لويس دياز أم نيكو ويليامز.. الأرقام تكشف أن برشلونة بين جناح حاسم وآخر مبدع

في ميركاتو صيفي مهم لتعزيز ومواصلة بناء فريق برشلونة الإسباني لاستعادة أمجاده الذهبية، وضع النادي الكتالوني نصب عينيه حلمًا واحدًا واضحًا: إعادة البريق لأجنحته الهجومية، وكان الاسم الذي يتردد في أروقة النادي هو نيكو ويليامز، الشاب الإسباني المتواجد مع أتلتيك بلباو.
منذ أن بدأت أخبار مفاوضات برشلونة مع نيكو ويليامز، بدا وكأن النادي الكتالوني وجد أخيرًا الجناح الذي يناسب رؤيته الهجومية للموسم المقبل. كل شيء كان يسير في الاتجاه الصحيح، حتى تعثرت المحادثات في اللحظات الأخيرة. وبينما كانت جماهير برشلونة قريبة من الإعلان الرسمي، تعطلت المفاوضات وظهر اسم آخر على الطاولة: لويس دياز، نجم ليفربول ومنتخب كولومبيا.
هنا لم يعد السؤال: “من سيأتي؟”، بل تحول إلى ما هو أعمق وأدق: “من الأنسب؟” ليس من هو الأشهر، أو من سجل أهدافًا أكثر، أو من يتصدر عناوين الصحف، بل من هو اللاعب القادر على خدمة المشروع التكتيكي لبرشلونة، وتلبية احتياجات المدرب بشكل واقعي، دون وعود زائفة أو استعراض بلا فاعلية.
لذلك، نترك في هذا التقرير الانطباعات السطحية خلفنا، ونتوجّه مباشرة إلى قلب الحقيقة: لغة الأرقام، فالأرقام لا تكذب، ولا تجامل، بل تكشف بدقة أين يقف كل لاعب، وما الذي يمكن أن يقدمه حقًا للفريق الذي يبحث عن العودة إلى القمة.
سنضع نيكو ويليامز ولويس دياز تحت المجهر: في المراوغات، والصناعة، والتسديد، وحتى في التفاصيل الخفية التي لا تُرى إلا في عمق التحليل. نغوص في أعماق أداء اللاعبين ونكتشف: كيف سيفيد كل منهما برشلونة في رحلة استعادة عرشه؟
الفعالية الهجومية والقدرة التهديفية
هذه المجموعة من الإحصائيات تكشف لنا عن الفلسفة الهجومية لكل لاعب، وتجيب على سؤال مهم: هل اللاعب “قناص” يبحث عن المرمى أولاً، أم “مبدع” يبحث عن صناعة الفرصة الأجمل؟
الإحصائية | لويس دياز | نيكو ويليامز |
الأهداف | 0.41 هدف لكل 90 دقيقة | 0.25 هدف لكل 90 دقيقة |
معدل التسديدات | 3.88 تسديدة لكل 90 دقيقة | 2.55 تسديدة لكل 90 دقيقة |
معدل التسديدات على المرمى | 1.52 تسديدة على المرمى لكل 90 دقيقة | 0.95 تسديدة على المرمى لكل 90 دقيقة |
معدل لمسات في منطقة جزاء الخصم | 8.15 لمسة لكل 90 دقيقة | 6.20 لمسة لكل 90 دقيقة |
1. إجمالي التسديدات
لويس دياز: رقم 3.88 هو رقم ضخم جدًا لجناح، ويقترب من أرقام المهاجمين الصرحاء. هذا الرقم لا يعكس مجرد محاولات، بل يكشف عن عقلية هجومية مميزة. دياز لاعب معتاد على التسديد ولديه ثقة في قدمه، مما يجعله يتبنى فلسفة التسديد بكثرة. هو لا يخشى التسديد من زوايا ومسافات مختلفة، وهذا الأسلوب يضع المدافعين وحراس المرمى تحت ضغط متواصل. هذا الحجم الكبير من التسديدات يعني أنه يبحث بنشاط عن التهديف، وبالتالي يمكن وصفه بأنه لاعب مباشر على المرمى.

