النصرالهلالقصص 365Scoresالأهلي
الأكثر تداولًا

جيسوس بين ديربي لشبونة والرياض.. ماذا يحدث عندما يختار الغريم؟

“أعود إلى غريمي.. الأمر أشبه بمغادرتي بنفيكا إلى سبورتنج لشبونة”، بهذه الكلمات فجّر خورخي جيسوس شرارة المقارنة الكبرى بين ماضيه الصاخب في البرتغال وحاضره المتأجج في السعودية، بعد أن تولى رسميًا مهمة تدريب نادي النصر، غريم الهلال الأزلي.

الكلمات لم تكن عابرة، بل كانت اعترافًا مباشرًا بأن خطوته الجديدة ليست مجرد توقيع على عقد تدريبي، بل قرار ذو دلالات نفسية وتاريخية، يحمل في داخله ما هو أعمق من المنافسة الفنية.

في عام 2015، لم تكن لشبونة كما كانت من قبل، فحين قرر جيسوس ترك بنفيكا – النادي الذي صنع مجده فيه – متوجهًا إلى سبورتنج لشبونة، أشعل فتيل معركة إعلامية وجماهيرية، قسمت العاصمة بين أحمر وأخضر. واليوم، في 2025، تتكرر القصة نفسها على ضفاف الرياض، فالرجل الذي قاد الهلال لمنصات التتويج، عاد ولكن من الجهة الأخرى، حاملاً شعلة “الانتقام الفني” تحت شعار التحدي الأكبر.

جيسوس لم يأتِ للنصر فقط ليكمل مسيرته، بل ليقلب الطاولة، ويعيد كتابة تاريخه، ويثبت أن من أقاله لا يستطيع كتم نبوغه، وأن من وثق به قادر على قطف الثمار.

سبورتنج لشبونة.. انتصار في أول لقاء

حين انتقل جورجي جيسوس إلى سبورتنج لشبونة في صيف 2015، بعد ست سنوات ذهبية مع بنفيكا، بدا وكأن البرتغال تتهيأ لزلزال كروي. صفقة مفاجئة، شقّت الجماهير نصفين، وحوّلت ديربي لشبونة إلى أكثر من مجرد مباراة.

قدم جيسوس مع سبورتنج أداءً هجوميًا جريئًا، متأثرًا بمدرسته المستلهمة من يوهان كرويف، واعتمد على الضغط العالي والكرة السريعة، لكن الإنجازات لم تكن على قدر التطلعات.

في موسمه الأول، حقق كأس السوبر على حساب بنفيكا في أول ظهور رسمي له، وأنهى الدوري في المركز الثاني، كما عجز عن الفوز بلقب الدوري في ثلاثة مواسم متتالية.

ورغم أنه صنع نواة فريق قوي، ضم أسماء مثل جواو ماريو وتوبياس فيجيريدو، إلا أن الفريق فشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا، وخرج خالي الوفاض من الألقاب الأوروبية.

جاءت النهاية صاخبة، حين اقتحم مشجعون ملثمون مركز التدريب واعتدوا على اللاعبين والجهاز الفني، في حادثة هزّت الكرة البرتغالية، ودفعت جيسوس للرحيل بعد الاشتباه – وفقًا لتصريحاته – بتورط رئيس النادي برونو دي كارفاليو. هكذا طُويت صفحة سبورتنج، تاركة جيسوس مصدومًا، وعازمًا على ألا يُلدغ من نفس الجُحر مرة أخرى.

أرقامه مع سبورتنج لشبونة

عدد المباريات 158
الانتصارات 101
تعادلات 24
خسر 33
أهداف مُسجلة 316
أهداف مُستقبلة 157
عدد البطولات 2

تجربة الهلال.. ثلاثية وتفوق على الغريم

جاء جيسوس إلى الهلال في ولايتين: الأولى قصيرة في موسم 2018-2019، والثانية أطول وأكثر صخبًا بين 2023 و2025، حيث حصد فيها 5 بطولات، بينها الدوري السعودي، وكأس الملك، وثلاثة ألقاب سوبر، مؤكدًا قدرته على صناعة فريق هجومي مرعب.

المباريات 120
الانتصارات 96
التعادلات 14
الهزائم 10
أهداف مسجلة 342
أهداف مستقبلة 114
بطولات 5

ما يجعل انتقاله إلى النصر أكثر إثارة، هو تاريخه أمام النادي نفسه، فقد واجه النصر 8 مرات حين كان مدربًا للهلال، فاز في 4، وتعادل في 3، وخسر واحدة فقط. اللافت أنه تفوّق على النصر في نهائيين كبيرين خلال 3 شهور فقط: نهائي كأس الملك 2024، ونهائي كأس السوبر 2025، حيث دك شباك “العالمي” برباعية شهيرة.

خورخي خيسوس - الهلال السعودي
خورخي خيسوس – الهلال السعودي (المصدر:Gettyimages)

النصر.. صفحة جديدة أم ثأر مؤجل؟

بتوقيعه للنصر، يقف جيسوس أمام منعطف جديد، فهو يدرك جيدًا أن الجماهير لا تنسى تاريخه مع الغريم الأزرق، لكنه أيضًا يعلم أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة له في الملاعب الخليجية لإثبات أنه ما زال “صانع المجد”، لا “ضحية القرارات”.

وجود كريستيانو رونالدو في النصر كان عنصرًا حاسمًا – كما اعترف جيسوس – في قبوله العرض، وقال بوضوح: «لولا دعوة كريستيانو لما جئت». العلاقة بين النجم البرتغالي والمدرب المخضرم ستشكل العمود الفقري لأي مشروع ناجح، وربما تكون هي المفتاح الحقيقي لنجاح أو فشل التجربة.

اليوم، يقود جيسوس “العالمي”، ويستعد لموسم حافل بالرهانات، والأنظار تتجه صوب مواجهاته ضد الهلال، لأن فيها يتقرر المصير.

هل يعيد التاريخ نفسه؟

انتقال جيسوس من الهلال إلى النصر يشبه كثيرًا قصة بنفيكا وسبورتنج، في الشكل والمضمون. لكن هل تختلف النهاية؟ هل يمنحه النصر الدعم الكافي والبيئة المناسبة، كي لا تنتهي القصة كما انتهت في لشبونة؟

كل شيء وارد.. لكن ما هو مؤكد أن جورجي جيسوس لم يعد مجرد مدرب في السعودية، بل “حدث كروي” كلما انتقل، انقلبت الطاولة، واشتعلت المواجهات.

شريف كمال

صحفي رياضي منذ عام 2015، وعضو نقابة الصحفيين المصريين ورابطة النقاد الرياضيين. متخصص في تغطية كرة القدم المحلية والعربية، وصناعة المحتوى الرياضي بمختلف أشكاله. أهتم بالتقارير الرقمية والتحليلية المدعومة بالبيانات، وإجراء الحوارات الصحفية والمصورة. أسعى دائمًا لتقديم تغطية احترافية تُوازن بين سرعة الخبر وعمق التحليل. المزيد »