صراع الأرقام لا يتوقف.. ميسي ورونالدو على موعد مع أرقام قياسية عديدة في الموسم الجديد

رغم مرور السنوات وتغير الأجيال، لا تزال المنافسة بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو مشتعلة، ومع اقتراب موسم 2025-2026، يجد عشاق كرة القدم أنفسهم أمام فصل جديد من فصول هذه الرواية الخالدة، لكن هذه المرة ليس على الألقاب أو الجوائز الفردية، بل على قمم رقمية وإحصائيات تبدو صعبة التكرار.
مهما تقدم العمر باللاعبين، يبقى التنافس بينهما مشتعلًا، حتى وإن كانا في قارتين مختلفتين، واستحال أن يلتقيا وجهًا لوجه مجددًا على المستطيل الأخضر، فإن ساحة الأرقام لا تزال تجمعهما في سباق، يشتد كلما لامس أحدهما قمة جديدة. ما دام كلاهما يرتدي قميص أحد الأندية ويحمل شارة القيادة داخل فريقه، فلن ينطفئ لهيب المنافسة أبدًا.
رونالدو يدخل موسم 2025-2026 وهو في الأربعين، وميسي يواصل موسم 2025 في الثامن والثلاثين، لكن المفارقة أن ما ينتظرهما ليس موسمًا عاديًا قبل النهاية، بل موسم تحديات كثيفة، وأرقام فردية تاريخية، وحواجز قياسية لن يصل إليها سواهما. أحدهما يطارِد رقمًا قياسيًا في المساهمات التهديفية، والآخر يطرق باب الألفية التهديفية ويعيد رسم وتحديد ما يمكن أن يفعله هداف عبر أربع قارات وأربعة أندية كبرى.
لم يعد السؤال: من الأفضل؟ بل أصبح: إلى أي مدى يمكن لأسطورتين بهذا العمر أن يصلا بالأرقام الممكنة في كرة القدم؟ موسم 2025-2026 لرونالدو و2025 لميسي قد لا يمنحانا مواجهة مباشرة، لكنهما يعدان بمبارزات ومنافسات لا تقل إثارة حول كسر الأرقام القياسية.
صراع المساهمات.. ميسي يوسع الفارق ورونالدو يقترب
ليونيل ميسي على بعد 40 مساهمة تهديفية (أهداف وتمريرات حاسمة) ليصبح أول لاعب في تاريخ كرة القدم يصل إلى 1300 مساهمة. رقم قياسي غير مسبوق يعكس مدى استمرارية اللاعب الأرجنتيني وتأثيره الهجومي منذ بداية مسيرته.

في المقابل، يحتاج كريستيانو رونالدو إلى خمس مساهمات فقط للوصول إلى 1200 مساهمة، ليكون ثاني لاعب في التاريخ يبلغ هذا الرقم، خلف غريمه التقليدي ميسي.
الأرقام هنا لا تُكمل فقط مسيرة كل لاعب، بل ترسم صورة واضحة لثنائية لا تتكرر إلا نادراً في تاريخ اللعبة، ولحسن حظنا أننا نعيش عصرهما في آن واحد.
الهدف رقم 900.. ميسي يقترب من رقم رونالدو
يسعى ميسي للوصول إلى هدفه رقم 900 في مسيرته، حيث يحتاج إلى 26 هدفًا فقط لتحقيق ذلك. وفي حال نجح، سيكون ثاني لاعب في التاريخ يبلغ هذا الرقم، بعد كريستيانو رونالدو الذي وصل إلى 938 هدفًا حتى الآن.
السباق نحو الهدف الألف قد لا يُحسم هذا الموسم، لكن الفارق يضيق، والطموحات لا تزال مشتعلة، بين ماكينتي أهداف لا تهدآن رغم تقدمهما في العمر.
اليسرى القاتلة واليمنى الفتاكة
ميسي، الذي يُعد أعظم من استخدم قدمه اليسرى في تاريخ اللعبة، يحتاج إلى 17 هدفًا إضافيًا بها ليصل إلى 750 هدفًا بالقدم اليسرى في مسيرته. كما يفصله 16 هدف بالقدم اليسرى عن تسجيل 650 هدفًا للأندية بهذه القدم، وهدفين في الدوري الأمريكي عن تسجيل 450 هدفًا باليسرى في الدوريات، وهي أرقام قياسية غير مسبوقة.
كما يحتاج إلى هدف بالقدم اليسرى مع إنتر ميامي، ليصل إلى 50 هدف بالقدم اليسرى معهم، ويصبح أول لاعب يفعل ذلك فى تاريخ النادي.
على الجانب الآخر، يسعى رونالدو لتسجيل 18 هدفًا بالقدم اليمنى في الدوري السعودي، ليبلغ 400 هدف بها في الدوريات، مما يؤكد أنه لا يزال ماكينة تهديفية لا تتوقف.

