صراع العقول بين إنزاجي وجوارديولا – هل يثأر مدرب الهلال من لدغة رودري؟

بعد عامين على لقائهما الشهير في نهائي دوري أبطال أوروبا 2023، يقف المدربان سيموني إنزاجي وبيب جوارديولا وجهًا لوجه من جديد، لكن هذه المرة في أرضٍ جديدة وسياق مختلف، حيث يُشعل الهلال السعودي ومانشستر سيتي الإنجليزي إحدى أبرز مواجهات دور الـ16 في كأس العالم للأندية 2025.
الهلال تأهل وصيفًا عن مجموعته خلف ريال مدريد، بعد أن حسم فوزه الأخير على باتشوكا المكسيكي، ليضرب موعدًا مع متصدر المجموعة الخامسة مانشستر سيتي.
كان مانشستر سيتي تحت القيادة الفنية لجوارديولا قد اكتسح خصومه بـ13 هدفًا في 3 مباريات، فيما كان الهلال مفاجأة المنافسات مع مدربه الجديد سيموني إنزاجي الذ تعادل أمام ريال مدريد الإسباني وريد بول سالزبورج النمساوي، قبل أن يفوز على باتشوكا المكسيكي.
ليست مجرد مواجهة في دور إقصائي بمونديال الأندية، بل صراع على لوح الشطرنج بين اثنين من أذكى العقول في كرة القدم الحديثة، مباراة لا تُلعب فقط على العشب، بل في كواليس التحليل والقرارات، حيث يتواجه إنزاجي وجوارديولا في حرب أفكار لا تقل إثارة عن صدام النجوم.
من إسطنبول إلى ميامي.. فاينال لا يُنسى
يعود مشهد البداية إلى ملعب أتاتورك في إسطنبول، في نهائي دوري أبطال أوروبا يونيو 2023، عندما واجه إنزاجي فريق جوارديولا بنهائي أبطال آوروبا.
آنذاك، قدّم إنتر ميلان مباراة تكتيكية ناضجة تحت قيادة المدرب الإيطالي، لكنه خسر بهدف وحيد سجله رودري بعد تمركز خاطئ كلف الإنتر اللقب.
رغم السيطرة النسبية للسيتي (استحواذ 56%)، عانى الفريق لصناعة فرص واضحة، ما يُحسب لإنزاجي، الذي عرف كيف يُضيق المساحات ويُحجم مفاتيح لعب جوارديولا، إلا أن خطأ واحد في الدقيقة 68 كان كفيلاً بإهدار 85 دقيقة من الانضباط التكتيكي.

مواجهة الأساليب.. وبصمة إنزاجي
في ذلك اللقاء، لجأ جوارديولا إلى خطة مرنة (3-2-4-1) بوجود ستونز كعنصر مزدوج في الوسط والدفاع، بينما اعتمد إنزاجي على (3-5-2) ثلاثي دفاعي كلاسيكي وتحول سريع في الهجوم بثنائي دجيكو–لاوتارو، ثم لوكاكو، كلا المدربين أظهر قدرة عالية على التحضير، لكن الحسم كان من نصيب جوارديولا.
اليوم، يعود إنزاجي إلى المواجهة، لكن هذه المرة من بوابة الهلال، وهو يملك أسماء ثقيلة مثل بونو، كوليبالي، كانسيلو، نيفيز، وسالم الدوسري، بينما جوارديولا يدخل اللقاء بفريق هجومي نهم يقوده هالاند، ويدعمه انسجام آيت نوري وتيجاني رايندرز وتألق رودري المستمر.
بصمة سيموني إنزاجي الذي يُفضل تكتيك 4-2-3-1 مع الهلال ظهرت سريعًا، رغم توليه المهمة قبل أسابيع قليلة فقط. فمن التعادل الإيجابي مع ريال مدريد إلى الفوز المقنع على باتشوكا، أثبت الفريق أنه لا يشارك في البطولة من باب المجاملة، بل للمنافسة. إنزاجي، المعروف بذكائه التكتيكي وقدرته على استخراج الأفضل من لاعبيه، منح “الزعيم” توازنًا غاب طويلًا، وخلق منظومة هجومية ودفاعية متكاملة، تجيد الضغط كما تجيد التراجع.
لكن ما يميز الهلال اليوم لا يقتصر على بصمة المدرب، بل يكمن في شخصية الفريق نفسه, مزيج من النجوم الذين اعتادوا أجواء الدوريات الكبرى، وأسماء سعودية صاعدة بدأت تفرض وجودها بثقة.
فـرحـة التـأهـل 🤩💙
— نادي الهلال السعودي (@Alhilal_FC) June 27, 2025
شاهد كأس العالم بالمجان على @daznfootball #FIFACWC pic.twitter.com/P0kYApmg7N
أكثر من 8 لاعبين خاضوا تجارب أوروبية قوية، وسالم الدوسري لا يزال نبض الفريق، فيما يقدم ناصر الدوسري ومصعب الجوير نموذجًا للاعب المحلي القادر على الأداء بثبات أمام الكبار.
الآن، ومع اقتراب موعد الصدام مع مانشستر سيتي، يقف إنزاجي على أبواب مواجهة يعرف ملامحها جيدًا، ضد مدرب سبق وأن كسبه في التفاصيل٬ لكن الهلال الحالي ليس إنتر 2023، والسيتي ليس كما كان.
كلمة الفصل.. على أرض المونديال
بين طموح الهلال الباحث عن كتابة التاريخ، وسعي السيتي لتعزيز الهيمنة، تقف المواجهة الثانية بين إنزاجي وجوارديولا كعنوان رئيسي لقمة كروية نادرة في كأس العالم للأندية.
المواجهة القادمة تحمل ملامح جديدة، لكن السؤال يبقى: هل يكفي ما تغير في الهلال لصناعة مفاجأة تاريخية أمام العملاق مانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا، وهل يستطيع إنزاجي حماية كتيبة الزعيم من تكرار لدغة رودري؟