بالأرقام.. ميسي فقط تفوق على سون و3 خيارات أمام توتنهام لتعويضه

في قرار مفاجئ وصادم لعشاق نادي نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، أعلن النجم الكوري الجنوبي هيونج مين سون عن رغبته في الرحيل عن الفريق هذا الصيف، تاركًا فراغًا هجوميًا كبيرًا في مركز الجناح الأيسر الذي شغله لعشر سنوات وقدم فيه مستويات استثنائية، وصلت به لأن يحقق عدة ألقاب فردية أبرزها هداف الدوري الإنجليزي موسم 2021-2022.
الآن مع قرار رحيل سون واقتراب الموسم الجديد 2025-2026، تتجه الأنظار نحو كيفية تعويضه من جانب إدارة توتنهام والجهاز الفني للفريق بقيادة المدير الفني الجديد توماس فرانك، وكذلك الخيارات المتاحة لتعويض رحيل أحد أهم أعمدة الفريق.
يطرح هذا التقرير، ثلاثة أسماء تصلح كبدائل محتملة لتعويض سون، مع تحليل رقمي لكل خيار، لتحديد من هو الأقرب لخلافة النجم الكوري مع السبيرز.
اللاعبون المرشحون:
1- رودريجو جوس (ريال مدريد الإسباني).
2- ميكيل دامسجارد (برينتفورد الإنجليزي).
3- ماتيس تيل (توتنهام هوتسبير الإنجليزي).
سون هيونج مين: الأرقام التي تروي الحكاية
قبل الخوض في البدائل، لا بد من إلقاء نظرة على ما سيفتقده توتنهام برحيل نجمه سون. في موسم 2024-2025، ورغم سوء نتائج الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، قدّم النجم الكوري الجنوبي أداءً هجوميًا مميزًا.
الموسم | 2024-2025 |
عدد المباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز | 30 |
الأهداف | 7 |
التمريرات الحاسمة | 9 |
إجمالي المساهمات التهديفية في الدوري الإنجليزي الممتاز | 16 |
عدد المباريات في كل البطولات | 46 |
الأهداف | 11 |
التمريرات الحاسمة | 11 |
إجمالي المساهمات التهديفية في كل البطولات | 22 |
تميز سون بقدرته على التسجيل والصناعة معًا، وهو ما يجعله لاعبًا متكاملًا يصعب تعويضه، خاصة في ظل رحيل أسطورة النادي المهاجم هاري كين في وقت سابق، مما يعني نهاية عصر هجومي ذهبي في توتنهام، وضرورة البحث عن عناصر لإنشاء عصر جديد يعود فيه النادي لمكانته ومستواه الطبيعيين.

