باريس سان جيرمانبرشلونةتقارير ومقالات خاصةبرشلونة

لماذا يبقى نيمار قدوة رغم كل شيء؟ – فتن يامال وفضله رودريجو على ميسي

نادر شبانة03/06/2025 - 08:23 م
نيمار المثل الأعلى
نيمار المثل الأعلى

خلال السنوات الماضية، ظهرت أسماء عديدة تحصل على الإلهام من نيمار دا سيلفا، أسطورة منتخب البرازيل، ولاعب سانتوس البرازيلي حاليًا.

لا يقتصر الأمر على الإعجاب، بل يتجلّى التأثر في أسلوب اللعب ولمسات الإبداع داخل الملعب، حتى بات هؤلاء اللاعبون حديث الإعلام والجماهير خلال الفترة الماضية.

قاد ديزيري دوي، لاعب فريق باريس سان جيرمان، النادي الفرنسي للتتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان، وسجّل ثنائية وصنع هدفًا.

وأكد دوي أن نيمار دا سيلفا هو مثله الأعلى، مع انتشار مقاطع فيديو تُظهر تأثر اللاعب الفرنسي بالبرازيلي، حيث يقوم بتقليد جميع حركاته داخل وخارج الملعب.

دوي ليس اللاعب الأول الذي يتأثر بنيمار ويتحدث عنه بهذه الطريقة، فقد سبقه العديد من اللاعبين الذين اتخذوا نيمار دا سيلفا قدوة لهم.

نيمار المثل الأعلى؟

كان نيمار يُنظر إليه كأحد أبرز المواهب التي أنجبتها كرة القدم في العصر الحديث، لاعب يمتلك مزيجًا نادرًا من المهارة، والإيجابية، والسرعة على المرمى.

وكان مرشحًا لأن يكون الوريث الطبيعي لميسي ورونالدو، غير أن مسيرته لم تسلك الطريق المنتظر، خاصة بعد الرحيل عن برشلونة في صيف 2017.

تعرّض نيمار لسلسلة من الإصابات المؤثرة في لحظات حاسمة، إلى جانب سلوكيات خارج الملعب أثارت الكثير من الجدل.

نيمار - سانتوس - Getty Images
نيمار – سانتوس – Getty Images

افتقاده للانضباط والاستمرارية حرم عشاق اللعبة من رؤية موهبته في أوجها لسنوات متتالية، وجعل اسمه مرتبطًا أكثر بما كان ممكنًا أن يكون، لا بما تحقق فعليًا.

تألق اللاعب البرازيلي خلال الفترة من 2013 وحتى 2017 مع برشلونة، وحقق كل شيء خلال تلك الفترة، قبل الرحيل إلى باريس سان جيرمان في ذلك العام.

قضى سنوات مع باريس سان جيرمان حتى رحيله في 2023، واستعصت عليه بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن العديد من البطولات جلبها بأهدافه الحاسمة.

غاب نيمار لشهور طويلة عن باريس سان جيرمان، مما جعل النادي يوافق على رحيله إلى الهلال السعودي، ومن ثم عاد إلى سانتوس البرازيلي، حيث بدأ مسيرته.

تجربة الهلال كانت فاشلة بكل المقاييس، بسبب إصابات اللاعب التي أبعدته لأكثر من عام، وانعدام طموح البرازيلي الذي بدا زاهدًا في كرة القدم.

نيمار دا سيلفا - الهلال السعودي (gettyimages)
نيمار دا سيلفا – الهلال السعودي (gettyimages)

ورغم ذلك، ستجد نيمار دا سيلفا مثلًا أعلى للعديد من اللاعبين، ومعظمهم في سن صغيرة، لأنه عندما بدأوا متابعة كرة القدم والتعلق بها، كان الساحر البرازيلي أحد أبرز اللاعبين في العالم.

الأمر لا يتعلق باللاعبين البرازيليين فقط، رغم أن كثيرين منهم يحبون نيمار ويرونه مثلًا أعلى أيضًا، ولكن السبب الأساسي ليس لأنهم يرون فيه بطلهم الشعبي أو نجم منتخب بلادهم، بل لأنه اللاعب الأمتع من وجهة نظرهم.

هؤلاء اللاعبون وجدوا في نيمار لاعبًا ممتعًا، يداعب الكرة في أي موقف، طريقته في المراوغة والإنهاء، احتفالاته وابتسامته الدائمة، تجعل الأمور أبسط لهؤلاء اللاعبين.

نيمار - ليونيل ميسي - باريس سان جيرمان (المصدر:Gettyimages)
نيمار دا سيلفا – ليونيل ميسي – باريس سان جيرمان (المصدر:Gettyimages)

نيمار يفتن لامين يامال

هذا الموسم، ظهر لامين يامال بشكل أكبر مع برشلونة، وتمكن من تقديم نسخة ممتازة من الجناح المهاري الذي يمتلك الكرة بسيطرة، ومن الصعب أن يحصل منافسه عليها بسهولة.

لامين يامال بأسلوب يشبه نيمار في مهاراته ومراوغاته، أكد بأنه يرى نيمار مثلًا أعلى، ومنذ أن كان في الخامسة من عمره تابعه في سانتوس، وفي السابعة كان يحرص على مشاهدته في ملعب كامب نو مع برشلونة.

وبعد أن التقط لامين يامال صورة مع نيمار منذ عام، أكد بأنه لا يطلب من أحد أن يلتقط معه أي صورة، لكن نيمار بالنسبة له هو مثله الأعلى، الذي لطالما كان يريد أن يكون مثله.

