لماذا لم يواجه جوارديولا في السيتي مصير كولر مع الأهلي رغم الموسم الكارثي ؟

“التعادل في الأهلي يعني جنازة” .. هذا ما قاله بيتسو موسيماني المدير الفني الأسبق للفريق الأحمر، عندما رحل في أحد اللقاءات التلفزيونية بموطنه جنوب أفريقيا.
من هنا يمكن أن نشرح وقبل أي مقدمات أخرى، السبب وراء ذلك الموضوع، وهذا العنوان الذي كُتب أعلاه.
بعد الخروج من دوري أبطال أفريقيا، أمام صن داونز، أعلن النادي الأهلي المصري إقالة السويسري مارسيل كولر المدير الفني للفريق، في قرار فاجئ المدرب.
السويسري الذي أعاد ترتيب البيت في الأهلي عندما تولى قيادة الفريق في 2022، عانى خلال هذا الموسم 2024-2025، وخسر بطولة السوبر الأفريقي أمام غريمه الزمالك سبتمبر الماضي، ومن ثم الخروج من دوري الأبطال.
المدرب السويسري حقق 11 بطولة خلال أقل من 3 سنوات بين جدران القلعة الحمراء، مما جعله يتفاجئ بالإقالة حسب ما أكد المسؤولين وإعلام النادي الأهلي.
رغم التتويج بكأس الثلاث قارات في أكتوبر الماضي بعد الفوز على العين، والخروج بتعادل قاتل أمام صن داونز، قررت إدارة الأهلي إقالة مارسيل.
ستبقى دائمًا واحد منَّا .. شكرًا مارسيل كولر ♥️ pic.twitter.com/zyOKwpadI7
— النادي الأهلي (@AlAhly) April 26, 2025
مارسيل كولر.. الذي أعاد الأهلي سريعًا لمكانه الطبيعي
عندما جاء مارسيل كولر في سبتمبر 2022، كان الأهلي يعاني على مستوى النتائج، بعد الخروج بموسم صفري، ورحيل بيتسو موسيماني، ثم ريكاردو سواريش الذي لم يكمل نصف موسم مع الأحمر.
موسم أول استثنائي للمدرب السويسري، يحقق جميع البطولات التي ينافس عليها، ويعيد دوري أبطال أفريقيا التي خسرها الأهلي أمام الوداد في الموسم الذي سبقه.

كل شيء سار على ما يرام، ليُكافئ السويسري بالمشاركة في مونديال الأندية بالمغرب، بسبب استضافة الوداد، مع تقديم مباراة تاريخية أمام ريال مدريد لولا خسارته بنتيجة ثقيلة في النهاية.
في الموسم التالي، يبدأ بخسارة كأس السوبر الأفريقي، ولكن مع مرور الوقت يتوّج ببرونزية مونديال الأندية بعد خسارة قاسية قليلًا في نصف النهائي من فلومينينسي البرازيلي.
ينهي الأهلي الموسم ببطولة دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية على التوالي، ومن ثم يحقق لقب الدوري المصري بعدما حسمه في 4 أشهر فقط.
ولكن في موسم أول صفري مع الأهلي، تأتي الإقالة، لأن كما ذكرنا في البداية “التعادل في الأهلي جنازة”.
لماذا لم يواجه جوارديولا مصير كولر في الأهلي ؟
جملة “التعادل في الأهلي جنازة” التي قالها بيتسو موسيماني، توضح حجم الضغوطات التي يعاني منها أي مدرب أو لاعب داخل جدران القلعة الحمراء.
فريق ولد ليكون بطل، في كل موسم يسعى للسيطرة على الأخضر واليابس، وخسارة بطولة واحدة فقط، أمر لن يمر مرور الكرام أبدًا.
الغضب الجماهيري الذي حدث في الأهلي بعد الخسارة من باتشوكا، كان لعدم التأهل إلى نهائي كأس الإنتركونتيننتال ومواجهة ريال مدريد، وهذا هو طموح العملاق الأحمر، الذي دائمًا ما ينظر لما هو أبعد من التتويج المحلي أو القاري.

آخر برونزية حققها الأهلي، لم تكن بنفس الاحتفال الذي سبقه في 3 أخرى، لأن الطموح أصبح أكبر، والخسارة المشرفة أصبحت جملة تثير الغضب أكثر من أن تهدئ الأمور.
لم يعترف الأهلي بالخسارة المشرفة، سواء أمام بطل أمريكا الجنوبية أو كونكاكاف، أو حتى لو كان ريال مدريد وبايرن ميونخ أبطال أوروبا.
لذلك، تمت إقالة بيتسو موسيماني بعدما خسر نهائي أفريقيا من 3 وصل لهم، وأقيل مارسيل كولر عندما تعادل في نصف النهائي وفشل في الوصول للنهائي الثالث على التوالي.

