كأس العالم للأندية 2025: التتويج القاري ليس الطريق الأهم.. والبرازيل وأمريكا تتصدران المشهد

في صيف 2025، كل الطرق تؤدي إلى الولايات المتحدة، حيث يُكتب فصل جديد من التاريخ، ليس فقط بمشاركة 32 ناديًا للمرة الأولى في كأس العالم للأندية، بل بتنوع غير مسبوق في هوية الطريق المؤدي إلى الحدث الكبير.
هذه النسخة من البطولة لا تُشبه ما سبق، لا تكرّم فقط من رفع الكأس، بل من حافظ على بريقه في قاراته. فهناك من جاء بعرق التتويج، وهناك من جاء بثقل التصنيف، وهناك من دخل بأقدام المستضيف. لكنهم جميعًا سيصعدون نفس المسرح، وينافسون على نفس الحلم: أن يصبحوا أبطال العالم.
أبطال القارات: من هم أصحاب المجد والتتويج القاري؟
الأندية التي حققت المجد القاري تستحق التقدير، لأنها وصلت إلى هنا بحسم المعارك الكبرى في قاراتها، والتتويج بالبطولة الأغلى في قاراتها.
فيما يلي الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 بعد تحقيق دوري الأبطال في قاراتها:
القارة | البطل | عدد التتويجات القارية من 2021 حتى 2024 |
أوروبا | ريال مدريد الإسباني | مرتين بطل دوري أبطال أوروبا |
أوروبا | مانشستر سيتي الإنجليزي | مرة واحدة بطل دوري أبطال أوروبا |
أوروبا | تشيلسي الإنجليزي | مرة واحدة بطل دوري أبطال أوروبا |
آسيا | الهلال السعودي | مرة واحدة بطل دوري أبطال آسيا |
آسيا | العين الإماراتي | مرة واحدة بطل دوري أبطال آسيا |
آسيا | أوراوا الياباني | مرة واحدة بطل دوري أبطال آسيا |
إفريقيا | الأهلي المصري | 3 مرات بطل دوري أبطال إفريقيا |
إفريقيا | الوداد المغربي | مرة واحدة بطل دوري أبطال إفريقيا |
أمريكا الجنوبية | بالميراس البرازيلي | مرة واحدة بطل كوبا ليبيرتادوريس |
أمريكا الجنوبية | فلامنجو البرازيلي | مرة واحدة بطل كوبا ليبيرتادوريس |
أمريكا الجنوبية | فلومينينسي البرازيلي | مرة واحدة بطل كوبا ليبيرتادوريس |
أمريكا الجنوبية | وبوتافوجو البرازيلي | مرة واحدة بطل كوبا ليبيرتادوريس |
أمريكا الشمالية | مونتيري المكسيكي | مرة واحدة بطل كونكاكاف |
أمريكا الشمالية | سياتل ساوندرز الأمريكي | مرة واحدة بطل كونكاكاف |
أمريكا الشمالية | باتشوكا المكسيكي | مرة واحدة بطل كونكاكاف |
يشارك 15 بطل قاري في هذه النسخة من كأس العالم للأندية، من أصل 32 فريقًا مشاركًا، بنسبة تبلغ تقريبًا 47%، أي أن أقل من نصف المشاركين فقط هم الأبطال الفعليون لمسابقات قاراتهم. هذا الرقم يسلط الضوء على التحول الجوهري في طبيعة البطولة، التي لم تعد تقتصر على مكافأة من تُوِّج بالذهب فقط، بل أصبحت تحتفي أيضًا بمن حافظ على ثباته وأدائه في المنافسات القارية.

ورغم أن الألقاب تمنح أصحابها الهيبة والمكانة، فإن النظام الجديد يفتح الباب أمام أندية لم تفز بالبطولة، لكنها أثبتت نفسها على مدار سنوات بأداء متماسك وحضور مستمر في الأدوار المتقدمة. هذا التنوع يجعل من البطولة معركة بين الجميع، الأبطال واللذين لم يحالفهم الحظ لمعانقة الذهب، فيعطيهم فرصة جديدة للانتقام وربما يعانق أحدهم الذهب هذه المرة.
كذلك، في الوقت ذاته، يقلل هذا التوزيع من ميزة التتويج القاري نفسها، ويضع الأبطال في مواجهة خصوم لا تقل عنهم من حيث الإمكانيات، بل تتفوق أحيانًا على مستوى التنافس المحلي، مما يعطي الجماهير الفرصة لمشاهدة مباريات مليئة بالإثارة والقوة.
التصنيف القاري: حين تُكافأ الاستمرارية
لم تعد الألقاب وحدها هي بوابة المجد العالمي، فالتصنيف القاري بات طريقًا آخر أمام الأندية العريقة للمشاركة في كأس العالم للأندية بنظامها الموسع، بشرط أن تكون ثابتة في الأدوار المتقدمة.
في كأس العالم للأندية 2025، يشارك 17 فريقًا بناء على تصنيفهم على مستوى قاراتهم، وبدون تحقيق أي تتويج في دوري الأبطال، الحدث القاري الأكبر، خلال مدة الاختيار وهي 4 سنوات من 2021 حتى 2024.
فيما يلي الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية 2025 من خلال التصنيف القاري فقط:
القارة | الأندية المشاركة بالتصنيف |
إفريقيا | الترجي (تونس) – صن داونز (جنوب إفريقيا) |
آسيا | أولسان هيونداي (كوريا الجنوبية) |
أوروبا | بايرن ميونخ (ألمانيا) باريس سان جيرمان (فرنسا) إنتر ميلان (إيطاليا) بورتو (البرتغال) بنفيكا (البرتغال) بوروسيا دورتموند (ألمانيا) يوفنتوس (إيطاليا) أتلتيكو مدريد (إسبانيا) ريد بول سالزبورج (النمسا) |
أمريكا الجنوبية | ريفر بليت (الأرجنتين) بوكا جونيورز (الأرجنتين) |
أوقيانوسيا | أوكلاند سيتي (نيوزيلندا) |
الولايات المتحدة تدخل بقوة
يمثل الولايات المتحدة في هذه النسخة من كأس العالم للأندية فريقين لأول مر في تاريخها، حيث يتواجد إنتر ميامي، ولوس أنجلوس إف سي كممثلين للدولة المستضيفة، لكن كلاهما تأهل بطريقة مختلفة عن الآخر.
بصفتها الدولة المضيفة، تحصل الولايات المتحدة على مقعد مباشر في البطولة، والذي ذهب إلى إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي، وهي بالطبع دفعة تسويقية وجماهيرية كبيرة للبطولة، وبالتأكيد النادي الأمريكي يأمل أن يستغل هذه الفرصة لصناعة مجد عالمي لأول مرة في تاريخه.

كما تأهل لوس أنجلوس إف سي من خلال ملحق الفيفا الخاص بمنطقة الكونكاكاف، ليكتمل الثنائي الأمريكي.
الدول الأكثر تمثيلًا في كأس العالم للأندية 2025: أمريكا مفاجأة… والبرازيل تفرض الهيمنة على الجميع
التوزيع الجغرافي للفرق المشاركة يعكس موازين القوى في الكرة العالمية، وكذلك أهداف التنظيم في بعض الأحيان. حيث يشارك 32 نادياً من مختلف القارات، لكن عدد الممثلين يختلف من دولة إلى أخرى بشكل لافت.
الدولة | عدد الفرق المشاركة منها | نسبة المشاركة |
البرازيل | 4 | 12.5 % |
الولايات المتحدة الأمريكية | 3 | 9.4 % |
إسبانيا – إنجلترا – ألمانيا – إيطاليا – البرتغال – المكسيك – الأرجنتين | 2 | 6.25 % |
المملكة العربية السعودية – مصر – الإمارات – المغرب – تونس – فرنسا – النمسا – اليابان – كوريا الجنوبية – نيوزيلندا – جنوب إفريقيا | 1 | 3.1 % |
البرازيل، صاحبة التاريخ القاري العريق، تُعد الأكثر حضورًا على مستوى دول العالم بوجود أربعة أندية، جميعها تأهلت من بوابة كوبا ليبرتادوريس، عن طريق التتويج، وهي بالميراس، وفلامنجو، وفلومينينسي، وبوتافوجو، وهذا يؤكد هيمنة الكرة البرازيلية داخل أمريكا الجنوبية، واستمرارية نفوذها في المحافل الدولية.
