ردًا على محمد صلاح.. طفلان من غزة يشاركان في حفل السوبر الأوروبي

تساؤل بسيط من الملك المصري، محمد صلاح أسطورة نادي ليفربول الإنجليزي، كان قادرًا على تحريك المياه الراكدة، وكسر حاجز الصمت الذي احتفظ به الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على مدار العديد من الأشهر، وذلك بشأن المأساة التي تمر بها غزة وشعبها على مرآى من العالم.
يويفا قدم مشهدًا عُرض على مسرح فريولي، يُبرز مدى الأزمة الكارثية التي تمر بها غزة، حيث احتضنت مدينة أوديني في إيطاليا مجريات نهائي بطولة كأس السوبر الأرووبي 2024-2025، بين فريق باريس سان جيرمان الفرنسي ضد نظيره توتنهام هوتسبير الإنجليزي.
انتهت المباراة بتتويج الفريق الباريسي، حامل لقب بطولة دوري أبطال أوروبا 2024-2025، بعد الفوز على حساب بطل الدوري الأوروبي للموسم ذاته، بنتيجة 4-3 بعد الظفر بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقت الأصلي للقاء بالتعادل الإيجابي بهدفين لكلًا منهما.

بصوت محمد صلاح.. غزة تحضر في ليلة تتويج باريس سان جيرمان
على صعيد آخر؛ كان مو صلاح، قد أثار الجدل حين وجّه عبر حسابه الشخصي رسالة إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم متسائلًا عن أسباب استشهاد سليمان العبيد، أسطورة كرة القدم الفلسطينية الملقب بـ”بيليه فلسطين”، الذي قُتل برصاص الاحتلال بينما كان ينتظر المساعدات الإنسانية في جنوب غزة.
منذ ما يقارب العامين، تعيش غزة والمناطق المحيطة بها، على إيقاع حرب لا تهدأ، حيث تختلط أصوات الطائرات وأزيز الصواريخ بصرخات الأطفال ودموع الأمهات، فالمدن تحوّلت إلى أنقاض، والمستشفيات فقدت قدرتها على استقبال الجرحى، والمياه والغذاء والدواء انتهت.. تمامًا كالأمان نفسه.
Can you tell us how he died, where, and why? https://t.co/W7HCyVVtBE
— Mohamed Salah (@MoSalah) August 9, 2025
البيوت التي كانت تحتضن دفء العائلات صارت أطلالًا، والمدارس التي كانت تصنع أحلام المستقبل أصبحت ملاجئ مكتظة، لا تحمي من الموت ولا تمنح طمأنينة، بسبب الحرب الغاشمة التي يشنّها الكيان المُحتل على شعب فلسطين.
رفع “يويفا” قبل انطلاق مباراة السوبر الأوروبي على الأراضي الإيطالية لافتة كبيرة كتب عليها: “أوقفوا قتل الأطفال، أوقفوا قتل المدنيين”، حملها تسعة أطفال لاجئين من مناطق صراع مختلفة، بينهم طفل من فلسطين، بالإضافة إلى إعلان يويفا عن شراكات جديدة مع ثلاث منظمات إنسانية كبرى — أطباء بلا حدود، أطباء العالم، وهانديكاب إنترناشونال — بهدف تقديم دعم عاجل لأطفال غزة.
أوقفوا قتل الأطفال، أوقفوا قتل المدنيين ⚠️
— beIN SPORTS (@beINSPORTS) August 13, 2025
لافتة تم رفعها قبل انطلاق كأس السوبر الأوروبية 💔#كأس_السوبر_الأوروبية | #باريس_سان_جيرمان | #توتنهام pic.twitter.com/cA4VZjaXSO
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد؛ بعد المباراة، ظهرت في مراسم التتويج، تالا، طفلة فلسطينية في الثانية عشرة من عمرها، خرجت من قطاع غزة مثقلة بذكريات الحرب ومرض ينهش جسدها الصغير، لتتلقى العلاج في ميلانو بعد أن حرمها الحصار من أي فرصة للرعاية في وطنها.
إلى جانبها، كان محمد، طفل لم يتجاوز التاسعة، يحمل ندوبًا أعمق من عمره، بعد أن فقد والديه وأصيب بجراح خطيرة في غارة جوية، قبل أن يجد طريقه إلى إيطاليا طلبًا للحياة.
Two Palestinian refugee children are taking part in the medal ceremony alongside UEFA President Aleksander Čeferin at the 2025 UEFA Super Cup following an invitation from the @UEFA_Foundation for Children. pic.twitter.com/YWE4vOppTL
— UEFA (@UEFA) August 13, 2025
مشهدًا صامتًا.. تمامًا كألسنة العالم أمام ما يحدُث؛ لكن الطفلان كأنهما جاءا ليقولا للعالم: نحن لسنا أرقامًا في نشرات الأخبار، نحن وجوه، وأحلام، وأرواح تتشبث بالحياة رغم كل شيء.