برشلونةخوان لابورتاكرة القدم الانجليزيةبرشلونة

عقلية رانجنيك.. التي أفادت الجميع حتى برشلونة وداقت به جدران أولد ترافورد

منذ أيام قليلة، تحدث خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة دور رالف رانجنيك في التعاقد مع مواطنه الألماني، هانز فليك لخلافة تشافي.

هانز فليك تولى قيادة برشلونة بداية الموسم الجاري، خلفًا لتشافي هيرنانديز، بعدما ارتبط النادي الكتالوني بالعديد من المدربين، وتحديدًا أصحاب الجنسية الألمانية.

يورجن كلوب وتوماس توخيل، بالإضافة إلى فليك، جميعهم كانوا على رادار برشلونة، قبل أن يحسم النادي التعاقد مع مدربه الحالي بتوصية من رالف رانجنيك.

وقال لابورتا: “لطالما أحببت الأسلوب الهولندي في كرة القدم، ولكن عندما قرأت مقابلة لرالف رانجنيك تحدث فيها عن يوهان، أخبرني أيضًا عن توخيل وناجلسمان وكلوب وفليك، وشدد على أن هانز مناسب لنا، وبالفعل رأينا أن الأنسب لـ برشلونة هو هانز فليك، تواصلنا معه وكنا نرى أنه قادر على إعادة الفريق، وذهب ديكو ليحسم كل شيء معه”.

رالف رانجنيك، أحد المؤثرين في كرة القدم مؤخرًا، سواء خلف الأبواب المغلقة أو من داخل الملعب، ولكن التجربة الأسوأ بالنسبة له كانت في مانشستر يونايتد.

رالف رانجنيك الذي نجح في كل مكان إلا مانشستر يونايتد

مسيرة رالف رانجنيك كانت أقل من 12 عامًا في كرة القدم، بين فرق صغيرة في ألمانيا، حيث خرج من ناشئي شتوتجارت في 1976 واعتزل 1988 مع فريق ليبولدسفيلر.

من قبل اعتزاله، كان يعمل رانجنيك في تدريب اللاعبين فرديًا مع شتوتجارت والفريق الذي اعتزل فيه، وظل حتى عام 2000 في مجال التدريب بالفئات السنية.

بعد ذلك، تولى رانجنيك تدريب شتوتجارت عام 1999، وفي عام 2000 فاز ببطولة الإنترتوتو على أوكسير الفرنسي، بعدما كان بطلًا مع أولم في الدرجة الثانية الألمانية.

مع مرور الوقت، بدأ رانجنيك يبرز في ألمانيا، وتولى هانوفر من 2001 وحتى 2004، وتمكن من التتويج ببطولة الدرجة الثانية الألمانية عام 2002.

بعد ذلك، ذهب رانجنيك إلى شالكة، وتمكن من الفوز ببطولة كأس الدوري الألماني في 2006، ليرحل بعد ذلك إلى هوفنهايم.

عاد إلى شالكة من جديد في 2011، بعد نتائج سيئة للفريق تحت قيادة فيليكس ماجات، ومن مارس حتى نهاية الموسم، تمكن من قيادة الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا في أكبر إنجاز للفريق في دوري الأبطال، قبل أن يخرج أمام مانشستر يونايتد.

تُوّج في ذلك الموسم ببطولة كأس ألمانيا على حساب دويزبيرج، ثم الفوز 4-3 في نهائي كأس السوبر بداية الموسم التالي.

بداية من عام 2012، كان رانجنيك الرجل الأول في مشروع ريد بول حول العالم، وتولى منصب المدير الرياضي في نادي لايبزيج ثم سالزبورج، قبل قيادة لايبزيج كمدير فني على فترتين.

رالف رانجنيك

مع سالزبورج تُوّج مرتين بالثنائية المحلية “الدوري والكأس”، بالإضافة إلى صناعة جيل قوي من فريق لايبزيج ووضعه على خارطة الطريق في أوروبا.

استمر مع شركة ريد بول حتى عام 2020. ثماني سنوات كان يفعل فيها كل شيء، العقل المدبر بكل ما تحمله الكلمة من معنى داخل ذلك المشروع.

في 2012 كان مدير كرة القدم في نادي لوكوموتيف موسكو، لكنه لم يُكمل 6 أشهر، وذهب إلى مانشستر يونايتد.

مانشستر يونايتد التجربة الأفشل لـ رانجنيك

ذهب رانجنيك إلى مانشستر يونايتد كمدرب مؤقت للفريق خلفًا لأولي جونار سولشاير، وكانت تصريحاته ومؤتمره الصحفي مبشرة للغاية.

بيئة مانشستر يونايتد لم تساعد رانجنيك، الذي كان لديه فريق قوي، وحاول تطبيق أسلوبه في الملعب، والمعروف بالضغط المضاد.

9 هزائم و11 انتصارًا مع 9 تعادلات، كانت حصيلة المدرب الألماني في مانشستر يونايتد، ولم يتمكن من تحقيق 3 انتصارات متتالية خلال فترته في أولد ترافورد.

خروج من دور الـ16 أمام أتلتيكو مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا، ومن ميدلزبروه في الدور الرابع ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي.

كريستيانو رونالدو صرّح عن رانجنيك: “لم يكن مدربًا، يمكنه العمل في المكاتب، ولديه بعض الأفكار لا يمكن أبدًا أن تتناسب مع كونه مدربًا”.

ليالي المجد في فيينا

مع منتخب النمسا في بطولة يورو 2024، كان رالف رانجنيك الحدث الأبرز، بعدما تمكن من تصدر مجموعة تواجدت بها فرنسا وهولندا وبولندا.

قبل البطولة، لم يكن أحد يرشح النمسا، ولكن مع رانجنيك، وكرة القدم الشاملة التي قدمها، تمكن من التأهل بـ6 نقاط، وخسارة بشق الأنفس من فرنسا حينها بهدف ذاتي.

في دور الـ16 توقفت رحلة النمسا أمام تركيا، في مباراة درامية، وخرج رانجنيك وفريقه برأس مرفوعة، وأثبت حينها لرونالدو أنه مدرب حقيقي.

رالف رانجنيك

وبالنظر لما سبق ذكره، سنرى أن رانجنيك نجح في كل تجاربه، سواء في الملعب أو خارجه، باستثناء تجربة مانشستر يونايتد، في ظل البيئة الفاسدة بملعب أولد ترافورد التي لا تساعد أحدًا على النجاح.

رانجنيك، حتى عندما كتب فقط مقالة، ساعد من خلالها برشلونة في التعاقد مع هانز فليك، وهو ما أكده خوان لابورتا، ليُثبت أحد المؤثرين في كرة القدم مؤخرًا نجاحه في كل مكان، إلا أحمر مانشستر.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة