
بات اسم لامين يامال يتردد بقوة في أوساط كرة القدم العالمية، باعتباره أحد أبرز المواهب الشابة التي أفرزتها أكاديمية “لا ماسيا” العريقة، في سن الـ17 فقط، تمكن الجناح الإسباني من خطف الأنظار بأدائه الاستثنائي مع برشلونة، محققًا أرقامًا مذهلة، ومسجلًا حضورًا لافتًا جعله لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول.
منذ ظهوره الأول مع الفريق الأول، أثبت يامال أنه يملك موهبةً فطرية قلّما تتكرر، قدراته الفنية، سرعته، رؤيته الحادة للملعب، ومهاراته الفردية، جعلته عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة برشلونة، رغم صغر سنه، هذه الجودة الاستثنائية لم تمر مرور الكرام، بل انعكست في أرقامه، حيث سجل 11 هدفًا وقدم 15 تمريرة حاسمة في 36 مباراة هذا الموسم.
لم يقتصر الأمر على التألق في الملعب، بل وصلت قيمته السوقية إلى 180 مليون يورو وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت”، ليصبح اللاعب الإسباني الأعلى قيمة في التاريخ، متجاوزًا أسماءً كبيرة، القفزة الهائلة التي شهدتها مسيرته المالية والفنية خلال فترة قصيرة، تؤكد حجم التوقعات الملقاة على عاتقه، لكنها في الوقت ذاته، تُسلط الضوء على المخاطر التي قد تواجهه.

تحذير هنري لـ لامين يامال.. هل يعيد التاريخ نفسه؟
رغم الإشادات والتوقعات العظيمة، أطلق النجم الفرنسي تييري هنري تحذيرًا قويًا بشأن مسيرة يامال، مشيرًا إلى أن الصعود السريع إلى القمة قد يكون سيفًا ذا حدين؛ هنري، الذي سبق له ارتداء قميص برشلونة وعمل كمدرب، شدد على أن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن الضغط الإعلامي والجماهيري قد يكون أكبر خطر يهدد استمرارية يامال في المستوى العالي.
استشهد هنري بقصة بويان كركيتش، موهبة البارسا السابقة، الذي كان يُنظر إليه في يوم من الأيام على أنه “ميسي الجديد”، لكنه لم يستطع التعامل مع الضغوط الكبيرة، ما أدى إلى تراجع مستواه بشكل مفاجئ. وقال هنري في تصريحاته: “لقد رأيتُ هذا الموقف من قبل… بويان كركيتش، لا أعرف إن كنت ستتذكره، لكن أدعوك لمشاهدة فيلمه الوثائقي، سترى كيف يمكن أن تتغير حياة لاعب شاب تمامًا عندما يصبح نجمًا بين ليلة وضحاها“.
🥶 ᴬᵁᴿᴬ pic.twitter.com/xE6zzaF1Mp
— Lamine Yamal 🇪🇸 (@Lamineeyamal__) March 13, 2025
يرى هنري أن أحد أخطر العوامل التي تهدد النجوم الصغار هو القلق والضغط النفسي، مشيرًا إلى أن بويان كركيتش لم يفشل بسبب نقص الموهبة، بل بسبب التأثير السلبي للتوقعات العالية والضغوط الهائلة التي واجهها.
وأضاف هنري: “أعتقد أن بويان ضاع بسبب القلق وعدم الرغبة في الظهور كثيرًا، هذا أمر لا يفهمه الناس أحيانًا. يرونك تلعب، وينسون أنك مجرد طفل تحوّل فجأة من شخص مجهول إلى لاعب يحمل آمال الملايين“.
كيف يحافظ لامين يامال على بريقه؟
التحذير الذي أطلقه هنري لا يعني بالضرورة أن لامين يامال في طريقه للفشل، لكنه يدعو إلى إدارة حذرة لموهبته، هناك عوامل يمكن أن تحميه من الوقوع في نفس الفخ الذي سقط فيه بويان، وأبرزها:
- الإدارة الذكية لمسيرته: يجب على برشلونة والجهاز الفني عدم إرهاقه بدنيًا ونفسيًا، ومنحه فترات راحة مناسبة للحفاظ على مستواه الذهني والبدني.
- الدعم النفسي والتوجيه: يحتاج يامال إلى مستشارين نفسيين ومدربين يساعدونه في التعامل مع الضغط الإعلامي والجماهيري.
- تخفيف التوقعات الإعلامية: ينبغي على الإعلام والجماهير تفهم أن يامال لا يزال شابًا، وعليهم منحه الوقت للنضوج دون تحميله مسؤولية أكبر من طاقته.
Lamine Yamal is art 📸 pic.twitter.com/XAd8jx0Jka
— B/R Football (@brfootball) March 11, 2025
لامين يامال موهبة استثنائية، لكن الموهبة وحدها لا تكفي في عالم كرة القدم، خاصة عندما يكون اللاعب شابًا تحت ضغط مستمر، تحذيرات تييري هنري يجب أن تؤخذ على محمل الجد، فالتاريخ مليء بالمواهب التي اختفت بسبب سوء التعامل مع الضغوط، على برشلونة وإدارة النادي العمل بذكاء لحماية جوهرتهم الثمينة، حتى لا يصبح يامال مجرد قصة أخرى تُروى عن موهبة لم تحقق ما كان يُنتظر منها.