إنجازات مع الأندية.. ميسي ورونالدو يصنعان الإرث العالمي
ميسي، صاحب المسيرة التي ارتبطت تاريخيًا باسم برشلونة، يواصل ترسيخ أرقامًا قياسية جديدة مع إنتر ميامي الأمريكي، حيث يحتاج إلى 10 مساهمات فقط ليصبح أول لاعب في التاريخ يصل إلى 1100 مساهمة مع الأندية.
النجم الأرجنتيني يحتاج إلى 24 مساهمة تهديفية (أهداف أو تمريرات حاسمة) ليبلغ رقمًا غير مسبوق: 800 مساهمة تهديفية في الدوريات عبر مسيرته، كأول لاعب في تاريخ كرة القدم يصل إلى هذا الحاجز.
هذا الرقم لا يعكس فقط طول مسيرته، بل استمراريته وتأثيره المستمر في كل نادٍ وكل دوري لعب فيه. من الدوري الإسباني إلى الفرنسي، والآن في الملاعب الأمريكية، ظل ميسي الرقم الصعب وصانع الفارق الأول، مهما اختلفت القمصان وتنوعت الملاعب. الوصول إلى 800 مساهمة في الدوريات هو تتويج لمسيرة استثنائية شعارها الأول هو الاستمرار على القمة.
أما رونالدو، الذي صنع إنجازاته مع أربعة أندية كبرى، فيتبقى له هدف واحد ويصبح أول لاعب في تاريخ كرة القدم يسجل 100 هدف مع أربعة أندية مختلفة، متجاوزًا أسماء كبيرة وأساطير عبر التاريخ مثل: روبيرت ليفاندوفسكي، وإسيدرو لانجارا، وروماريو ونيمار جونيور الذين فعلوها مع 3 أندية فقط لكل لاعب.
كما أن النجم البرتغالي على بُعد هدف واحد فقط من أن يصبح خامس لاعب فى تاريخ النصر يصل إلى 100 هدف فى كل البطولات.

كما يحتاج رونالدو إلى:
17 هدف مع النصر فى كل البطولات ويصل إلى هدفه رقم 116 و يصبح الهداف الأجنبي التاريخي لـ النصر، متجاوزًا عبدالرزاق حمدالله (115).
4 اهداف مع النصر فى الدوري السعودي، ويصل إلى هدفه رقم 78 و يصبح الهداف الأجنبي التاريخي لـ النصر فى الدوري، متجاوزًا عبدالرزاق حمدالله (77).
8 أهداف مع النصر فى الدوري السعودي، ويصل إلى هدفه رقم 82 فى البطولة و يصبح الأوروبي الأكثر تسجيلاً في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، متجاوزًا بافتيمبي جوميز (81).
26 هدف مع النصر فى الدوري السعودي، ويصل إلى هدفه رقم 100 فى البطولة و يصبح خامس لاعب وصولاً إلى الرقم فى تاريخ الدوري السعودي للمحترفين.
تمريرة الحسم رقم 400.. ميسي يكتب تاريخًا جديدًا
في وقت اعتاد فيه الجمهور الاحتفاء أكثر بمن يسجل، كان ليونيل ميسي دائمًا يتميز ويبدع في صناعة الأهداف لزملائه. النجم الأرجنتيني على بُعد 14 تمريرة حاسمة فقط من تحقيق إنجاز فريد، وهو الوصول إلى التمريرة الحاسمة رقم 400 في مسيرته مع الأندية والمنتخب، ليصبح أول لاعب في تاريخ كرة القدم يحقق هذا الرقم.
هذا الإنجاز لا يتعلق فقط بالإبداع الفردي، بل يعكس فلسفة لاعب صنع مجده الخاص بالأهداف بجانب المساهمة في صناعة أمجاد من حوله. 400 تمريرة حاسمة تعني مئات اللحظات التي غيّرت مجرى مباريات، وجعلت زملاءه هدافين، وجمهوره في قمة السعادة.
لمسات أخيرة للتاريخ الدولي وصراع داخل منطقة الجزاء
ميسي يقترب من إنجاز جديد مع المنتخب الأرجنتيني، إذ يحتاج إلى تمريرة حاسمة واحدة ليصل إلى الرقم 59، ويصبح أكثر لاعب صناعة للأهداف دوليًا في تاريخ اللعبة، متفوقًا على الأمريكي لاندون دونوفان.
كما يحتاج ميسي إلى هدف واحد بالقدم اليسرى بقميص منتخب الأرجنتين ليصل إلى هدفه رقم 100 مع المنتخب باليسار، ويكون أول لاعب فى التاريخ يصل إلى هذا الرقم.

