أهلي جدةالأهلي السعوديقصص 365Scoresالأهلي
الأكثر تداولًا

فيرمينو يودّع جدة | بالأرقام والتحليل.. ماذا أنجز البرازيلي مع الأهلي؟

قادمًا من الملاعب الأوروبية، محملاً بثقل التجربة وروح الإبداع اللاتيني، انضم نجم السامبا روبرتو فيرمينو إلى الدوري السعودي عبر بوابة الأهلي، في صفقة لفتت الأنظار وأشعلت الطموحات خلال فترة الانتقالات الصيفية لموسم 2023-2024.

جاء انضمامه في وقت كان النادي العريق يبحث عن استعادة هيبته بعد تجربة تاريخية بالسقوط في بئر الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى “يلو” في موسم 2021-2022، ثم عودته السريعة إلى دوري روشن.

خطوة فيرمينو لم تكن مجرد انتقال إلى دوري جديد، بل فصل من التحوّل الجذري في كرة القدم السعودية، التي باتت وجهة للنجوم بعد أن كانت محطة عبور، حيث كان التعاقد معه بمثابة إعلان رسمي عن عودة “الراقي” إلى الساحة، ولكن برؤية مختلفة، تُراهن على الخبرة الأوروبية والنجومية العالمية، وليس فقط على الأسماء المحلية.

جاء من “أنفيلد” حيث صنع مجده مع ليفربول، ليحط الرحال في جدة  صيف 2023 كاتبًا بداية تجربة جديدة مع الأهلي، وعلى مدار موسمين، ورغم تفاوت الأداء الجماعي للفريق، نجح النجم البرازيلي في تحقيق لقب وحيد وقاد الفريق لتحقيق لقب دوري أبطال آسيا (النخبة)، في إنجاز أعاد للأهلي بريقه القاري.

تأثير فيرمينو مع الأهلي

شارك فيرمينو خلال موسمه الأول مع الأهلي في 35 مباراة بينهم 28 أساسيًا بواقع 32 في الدوري السعودي ومواجهتين في كأس الملك وواحدة في كأس السوبر السعودي، إذ كان الراقي غائبًا وقتها عن المنافسات القارية والإقليمية.

سجل فيرمينو في هذا الموسم 10 أهداف، وصنع 7، وذلك بعد أن سجل تسعة أهداف وصنع 6 في الدوري وساهم بصناعة هدف في الكأس قبل أن يقصى منه بدور الـ16 وسجل هدف فريقه الوحيد أمام الهلال في نصف نهائي كأس السوبر قبل أن يودعه بركلات الترجيح.

في موسم انطلاقة فيرمينو أنهى الأهلي بطولة الدوري في المركز الثالث برصيد 65 نقطة بفارق 31 نقطة عن الهلال مقتنص اللقب، وبمركز بعيد في جدول ترتيب الهدافين، ليسدل الراقي الستار على موسمه الأول بعد التدعيمات بدون ألقاب ولكن ضامنًا التأهل لدوري أبطال آسيا.

في الموسم الثاني تراجع معدل مشاركات فيرمينو مع الأهلي ولكن ارتفع معدل مساهماته التهديفية، إذ شارك في 30 مباراة بينهم 24 أساسيًا، سجل خلالهم 11 هدفًا وصنع 10 أخرين.

الغالبية العظمى من مساهمات فيرمينو التهديفية كانت في بطولة دوري أبطال آسيا (النخبة) إذ سجل ستة أهداف وصنع 7 ليعتبر مساهمًا في 13 هدفًا من أصل 34 سجلهم الأهلي في البطولة بنسبة تزيد عن الـ38%.

نسبة فيرمينو تدل على تأثيره الشديد وسط رفاقه إيفان توني ورياض محرز في جلب الكأس القارية وتحقيق إنجاز فريد لنادي الأهلي السعودي لأول مرة في تاريخه.

وعلى الصعيد المحلي فقد شارك فيرمينو في مباريات الدور الأول كاملًا (17 مباراة بينهم 13 أساسيًا) ببطولة الدوري السعودي، قبل أن يُرفع أسمه من القائمة المحلية مطلع العام الجاري، ويتم الاستفادة منه ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، إذ استطاع النجم البرازيلي في إنهاء موسمه الثاني دون أن يتلقى أي بطاقة صفراء أو حمراء، في سابقة نادرة لمهاجم يخوض مباريات تنافسية بهذا المستوى والاحتكاك.

روبرتو فيرمينيو - الأهلي السعودي
روبرتو فيرمينو – الأهلي السعودي (المصدر:Gettyimages)

رحيل فيرمينو

“فيرمينو خارج قائمة الفريق المحلية، بالإضافة إلى انتهاء فترته مع الفريق ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، وبالتالي هو خارج الفريق”، بتلك الكلمات أعلن خالد الغامدي رئيس نادي أهلي جدة رحيل روبرتو عن أروقة النادي الجداوي.

برحيل فيرمينو، يُسدل الستار على فصل قصير لكن مؤثر في تاريخ النادي، فصلٌ حمل بين سطوره لحظات تألق آسيوي، ولمحات من فخامة “السامبا” فوق الملاعب السعودية.

تجربة ناجحة ولكن ليست مبهرة

“تجربة ناجحة ولكن ليست مبهرة.. وعدم ثبات المستوى أبرز الملاحظات”، هذا ما تطرق إليه الناقد الرياضي محمد جمال للتعليق على أنباء رحيل روبرتو فيرمينو بعد موسمين قضاهم فوق عشب الملاعب السعودية.

وقال جمال في تصريحات خاصة لـ “365scores”: “روبرتو فيرمينو يُعد من اللاعبين المميزين وأصحاب القدرات الفنية العالية، وقد شاهدنا جميعًا براعته خلال سنواته مع ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع ذلك، فإن أبرز ملاحظات تجربته في الدوري السعودي مع الأهلي منذ صيف 2023 تتعلق بعدم ثبات مستواه، أرى أن تجربته كانت ناجحة إلى حدٍ ما، لكنها لم تكن مُبهرة بالشكل المتوقع”.

وأضاف: “أما اليوم، وفي عمر الثالثة والثلاثين، يُعد فيرمينو من بين اللاعبين الأعلى أجرًا في الدوري السعودي، ومن الطبيعي بعد التتويج بلقب دوري أبطال آسيا أن يسعى الأهلي إلى تجديد الدماء من خلال ضم لاعبين أصغر سنًا ونجوم عالميين، خاصة وأن الفريق بات على أعتاب المشاركة في كأس العالم للأندية، وهو ما يستوجب بناء مشروع قوي وطموح يتماشى مع التحديات القادمة”.

غياب الحافز عن فيرمينو

وزاد: “ورغم موهبة فيرمينو، إلا أن عامل الانسجام كان مفقودًا في كثير من فترات تجربته مع الأهلي، وهو ما انعكس على أدائه العام، فقد سجل 21 هدفًا فقط مع الفريق، وهو رقم لا يُعد كافيًا في ظل طموحات المرحلة المقبلة التي تتطلب عناصر هجومية أكثر حسمًا وفاعلية على المستوى العالمي”.

واختتم: “في تقديري، ما كان ينقص فيرمينو هو الحافز الحقيقي أو الرغبة، فعند مقارنة دوافعه بحماس بعض الأجانب الآخرين في الفريق، مثل رياض محرز، يظهر الفارق بوضوح؛ فمحرز أظهر رغبة أكبر وتأثيرًا مباشرًا في المباريات الكبيرة، وهو ما افتقده النجم البرازيلي في أغلب فتراته مع الأهلي”.