وحتى عندما سُئل عن ميسي ونيمار، أجاب لامين يامال أن ميسي كان مذهلًا، لكن بالنسبة له يحب طريقة لعب نيمار، ولا يوجد من يمارس كرة القدم مثل البرازيلي في العالم.

لامين يامال إسباني، فماذا عن الثنائي الفرنسي؟

ميشيل أوليسيه، لاعب كريستال بالاس السابق والمنضم إلى بايرن ميونخ في الصيف الماضي، تحدث عن مثله الأعلى وقال: “زيدان وميسي ونيمار”.

وفي تصريحاته في سبتمبر الماضي، أكد أن كلًّا من الثلاثي يعتبر قدوة، ولكن نيمار مختلف، يُريد أن يمارس كرة القدم مثله، ويرى أن البرازيلي يلعب كرة القدم من أجل المتعة، يُمتع نفسه والجماهير في نفس الوقت.

لا تنسَ يا مارسيلو!

بعدما تألق ديزيري دوي في نهائي دوري أبطال أوروبا، وقيادة باريس سان جيرمان للفوز، التقى بمارسيلو، الذي كان مدعوًا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وقف ديزيري دوي أمام لاعب ريال مدريد الأسبق، وأخبره: “من فضلك، أوصل سلامي لنيمار وأخبره أنه قدوتي، أرجوك ألا تنسى”.

وبالفعل، مارسيلو فعل ذلك، ونيمار قام بمتابعة اللاعب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”. وأصبح ديزيري دوي من اللاعبين الذين يتابعهم قدوته بنفسه.

موسيالا يتفوّق على نيمار؟

في مقابلة سابقة مع صحيفة “ماركا” الإسبانية، أكد جمال موسيالا أنه كان يشاهد ليونيل ميسي ونيمار، وأنهما كانا الثنائي المفضل بالنسبة له، وهما اللذان منحاه الكثير من المهارات.

واجه نيمار موسيالا بالفعل، وتفوق الألماني مع بايرن ميونخ، وأول ما فعله جمال، هو الذهاب إلى البرازيلي من أجل الحصول على قميصه.

وتحدث نيمار بعد ذلك عن موسيالا، وقال: “لاعب عظيم، وأعتقد أنه سيكون من أفضل اللاعبين في المستقبل”.

رودريجو لا يخشى قول ذلك..

في 2019، وبعد انضمامه بأيام قليلة إلى ريال مدريد، صرّح رودريجو جوس: “ميسي أم نيمار؟ لا أخشى قول ذلك، لكن نيمار بالنسبة لي الأفضل، وليس فقط لأنه برازيلي، بل لأنه لا أحد يجعلني أشعر بهذا الكم من الاستمتاع في كرة القدم مثل نيمار”.

ومع مرور الوقت أصبح رودريجو لاعبًا في المنتخب البرازيلي بجانب نيمار، قبل أن يواسيه عند الخروج القاسي من كأس العالم 2022 أمام كرواتيا.

ما يجب تجنّبه؟

كما ذكرنا سلفًا، فإن نيمار دا سيلفا واحد من أفضل اللاعبين في التاريخ الحديث، ولكن اللاعب البرازيلي لم يتمكن من إدارة موهبته بالشكل الأمثل، فقد عانى كثيرًا، وكان الظالم والمظلوم في روايته.

وإذا أراد هؤلاء اللاعبون الذين يتخذون نيمار مثلًا أعلى أن تستمر مسيرتهم، يجب أن يتجنبوا بعض الأشياء في مسيرة لاعب سانتوس.

نيمار تعرّض لإصابات قوية في مراحل حاسمة، سواء مع برشلونة أو باريس سان جيرمان أو حتى مع المنتخب البرازيلي. الإصابات لم تؤثر فقط على لياقته البدنية، بل قطعت استمراريته، وحرمت الجمهور من رؤية تطوره الطبيعي.

ورغم بدايته القوية في أوروبا، بدا واضحًا أن نيمار لم يُعطِ الأولوية القصوى لمسيرته الرياضية. كثرة المناسبات الجانبية، الاهتمام بعالم الترفيه، وتأخره المتكرر في العودة من الإجازات، كلها مؤشرات على أن الاحترافية لم تكن في أولوياته.

نيمار - برشلونة
نيمار – برشلونة – (المصدر:Gettyimages)

أيضًا، رحيله عن برشلونة في أوج تألقه كان نقطة تحوّل سلبية. قراره بالانضمام إلى باريس سان جيرمان، رغم ما قدّمه هناك، أبعده عن المنافسات الكبرى والضغوط الحقيقية، ما أثّر على مسيرته من حيث القيمة الفنية والتاريخية.

منذ بدايته، وُضعت على عاتقه آمال ضخمة بأن يكون خليفة بيليه وميسي، وهذا الضغط المستمر ربما أثّر على استقراره الذهني وأدائه في بعض اللحظات الحاسمة.

نيمار لم يفتقد للموهبة، بل ربما كان يملك منها ما يفوق الكثير من أساطير اللعبة. لكن الموهبة وحدها لا تكفي، وما افتقده نيمار كان الالتزام والانضباط والاستمرارية، وهي مفاتيح النجاح الحقيقي في عالم كرة القدم، بدليل استمرار رونالدو وميسي حتى الآن، رغم تقدمهما في العمر.

علامات
نادر شبانة03/06/2025 - 08:23 م

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة