قصة مدرب لم يستسلم.. يايسله وقف في وجه الطوفان وأعاد هيبة الأهلي

مع بداية موسم 2024/2025 الماضي، وجد ماتياس يايسله نفسه في قلب العاصفة داخل النادي الأهلي، حيث كان الفريق يمر بفترة تخبط، نتائج متذبذبة، وأداء لم يرتق لطموحات جماهيره.
وهو ما جعل الأصوات تعلو مطالبة برحيله، حتى أن بعض التقارير أكدت أن الإدارة درست فعليًا خيار الإقالة مبكرًا، حيث تعرض المدرب الألماني لانتقادات لاذعة من الجماهير والإعلام على حد سواء.
الجماهير كانت ترى أن شخصية المدرب ضعيفة أمام كبار الدوري، وأنه غير قادر على قيادة الفريق نحو البطولات وسط المنافسة الشرسة من أندية بحجم الهلال والنصر والاتحاد، وهو ما ظهر بعدما تعرض الراقي لضربة قاسية بتوديع بطولة كأس الملك السعودي من دور الستة عشر على يد نادي الجندل الناشط في دوري يلو.

يايسله بين مرحلة الأزمات وضغوط الرحيل
في ذروة سوء النتائج، ظهرت أنباء عن أن الأهلي بدأ في التواصل مع بدائل، وأن رحيل يايسله بات مسألة وقت فقط، خاصة بعد تسريب أخبار باتفاق إدارة النادي الجداوي مع المدرب الإيطالي، ماسيمليانو أليجري، في ذلك الوقت.
هذا الضغط كان كفيلًا بتحطيم أي مدرب، لكن المدرب الألماني تعامل بهدوء وثبات، ورفض الاستسلام للضغوط أو الدخول في صدامات داخلية، وألقى الكرة في ملعب الإدارة وأكد رغبته في الاستمرار مع النادي.
التحول التدريجي وبداية الرد
بدلًا من الانهيار، قرر يايسله إعادة ترتيب الأوراق، وركز على استغلال إمكانيات لاعبيه بأفضل شكل ممكن، كما أعاد الثقة لبعض النجوم، ومنح الفرص للعناصر الجديدة، شيئًا فشيئًا، بدأ الفريق يستعيد شخصيته على أرض الملعب.
رغم أن الهلال كان يملك فريقًا أقوى فنيًا وعلى مستوى العناصر، إلا أن ياسليه قاد الأهلي لمفاجأة كبرى في دوري أبطال آسيا للنخبة، الفريق حقق نتائج مميزة تخطى بها كل التوقعات، وصولًا إلى النهائي الذي حسمه الأهلي لصالحه، في إنجاز تاريخي يحسب لياسليه وقدرته على قراءة خصومه واستغلال نقاط ضعفهم.
قد يهمك أيضًا
- موعد مباراة الأهلي ضد نيوم في الدوري السعودي والقنوات الناقلة
- جماهير الأهلي تشعل جدة احتفالًا بكأس السوبر السعودي
تصحيح المسار بدأ على المستوى القاري في البداية، حيث أن الفريق قدم حقق نتائج مميزة تخطى بها كل التوقعات، حتى أنه واصل مقارعة الهلال، الذي كان يملك فريقًا أقوى فنيًا وعلى مستوى العناصر، على صدارة ترتيب دور المجموعات لآخر نفس.
إنجاز آسيوي تاريخي
نتائج أهلي جدة المميزة في دوري الأبطال لم تتوقف عند تخطى دور المجموعات بأفضل نتائج ممكنة، بكل فجر النادي الجداوي المفاجأة بإقصاء الهلال من الدور نصف النهائي في مباراة مثيرة كان عنوانها الأهلي يقهر الجميع.
عودة المخطط الألماني لم تتوقف عند هذا الحد، حيث نجح يايسله في قيادة كتيبة الراقي للفوز بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخ النادي وتحقيق الحلم المنشود بالنسبة للجماهير.

التتويج بلقب دوري أبطال آسيا لم يكن مجرد بطولة، بل كان نقطة تحول هائلة في مسيرة المدرب، فجأة انقلبت الانتقادات إلى إشادات، والجماهير طالبت برحيله اصبحت تحتفل به كصانع إنجاز قاري طال انتظاره.
من آسيا إلى السوبر السعودي
أنهى يايسله الموسم بتعويض خسارة الألقاب المحلية من خلال تحقيق الحلم المنشود على المستوى القاري، وهو الهدف الأهم بالنسبة لجماهير أخضر جدة وكل المنتمين للنادي.
واصل المدرب الألماني في رد اعتباره أمام كل ما طاله في بداية الموسم من خلال التحرك نحو هدف جديد وفي قلبه شعار الأهلي الأزلي “وعبر الزمان.. سنمضي معًا”.

رغم أن الأهلي لم يكن حتى ضمن بطولة كأس السوبر السعودي، إلا أن اعتذار الهلال منح الفريق فرصة المشاركة بدعوة من الاتحاد السعودي لكرة القدم بنفسه، ورغم ضقف الوقت وضعف فترة الإعداد، نجح يايسله في تجهيز لاعبيه بشكل رائع للبطولة.
الفوز بالسوبر وقصة التحول الملهمة
الأهلي شارك في السوبر وسط توقعات متواضعة، خاصة بعد قوة الانتدابات لفريق النصر ونظيره القادسية، بالإضافة إلى مشاركة صاحب الثنائية التاريخية في الموسم الماضي الاتحاد.
لكن يايسله كسر كل التوقعات، الفريق قدم أداءً مذهلًا، حتى أنه نجح في تحقيق أكبر فوز في تاريخ البطولة بعدما اكتسح القادسية في نصف النهائي بخماسية مقابل هدف، كما واصل زحفه وتوج باللقب على حساب النصر في المباراة النهائية، ليضيف كأسًا جديدة إلى خزينته ويؤكد أن إنجازه الآسيوي لم يكن صدفة.
أبرز ما يميز قصة يايسله هو قدرته على إدارة الأزمات، من مدرب كان على وشك الإقالة إلى بطل آسيا والسوبر في أقل من موسم، معتمدًا على ثباته النفسي وقدرته على قراءة اللحظة وعدم الانجراف وراء الضغوطات.
اليوم يقف المدرب الألماني الشاب على منصة التتويج مجددًا، بطلًا لآسيا والسوبر السعودي، بعد أن كان مهددًا بالرحيل عن منصبه مع الأهلي قبل أشهر، وهو ما يسلط الضوء على قصة تحول توضح أن كرة القدم لا تعترف بالمستحيل في ظل وجود رغبة للوصول إلى الهدف المنشود.