روبرت ليفاندوفسكي.. الهداف الذي لا يعترف بالزمن!

بعد عصر هيمنت عليه أسماء مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو كان الجميع يتساءل: من سيملأ الفراغ الذي سيتركانه بعد نهاية حقبتهما؟
في ظل هذه المقارنات المستمرة، شق البولندي روبيرت ليفاندوفسكي طريقه بصمت، دون ضجيج إعلامي ضخم أو حروب جماهيرية… لكنه كان يسجل، ويسجل، ثم يسجل.
نجح ليفاندوفسكي في شق طريقه الخاص، وفرض نفسه كواحد من أعظم المهاجمين في عالم كرة القدم خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة.
ومع كل رقم جديد يسجله، يثبت أن العمر ليس عائقًا… بل دافعًا لتألق جديد.
إنجاز تاريخي جديد: أحد أسرع اللاعبين الذين سجلوا 100 هدف مع نادي واحد (مرتين)
بعد وصوله إلى 99 هدفًا بقميص برشلونة الإسباني، أصبح ليفاندوفسكي على أعتاب تسجيل اسمه للمرة الثانية ضمن قائمة نخبة من اللاعبين الذين سجلوا 100 هدف أو أكثر مع نادٍ واحد. لكنه عندما يسجل هدفه المقبل مع برشلونة سيكون قد تميّز بكونه واحد من أسرع من وصلوا إلى 100 هدف مع ناديين مختلفين:
النادي | عدد أهداف ليفاندوفسكي | عدد أهداف المباريات |
بايرن ميونخ | 100 هدف | 136 مباراة. |
برشلونة | 99 هدفًا | 141 مباراة |
لم يكن ليفاندوفسكي بحاجة لفترة تأقلم طويلة، ولم ينتظر موسمًا أو اثنين ليفهم طريقة اللعب.
الوصول لـ100 هدف مع فريق واحد إنجاز، لكن أن تفعله مرتين؟ فهذه عبقرية تهديفية خالصة.
أثبت ليفاندوفسكي أنه ليس مجرد مهاجم تألق في بيئة واحدة، بل ماكينة أهداف أينما حلّ.
99 combined goals. pic.twitter.com/xo7ZxVyktv
— FC Barcelona (@FCBarcelona) April 9, 2025
أسطورة دوري أبطال أوروبا: “10 أهداف أو أكثر” مع 3 أندية مختلفة
دوري الأبطال، حيث الكبار فقط يصمدون، كان الملعب الذي اختاره ليفاندوفسكي ليكتب تاريخه.
ليفاندوفسكي كتب اسمه بحروف ذهبية في تاريخ دوري أبطال أوروبا حيث أصبح أول لاعب في التاريخ يسجل 10 أهداف أو أكثر في نسخة واحدة من دوري أبطال أوروبا مع 3 أندية مختلفة، وهو إنجاز لم يحققه لا ميسي، ولا رونالدو، ولا أي نجم آخر.
وجاءت الأهداف كالتالي:
اسم النادي | عدد أهداف ليفاندوفسكي في دوري أبطال أوروبا | الموسم |
بوروسيا دورتموند الألماني | 10 أهداف | 2012-13 |
بايرن ميونخ الألماني | 15 هدفًا | 2019-20 |
بايرن ميونخ الألماني | 13 هدفًا | 2021-22 |
برشلونة الإسباني | 11 هدفًا | 2024-25 |
بعد الثلاثين.. حيث يتراجع البعض، ليفاندوفسكي يزدهر
غالبًا ما تُعتبر سن الثلاثين بداية العد التنازلي لمسيرة أي لاعب كرة قدم.
نرى كثيرين يفقدون سرعتهم، يتراجع مستواهم البدني، بل إن بعضهم يختار الاعتزال في أوائل الثلاثينات.
لكن روبرت ليفاندوفسكي لم يسر في هذا الاتجاه.
فبدلًا من أن يتراجع، ازداد قوة، وواصل كونه ماكينة تهديف ذات فاعلية كبيرة… كأن الثلاثين كانت نقطة انطلاق جديدة، لا نهاية.
بينما كان البعض يطوي صفحة المجد، بدأ ليفا يفتح صفحات جديدة.
تخطى ليفاندوفسكي حاجز الثلاثين عامأ في أغسطس 2018، فماذا حدث؟
- أصبح الهداف الأول في الدوريات الخمس الكبرى منذ بلوغه الثلاثين
- سجّل 59 هدفًا في دوري الأبطال بعد سن الـ30 – رقم لم يتخطاه سوى كريستيانو رونالدو برصيد 68 هدفًا.
- روبيرت ليفاندوفسكي (36 عام و 7 أشهر) هو أكبر لاعب يصل إلى 10 اهداف فى موسم واحد فى نسخة واحدة من دوري ابطال اوروبا عبر التاريخ، متجاوزًا كريم بنزيما (34 عام و 3 أشهر).
ليفاندوفسكي أثبت أن الثلاثين ليست سن التراجع، بل قد يكون بداية مجد جديدة.

ثالث أعظم هدّاف في تاريخ دوري الأبطال
يعد ليفاندوفسكي ضمن قائمة “الثلاثي الذهبي” الذين سجلوا أكثر من 100 هدف في دوري أبطال أوروبا، وتتكون القائمة من:
اسم اللاعب | عدد الأهداف |
كريستيانو رونالدو | 140 هدفًا |
ليونيل ميسي | 129 هدفًا |
روبرت ليفاندوفسكي | 105هدف |
كما أن ليفاندوفسكي رابع أكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا:
اسم اللاعب | عدد الأهداف في الادوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا |
كريستيانو رونالدو | 67 هدفًا |
ليونيل ميسي | 49 هدفًا |
كريم بنزيما | 34 هدفًا |
روبيرت ليفاندوفسكي | 32 هدفًا |
مسيرة هداف خارقة منذ 2010
ليفاندوفسكي منذ انضمامه إلى بوروسيا دورتموند قادمًا من ليخ بوزنان البولندي عام 2010 هو ثالث أكثر لاعب تسجيلاً في الدوريات الخمس الكبرى الإنجليزي والإسباني والألماني والإيطالي والفرنسي بعد رونالدو وميسي.
ماكينة بولندية لا تصدأ
روبرت ليفاندوفسكي ليس مجرد هداف.
هو عقلية استثنائية، واستمرارية مذهلة، ونموذج نادر للاعب لا يعرف حدودًا للعطاء.
كل رقم يسجله يؤكد أن الأساطير لا تُصنع فقط في العشرينات… بل أحيانًا تبدأ الحكاية الحقيقية بعد الثلاثين.
هناك من تلمع أسماؤهم فجأة وتخبو فجأة… وهناك من يختارون أن يسيروا بخطى ثابتة، مبهرة، تُرعب الجميع بمدى انتظامها.
ليفاندوفسكي هو ذلك النوع النادر من اللاعبين… الذين لا يأتون كثيرًا.
لا تصفه فقط بالأرقام، بل اسأل كل مدافع واجهه: كيف كان الشعور حين اصطدم بماكينة تهديف لا تتوقف؟