في الوقت ذاته، نجد ما يحدث في مانشستر سيتي هذا الموسم، والكوارث التي مر بها أزرق مانشستر، بعدما خرج من ملحق دور الـ16 بـ دوري أبطال أوروبا، وودع كأس رابطة الأندية مبكرًا، وخسر لقب الدوري الذي حققه آخر 4 سنوات في نصف الموسم الأول وقبل حتى أن يأتي شهر يناير.
بيب جوارديولا ظل 13 مباراة لم يذق طعم الفوز، هذا الأمر لن يحدث في الأهلي، لأنه لن يكون هناك مدرب يستمر 13 مباراة لا يفوز من الأساس في النادي الأحمر.
هل هذا يعني أن طموح الأهلي أكبر من مانشستر سيتي؟ .. بالتأكيد هذا ليس القصد، ولكن الضغوطات مختلفة تمامًا، وكذلك سياسة الأندية.
جوارديولا يضمن وظيفته مهما حدث
في نوفمبر 2020، أعلن مانشستر سيتي تمديد عقد بيب جوارديولا لمدة موسمين، رغم البداية الكارثية للموسم وخسارة العديد من النقاط.
يسرنا أن نعلن عن تمديد التعاقد مع بيب جوارديولا لعامين إضافيين ✌️
— مانشستر سيتي (@Cityarabia) November 19, 2020
الرحلة مستمرة يا سادة 💙
🔷 #السيتي pic.twitter.com/XduH7Er6bN
الأمر نفسه تكرر في 2024، وفي نفس الوقت تقريبًا، رغم النتائج السيئة والكوارث التي حلت على ملعب الإتحاد، بهزائم وهبوط غير طبيعي في المستوى، كان الدعم من النادي بتمديد عقد المدرب الإسباني.
رغم السقوط والنتائج الكارثية، كان الدعم منقطع النظير من جماهير مانشستر سيتي، لأن طموح النادي اختلف مع بيب جوارديولا، ولم يعرف السماوي طعم دوري أبطال أوروبا إلا بوجود الفيلسوف.
السيطرة على الدوري الإنجليزي الممتاز بـ 4 ألقاب على التوالي، شيء لم يفعله سوى بيب جوارديولا تاريخيًا، وهو الأمر الذي جعل الجماهير تُدرك بأنه لا يوجد أفضل من ذلك، ولن يأتي أفضل من جوارديولا.

بيب لن يرحل عن مانشستر سيتي مُقالًا، لن يحدث ذلك، هذا الأمر أبعد ما يكون عن إدارة النادي الإنجليزي، الذين وجدوا في بيب قائد للمشروع.
وبالحديث عن المشروع نذهب للسبب الآخر، الذي يجعل بيب جوارديولا لم يواجه مصير كولر في الأهلي رغم سوء النتائج.
نبتعد قليلًا عن مانشستر ونذهب إلى مدينة ليفربول، وفي الموسم قبل الأخير لـ يورجن كلوب، عندما عانى من أجل الوصول فقط لـ دوري أبطال أوروبا.
We are delighted to announce Jürgen Klopp has signed a new contract to extend his commitment with the club! 🔴
— Liverpool FC (@LFC) April 28, 2022
كان هناك دعم جماهيري وإداري للمدرب الألماني، لأنه “مدرب مشروع”، مدرب جاء من أجل صناعة تاريخ جديد لـ ليفربول، تاريخ بمعنى الكلمة، من خلال جلب أفضل اللاعبين في العالم، بل وجعل هؤلاء من أفضل اللاعبين في العالم.
السيطرة على الألقاب، بعد أن حصل على الوقت الكافي لذلك، مثلما وعد في البداية بأنه سيبدأ في حصد البطولات بعد 4 سنوات.
فلنعد إلى مانشستر الآن. ونجد بأن بيب جوارديولا أيضًا يُنظر له على أنه مدرب يقود مشروع حقيقي لـ مانشستر سيتي، ولكن بدعم مادي أكبر قليلًا من ليفربول.
ما نريد الإشارة له هنا، بأن في الأهلي لم يتقبل الجمهور الخروج بموسم صفري، مثلما حدث مع جوارديولا أو كلوب في مانشستر سيتي وليفربول. هذا ليس له علاقة بشعبية أو طموح تلك الأندية.
الأمر هنا يتعلق بطبيعة المشجع، لأن الأهلي منافسته نفسها صعبة، لقد اعتاد على السيطرة على الألقاب، منافسه في مصر أو أفريقيا أبعد بكثير عنه من حيث الألقاب، لذلك لم يعتاد المشجع الأهلاوي وبطبيعة الحال الإدارة التي تتولى النادي، على خسارة الألقاب.

في إنجلترا ليس من المنطقي أن يفوز نادٍ بـ 3 أضعاف بطولات منافسه في الدوري، أو يحقق في أوروبا دوري الأبطال 3 سنوات على التوالي. باستثناء ما حدث من ريال مدريد والذي كان حدثًا تاريخيًا.
لذلك، لم يواجه جوارديولا مصير كولر في الأهلي، ولن يحدث ذلك معه، مثلما قرر كلوب الرحيل بالاتفاق مع الإدارة، سيفعل بيب ذلك عندما ينتهي عقده، لكن الإقالة أمر ليس سهل على الإطلاق أن يتخذه نادٍ يسير باستراتيجية مانشستر سيتي، يمكنه أن يتحمل موسم سيء في سبيل البناء لموسم آخر استثنائي.