سون الأكثر حسمًا أمام المرمى بعد ميسي فقط!
مما يدل على المستوى المتميز الذي وصل له سون مع توتنهام والتأثير الكبير الذي قدمه بقميص السبيرز، هو أنه كان ثاني أكثر اللاعبين حسمًا أمام المرمى في الدوريات الخمس الكبرى بين موسمي (2014/2015 – 2021/2022).
هذه الإحصائية تقيس الفارق بين الأهداف المتوقعة للاعب والأهداف الفعلية، وكلما زاد الفارق لصالح الأهداف الفعلية، يدل هذا على أن اللاعب لديه فاعلية أعلى أمام المرمى ويسجل الفرص الصعبة بشكل كبير وليس فقط السهلة.
التفوق التراكمي في الفارق بين الأهداف المتوقعة والاهداف الفعلية في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى بين (2014/2015 – 2021/2022)
الترتيب | اللاعب | الفارق بين الأهداف المتوقعة والأهداف الفعلية |
1 | ليونيل ميسي | +34.77 لصالح الأهداف الفعلية |
2 | سون هيونج مين | +29.20 لصالح الأهداف الفعلية |
3 | هاري كين | +21.15 لصالح الأهداف الفعلية |
4 | أنطوان جريزمان | +20.75 لصالح الأهداف الفعلية |
5 | خاميس رودريجيز | +20.03 لصالح الأهداف الفعلية |
سجل سون 29 هدفًا أكثر من المتوقع له بناء على الفرص المتاحة في تلك الفترة، مما يدل على فاعليته الجبارة في ذلك الوقت، وتأثيره الكبير جدًا على نتائج فريقه، وبالتالي لن يكون غريبًا حصوله على لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2021-2022.
بالنظر لصاحب المركز الأول نجد أنه الأسطورة ليونيل ميسي، وبالتالي فيمكن اعتبار سون هو الأكثر حسمًا أمام المرمى في تلك الفترة، لأن المقارنة مع ميسي تكون ظالمة لأي لاعب، ولا يمكن وضعه في خانة المقارنة مع اللاعبين الآخرين باستثناء كريستيانو رونالدو.
مقارنة إحصائية هجومية لموسم 2024-2025
يوضح الجدول التالي مقارنة بين سون والبدائل المحتملة الثلاثة في أبرز الإحصائيات الهجومية لكل 90 دقيقة لعب، مما يعطي مؤشرًا أدق على فاعلية كل لاعب.
الإحصائية (لكل 90 دقيقة) | سون هيونج مين (توتنهام) | رودريجو (ريال مدريد) | ميكيل دامسجارد (برينتفورد) | ماتيس تيل (توتنهام) |
الأهداف المتوقعة | 0.25 (لكل 90 دقيقة) | 0.40 (لكل 90 دقيقة) | 0.10 (لكل 90 دقيقة) | 0.22 (لكل 90 دقيقة) |
التمريرات الحاسمة المتوقعة | 0.17 (لكل 90 دقيقة) | 0.25 (لكل 90 دقيقة) | 0.29 (لكل 90 دقيقة) | 0.26 (لكل 90 دقيقة) |
المجموع | 0.42 (لكل 90 دقيقة) | 0.65 (لكل 90 دقيقة) | 0.39 (لكل 90 دقيقة) | 0.48 (لكل 90 دقيقة) |
التسديدات | 1.90 (لكل 90 دقيقة) | 3.50 (لكل 90 دقيقة) | 1.21 (لكل 90 دقيقة) | 2.17 (لكل 90 دقيقة) |
تسديدات على المرمى | 0.87 (لكل 90 دقيقة) | 1.30 (لكل 90 دقيقة) | 0.24 (لكل 90 دقيقة) | 0.79 (لكل 90 دقيقة) |
صناعة فرص التسديد | 3.33 (لكل 90 دقيقة) | 4.80 (لكل 90 دقيقة) | 4.14 (لكل 90 دقيقة) | 3.00 (لكل 90 دقيقة) |
مراوغات ناجحة | 0.97 (لكل 90 دقيقة) | 2.10 (لكل 90 دقيقة) | 1.72 (لكل 90 دقيقة) | 1.50 (لكل 90 دقيقة) |
تحليل الخيارات الثلاثة
1. رودريجو جوس: الحلم باهظ الثمن
مما لا شك فيه أن الجناح البرازيلي رودريجو جوس هو الخيار الأكثر جودة فنيًا بين اللاعبين الأربعة، وأرقامه تتحدث عن نفسها، فهو يتفوق بشكل واضح في معدل الأهداف المتوقعة والتسديدات وصناعة فرص التسديد والمراوغات، وبالتالي فهو البديل المثالي من الناحية الفنية على كل المستويات.

- نقاط القوة: جودة فنية عالية، قدرة تهديفية وصناعة لعب ممتازة، خبرة اللعب في أعلى المستويات مع ريال مدريد.
- نقاط الضعف: التكلفة المادية. تقدر القيمة السوقية لرودريجو بحوالي 90 مليون يورو، وقد يطلب ريال مدريد مبلغًا أكبر للتخلي عنه، مما يجعل الصفقة صعبة للغاية على توتنهام.
الخلاصة: هو الخيار الأفضل فنيًا بلا منازع، ولكنه الأبعد من حيث الناحية المالية.
2. ميكيل دامسجارد: الخيار الواقعي والمبدع
يقدم لاعب الوسط المهاجم والجناح الدنماركي ميكيل دامسجارد إضافة من نوع مختلف. رغم أن معدل تهديفه المتوقع ليس مرتفعًا، إلا أنه يتألق في جانب صناعة اللعب، حيث يمتلك أعلى معدل للتمريرات الحاسمة المتوقعة بين الأسماء المطروحة، وكذلك أعلى معدل صناعة فرص للتسديد، مما يدل على أنه يجيد اللعب بين الخطوط ويمتلك رؤية ممتازة، وكذلك يفيد الفريق وزملائه بشكل كبير.
الميزة الإضافية التي يمتلكها دامسجارد هو أن المدير الفني الحالي لتوتنهام هو توماس فرانك مدربه في برينتفورد في الموسم الماضي، وبالتالي فهو يعرف مهاراته وإمكاناته جيدًا، وسيتمكن من الاستفادة منه منذ اليوم الأول له في الفريق دون إهدار الوقت في التعرف عليه أو البحث عن طريقة لتوظيفه بالشكل الأمثل.