رونالدو، بدوره، على بعد خمسة أهداف من داخل منطقة الجزاء مع منتخب البرتغال ليصبح أول لاعب في التاريخ يسجل 100 هدف دوليًا من داخل المنطقة دون ركلات جزاء.
وعلى ذكر منطقة الجزاء، فأرقام ميسي داخل الصندوق تثبت أنه أيضًا أحد أعظم القناصين في تاريخ اللعبة. النجم الأرجنتيني يحتاج فقط إلى 5 أهداف من داخل منطقة الجزاء (دون ركلات جزاء) ليصل إلى 600 هدف من هذا النوع، ويصبح ثاني لاعب في التاريخ يبلغ هذا الرقم، بعد كريستيانو رونالدو الذي سجل 629 هدفًا داخل المنطقة.
في صمت تام، ودون ضجيج العناوين، يخوض ميسي سباقًا رقميًا مع رونالدو داخل أكثر المناطق حساسية في كرة القدم. هذا النوع من الأهداف لا يتحقق إلا لمن يملك حس التمركز، وسرعة القرار، والدقة في التنفيذ، وهو ما امتلكه كلا النجمين لسنوات طويلة. وإذا كان رونالدو قد اعتاد أن يكون ملك الصندوق، فإن ميسي، الذي كان يقوم بأدوار أعمق بجانب التهديف من داخل منطقة الجزاء، يثبت أنه لم يكن بعيدًا عن العرش، بل يقترب منه بخطى ثابتة، وربما يصله قبل أن يعتزل كرة القدم.
موسم من ذهب.. أرقام كثيرة وأساطير قليلة
الموسم الجديد لرونالدو والحالي لميسي لن يكونا موسمين عاديين رغم اقتراب الأسطورتين ميسي ورونالدو من نهاية مسيرتيهما، بل سيظل الصراع بينهما قائمًا نحو تحقيق المزيد من الأرقام القياسية. قد لا يتوَّج ميسي أو رونالدو بلقب كبير، لكنهما يقدمان نسخة أخرى من التحدي الأجمل، حيث كل هدف وكل تمريرة تسجل في التاريخ.
قد لا يكون مسرح التحدي هو كامب نو مع برشلونة أو سانتياجو برنابيو مع ريال مدريد، لكن وهج المنافسة لا يخفت، بل يزداد بريقًا في الملاعب الأمريكية والسعودية، حيث لا تزال الأسطورتان تتسابقان على كتابة النهاية الأجمل.
رونالدو يسابق الزمن في دوري المحترفين السعودي، وميسي يقود مشروعًا كرويًا في ميامي، لكن الحقيقة الأهم أن كل لمسة، وكل هدف، وكل تمريرة هي إرث خالد في صفحات كرة القدم. الجماهير قد تختلف في الانتماء، لكن لا خلاف على أن ما نشهده هذه الأيام هو وداع بطيء لتاريخ لن يتكرر. وربما، بعيدًا عن أضواء دوري أبطال أوروبا، يتم كتابة آخر السطور من قصة بدأت قبل عقدين، وتُروى للأجيال القادمة على أنها زمن ميسي ورونالدو.
المقارنات الأهم في موسم 2025-2026 لرونالدو و2025 لميسي
الإنجاز | ليونيل ميسي | كريستيانو رونالدو |
المساهمة رقم 1300 | يحتاج 40 مساهمة | – |
المساهمة رقم 1200 | – | يحتاج 5 مساهمات |
الهدف رقم 900 | يحتاج 26 هدف | وصل إلى 938 |
750 هدفًا بالقدم اليسرى | يحتاج 17 هدف | – |
400 هدف باليمنى (دوريات) | – | يحتاج 18 هدف |
100 هدف دوليًا داخل المنطقة | – | يحتاج 5 أهداف |
59 أسيست دولي | يحتاج تمريرة واحدة | – |
100 هدف مع 4 أندية | – | يحتاج هدف واحد |
قد يكون الموسم الحالي والمقبل هما الأخيرين اللذان نشهد فيهما منافسة متوازية بين ميسي ورونالدو، لكن من المؤكد أنه سيكون الوقت الذي تُحسم فيه الكثير من الأرقام التاريخية. كل مباراة، كل دقيقة، كل لمسة من النجمين في هذا الموسم هي سطر جديد في كتاب المجد، ورغم أن هذه الحكاية تقترب من النهاية، إلا أنها لا تزال تمنحنا المتعة والإثارة كما لو كانت البداية.