى ورقة راحلة في صيف مزدحم بالمتغيرات.
في الوقت ذاته، بدأت الأندية في التحرك خلف الكواليس، وسط اهتمام برازيلي وآسيوي بخدمات اللاعب الذي يبدو أن مستقبله بات خارج أروقة العالمي.
أرقام أوتافيو تفتح باب الرحيل
فنيًا، ورغم سطوع اسمه عند التوقيع، لم يُظهر أوتافيو بريقًا هجوميًا يوازي التوقعات، إذ خاض 33 مباراة مع النصر في الدوري السعودي، منها 28 مباراة كأساسي، وبلغ إجمالي دقائق لعبه 2176 دقيقة، لكنه لم يسجل سوى هدف واحد فقط بالرأس، دون أن يوقّع بأي هدف باستخدام قدميه.
المبارايات | 33 |
عدد الدقائق | 2176 |
التقييم العام وفق 365Scores | 7.2 |
الأهداف | 1 |
الصناعة | 5 |
إجمالي التسديدات | 14 |
تسديدات على المرمى | 4 |
تسديدات خارج المرمى | 10 |
الأهداف المتوقعة (xG) | 1.55 |
إضاعة فرص كبيرة | 0 |
فرص كبيرة سُجلت | 0 |
صناعة فرص كبيرة | 1 |
أهداف من داخل منطقة الجزاء | 0 |
أهداف من خارج منطقة الجزاء | 0 |
أهداف بالقدم اليسرى | 0 |
أهداف بالقدم اليمنى | 0 |
أهداف بالرأس | 1 |
وقد اكتفى بـ5 تمريرات حاسمة فقط، على الرغم من أن مؤشر صناعة الأهداف المتوقعة (xA) بلغ 7.03، ما يُظهر بوضوح مشكلة في الترجمة الهجومية، سواء من اللاعب نفسه أو من زملائه في الخط الأمامي.
نجمنا سامي النجعي ينضم لقائمة الفريق المغادرة لمعسكر النمسا، ليُكمل هناك المرحلة الأخيرة من برنامجه التأهيلي 💛 pic.twitter.com/WcwSQec2gW
— نادي النصر السعودي (@AlNassrFC) July 20, 2025
ورغم قلة التهديد المباشر على المرمى (14 تسديدة فقط، منها 4 بين القائمين والعارضة)، أظهر أوتافيو تفوقًا في جوانب اللعب البنائي، حيث بلغت دقة تمريراته 86.8%، ونجح في 80 تمريرة طولية بدقة بلغت 70.8%، كما أوصل الكرة إلى الثلث الأخير في 220 مناسبة، ما يعكس قدرته على التقدم بالكرة وتنظيم اللعب في العمق.
التمريرات الناجحة | 1232 |
دقة التمرير | 86.8% |
صناعة أهداف متوقعة (xA) | 7.03 |
التمريرات الخلفية | 251 |
التمريرات الطولية الناجحة | 80 |
دقة التمريرات الطويلة | 70.8% |
الركلات الركنية والعرضيات الناجحة | 12 |
نسبة العرضيات الناجحة | 27.9% |
التمريرات إلى الثلث الأخير | 220 |
المراوغات الناجحة | 31 |
نسبة المراوغات الناجحة | 0.7 (70%) |
الأخطاء المرتكبة | 60 |
على مستوى البناء من الخلف، أظهر أوتافيو قدرة لافتة في التمرير الطولي وتحريك اللعب بين الخطوط، ما يعكس وعيًا تكتيكيًا وحضورًا ذهنيًا جيدًا في مرحلة التحول، إلا أن الجانب الهجومي يبقى الحلقة الأضعف في موسم أوتافيو.
لم يُظهر أوتافيو فعالية حقيقية في الثلث الأخير، ولم يُسجّل أهدافًا حاسمة أو يُهدد المرمى من مراكز متقدمة، ما يفتح علامات استفهام حول تمركزه الهجومي وقدرته على صناعة الفارق في مناطق الخصم.
أداء جيد دفاعيًا
دفاعيًا، قدّم اللاعب مردودًا مقبولًا على الرغم من مركزه الهجومي، إذ استعاد الكرة 156 مرة، ونجح في 36 تدخلًا بنسبة نجاح 63%، كما تفوق في 148 صراعًا ثنائيًا (57%)، وفاز بـ 25 كرة هوائية (64%)، وشارك بفاعلية في التغطية بواقع 7 إبعادات للكرة، وارتكب 60 خطأً و3 بطاقات صفراء فقط، في معدل انضباط مقبول نسبيًا.
الأهداف المتوقعة تم استقبالها أثناء وجوده | 21.99 |
الأهداف المتوقعة على المرمى تم تسجيلها | 0 |
التدخلات | 20 |
إبعاد الكرة من المنطقة | 7 |
صد ناجح | 6 |
فوز بالكرات الهوائية | 25 (64%) |
فوز بالصراعات الثنائية | 148 (57%) |
تدخلات ناجحة | 36 (63%) |
لم يكن القرار بيد جيسوس
لم يكن تعاقد النصر مع جورجي جيسوس هو السبب المباشر وراء قرب رحيل أوتافيو، فالمدرب البرتغالي، المعروف بمرونته التكتيكية واعتماده على لاعبي الوسط أصحاب الرؤية والربط بين الخطوط، لم يكن ليعترض على وجود لاعب بإمكانيات أوتافيو الفنية داخل تشكيلته، بل على العكس، تتقاطع فلسفة جيسوس مع قدرات أوتافيو، خاصة من حيث الانتقال السلس بين الدفاع والهجوم والقدرة على صناعة اللعب تحت الضغط.
لكن الحقيقة أن ملف أوتافيو كان شبه محسوم حتى قبل أن تطأ قدما جيسوس الرياض، فالأداء الذي قدمه النجم البرتغالي في موسمه الماضي بالدوري السعودي لم يرتقِ إلى حجم التوقعات، سواء من الإدارة أو الجماهير، وهو ما فتح الباب مبكرًا أمام التفكير في التخلص منه ضمن إعادة هيكلة شاملة للفريق.
وتزامن ذلك مع تردد أنباء قوية تفيد بأن كريستيانو رونالدو نفسه قد طالب إدارة النصر بإحداث ثورة في قائمة المحترفين الأجانب، في أعقاب موسم صفري لم يُلبِ الطموحات لا محليًا ولا قاريًا.
تلك الأرقام المتراجعة، مدعومة برؤية إدارية تهدف لتغيير جلد الفريق بالكامل، جعل من استمرار أوتافيو خيارًا غير مطروح، بصرف النظر عن هوية المدرب الجديد أو النظام التكتيكي الذي ينوي تطبيقه.