- نقاط القوة: قدرة إبداعية عالية في صناعة الفرص التي تؤدي لتسديدات وتقديم تمريرات حاسمة، كما أنه لاعب تكتيكي يجيد التحرك في المساحات، وبسعر معقول نسبيًا حيث تقدر قيمته السوقية بما يقرب من28 مليون يورو، بجانب التاريخ السابق بينه وبين المدير الفني توماس فرانك.
- نقاط الضعف: ليس متميزًا على مستوى التهديف مثل سون، كما أنه لا يلعب في مركز الجناح الصريح بشكل دائم، وقد يحتاج لبعض الوقت للتأقلم مع الضغوط في فريق أكبر من برينتفورد وبحجم توتنهام.
الخلاصة: يمثل دامسجارد خيارًا ذكيًا ومتوازنًا من الناحية المالية والفنية، خاصة إذا أراد توتنهام إضافة لاعب بقدرات إبداعية عالية لتعويض ما سيفتقده في هذا الجانب برحيل سون.
3. ماتيس تيل: الحل يكمن في الداخل
المفاجأة قد تكون في أن البديل موجود بالفعل داخل أسوار النادي، وهو صاحب ال20 عامًا، ماتيس تيل. المهاجم الفرنسي الشاب، الذي أتم انتقاله لتوتنهام في يناير الماضي، يمتلك أرقامًا واعدة جدًا. معدل المساهمات التهديفية لكل 90 دقيقة لديه ومعدل التسديدات هو الأعلى بعد رودريجو، مما يشير إلى خطورته وتأثيره في الثلث الأخير من الملعب على مستوى التهديف والصناعة.

- نقاط القوة: لاعب شاب لديه القدرة على التطور، يمتلك مزيجًا جيدًا من القدرة على التهديف والصناعة، سيكون منسجمًا مع أجواء الفريق، بسبب تواجده معهم منذ يناير الماضي، وتكلفته تم دفعها بالفعل، أي يُعتبر إضافة مجانية الآن في حالة توظيفه بديلًا لسون.
- نقاط الضعف: قلة الخبرة مقارنة بسون ورودريجو، وقد لا يكون جاهزًا لحمل العبء الهجومي للفريق في مركز الجناح بشكل كامل وفوري.
الخلاصة: تيل هو الرهان على المستقبل. إذا منحه المدرب الثقة والوقت، قد يتطور ليصبح ليس فقط بديلاً لسون، بل نجم الفريق القادم في العشر سنوات المقبلة.
القرار النهائي: من هو الأقرب؟
بالنظر إلى المعطيات الرقمية والمالية، يبدو أن ميكيل دامسجارد هو الخيار الأكثر توازنًا ومنطقية لتوتنهام في الوقت الحالي إذا كان البحث عن لاعب جاهز من خارج الفريق. فهو يقدم حلًا إبداعيًا بتكلفة معقولة، ودون الحاجة للانسجام مع أفكار المدير الفني الجديد توماس فرانك.
لكن، يجب ألا يتم إغفال ماتيس تيل، فمع وجود الشاب الفرنسي في الفريق، يبدو منحه الفرصة كاملة هو الحل الأمثل والأقل تكلفة. أرقامه الواعدة تجعله مشروع نجم كبير، وقد يكون توتنهام أمام فرصة لصناعة “سون جديد” من داخل أروقته بدلاً من البحث عنه في الخارج بمبالغ طائلة.
يبقى رحيل سون ضربة موجعة، ولكنها قد تفتح الباب أمام ظهور نجم جديد في هجوم توتنهام، سواء بالتعاقد مع مبدع الدنمارك ميكيل دامسجارد أو بالرهان على موهبة فرنسا الشابة ماتيس تيل.