الولايات المتحدة الأمريكية، مستضيفة النسخة الحالية، ستكون المفاجأة فهي ثاني الأكثر تمثيلًا في البطولة بثلاثة أندية دفعة واحدة، هي سياتل ساوندرز بصفته بطل كونكاكاف 2022، وإنتر ميامي كممثل للبلد المستضيف، ولوس أنجلوس إف سي عن طريق ملحق الفيفا، لتُرسّخ الولايات المتحدة مكانتها كقوة صاعدة على خارطة اللعبة، تنظيمياً وتسويقياً وربما مستقبلًا تنافسياً.
في القارة الأوروبية، يظهر التوزيع أكثر توازناً، فدول إنجلترا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، والبرتغال، كلها تمثلها ناديان، ما يعكس العمق التنافسي في البطولات القارية وصعوبة السيطرة المطلقة بجانب ارتفاع ترتيب أندية هذه الدول في تصنيف الاتحاد الأوروبي.
العالم العربي يحضر بخمسة أندية تمثل خمس دول مختلفة: الأهلي (مصر)، الوداد (المغرب)، الترجي (تونس)، الهلال (السعودية)، والعين (الإمارات). وهو تمثيل قوي يعكس تنوع وتطور الأندية العربية على المستوى القاري في إفريقيا وآسيا.

مما يلفت النظر هو الحضور الأوروبي الطاغي، بـ12 ناديًا من أصل 32. هذا الرقم يدل على أن القارة العجوز تدخل البطولة بثقلها، ومرشحة بشكل طبيعي لفرض الهيمنة، لكن، في المقابل، الدروس السابقة تخبرنا بأن الأندية غير الأوروبية قادرة على إحداث المفاجآت، خصوصًا في نسخة كبيرة وتضم ممثلين متعددين من القارات الأخرى، مما يجعل البطولة مفتوحة على كل الاحتمالات.
الكل جاء ليحلم.. لكن من يملك الجرأة ليكتب التاريخ؟
مع انطلاق النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية 2025، يدخل العالم مرحلة جديدة من التنافس الكروي، حيث تختلط صفوة الأندية من القارات الست في تجربة غير مسبوقة. لم يعد اللقب حكرًا على أبطال القارات، ولم تعد القيمة تُقاس بعدد البطولات السابقة، بل بما يمكن تقديمه الآن.
47% فقط من الفرق المشاركة جاءت بصفتها أبطالًا، بينما يمثل أكثر من نصف الفرق نخب القارات وفقًا للتصنيف، ما يعني أن باب المفاجآت قد فُتح على مصراعيه، وأننا أمام بطولة لا تعترف بالأسماء ولا تنحني للتاريخ، بل تُمجّد من يقاتل حتى الدقيقة الأخيرة.
وإذا كانت بعض الدول قد دخلت البطولة بثقل كروي وعددي كبير، فإن ذلك لا يعني ضمان التفوق، فالتجربة علمتنا أن من يملك الشخصية داخل الملعب هو من يصنع الفارق، مهما كان اسمه أو موقعه في خريطة التصنيف.
بطولة بهذا الحجم، بهذا التنوع، وبهذا الشكل الجديد، هي فرصة لا تتكرر لكسر الهيمنة، وتثبيت الهوية، وإعادة رسم خريطة كرة القدم العالمية على مستوى الأندية. الكبار سيحاربون للحفاظ على كبريائهم، والجدد سيحاولون كتابة مجدهم الأول، وبينهما سنشهد صراعًا كرويًا من العيار الثقيل، لا يرضى فيه أحد بالمركز الثاني.
الكل في أمريكا جاء ليقاتل على حلم عالمي.. لكن من منهم سيملك الشجاعة، العمق، والاستمرارية لكتابة التاريخ في يوليو المقبل؟ الإجابة ستكون في المستطيل الأخضر.