نيكو ويليامز: رقم 2.55 ليس منخفضًا، لكنه أقل بشكل واضح عن رقم لويس دياز. هذا الفارق يوضح أن التسديد ليس الخيار الأول دائمًا في عقل نيكو. هو لاعب أكثر صبرًا في الثلث الأخير. يميل إلى تقييم الخيارات المتاحة، وقد يفضل القيام بمراوغة إضافية للاقتراب أكثر أو البحث عن زميل في وضعية أفضل. هذا يتماشى تمامًا مع كونه صانع لعب حيث أن أولويته هي خلق الفرصة سواء له أو لزملائه.
2. التسديدات على المرمى
لويس دياز: تفوق لاعب ليفربول هنا هو نتيجة طبيعية لتفوقه في إجمالي التسديدات. 1.52 تسديدة على المرمى لكل مباراة هو رقم ممتاز يؤكد أن محاولاته ليست عشوائية، بل أحيانًا ما تكون موجهة وتجبر الحارس على التصدي. هذا يعني أنه لاعب مزعج باستمرار للحارس. إذا حسبنا نسبة الدقة (التسديدات على المرمى إلى إجمالي التسديدات)، نجدها تقريبا 39%، وهو رقم يحتاج لمزيد من التطوير.
نيكو ويليامز: اللاعب الإسباني يسدد على المرمى بمعدل أقل وهو 0.95 تسديدة على المرمى لكل 90 دقيقة، لكن رغم ذلك فنسبة دقته تبلغ تقريبا 37%، وهي نسبة مشابهة جدًا لدياز. هنا تكمن نقطة تحليلية مهمة: كلا اللاعبين يمتلكان نفس الدقة تقريبًا، لكن الفارق هو أن دياز يسدد بعدد مرات أكبر بكثير. هذا يدعم فكرة أن دياز لاعب ذو حجم محاولات كبير بينما ويليامز أكثر انتقائية.
3. لمسات في منطقة جزاء الخصم
لويس دياز: هذا الرقم هو المفتاح الذي يفسر كل شيء. 8.15 لمسة في منطقة جزاء الخصم لكل 90 دقيقة هو رقم يسجله عادة المهاجمون الصرحاء. هذا يخبرنا أن دور دياز في ليفربول ليس مجرد جناح يبقى على الخط، بل هو مهاجم ثاني أحيانًا. هو يقوم بحركات قطرية مستمرة بدون كرة لداخل منطقة الجزاء، ويهاجم المساحات ليكون هو نفسه خيارًا للتمرير في أخطر مناطق الملعب. هذا يفسر لماذا يحصل على فرص كثيرة للتسديد؛ لأنه يتواجد كثيرًا داخل الصندوق.
نيكو ويليامز: رقم 6.20 جيد جدًا ويثبت أنه يقترب من المرمى أيضًا، لكنه أقل بشكل واضح. هذا الفارق في اللمسات يوضح لنا دور الجناح الكلاسيكي. ويليامز يقوم بالكثير من عمله الإبداعي خارج منطقة الجزاء، حيث يستخدم مهارته في المراوغة (1 ضد 1) للتغلب على المدافع ثم إرسال عرضية أو تمريرة للخلف. هو يخلق الخطر من الخارج إلى الداخل، بينما دياز يخلق الخطر وهو بالفعل في الداخل.

الخلاصة النهائية لهذه النقطة:
الأرقام الثلاثة معًا ترسم صورة متكاملة: لويس دياز هو مهاجم إضافي يبدأ من الطرف، يتمتع بنزعة تهديفية عالية ويعتمد على كثرة المحاولات والتواجد المستمر في منطقة الجزاء. أما نيكو ويليامز فهو الجناح المهاري الذي يتخذ من الخط الجانبي مسرحًا له، ويستخدم المراوغة كأداة أساسية لصناعة اللعب وخلق الفرص لزملائه بشكل أساسي.
صناعة اللعب وتهيئة الفرص
الإحصائية | لويس دياز | نيكو ويليامز |
التمريرات الحاسمة | 0.20 تمريرة حاسمة لكل 90 دقيقة | 0.35 تمريرة حاسمة لكل 90 دقيقة |
التمريرات الحاسمة المتوقعة | 0.18 تمريرة حاسمة متوقعة لكل 90 دقيقة | 0.33 تمريرة حاسمة متوقعة لكل 90 دقيقة |
صناعة الفرص التي تؤدي لتسديدة | 4.10 فرصة تؤدي لتسديدة لكل 90 دقيقة | 5.95 فرصة تؤدي لتسديدة لكل 90 دقيقة |
صناعة الفرص التي تؤدي لهدف | 0.55 فرصة تؤدي لهدف لكل 90 دقيقة | 0.70 فرصة تؤدي لهدف لكل 90 دقيقة |
1- التمريرات الحاسمة والتمريرات الحاسمة المتوقعة:
التمريرة الحاسمة هي التمريرة التي ينتج عنها تسجيل هدف، لكن التمريرة الحاسمة المتوقعة هي مقياس لجودة الفرصة المصنوعة، وكلما زادت خطورة الفرص المصنوعة من لاعب كلما زادت تمريراته الحاسمة المتوقعة حتى لو لم يتم تسجيل هذه الأهداف.
نيكو ويليامز: الأرقام هنا تتحدث عن نفسها، فهو يتفوق بشكل واضح. معدل صناعته للأهداف يقترب من ضعف معدل دياز. النقطة الأكثر أهمية هي مدى تقارب أرقام تمريراته الحاسمة الفعلية (0.35) من المتوقعة (0.33). هذا يدل على شيئين حاسمين:
جودة التمريرة: هو لا يمرر تمريرات عادية، بل يضع زملاءه أمام فرص شبه محققة للتسجيل كلما سنحت الفرصة.
الاستمرارية: أداؤه ليس مجرد صدفة أو مباراة واحدة جيدة، بل هو يقدم هذا المستوى من الجودة بشكل ثابت ومستمر، ومهاجمو فريقه يترجمون هذه الفرص إلى أهداف بالمعدل المتوقع.
لويس دياز: أرقامه جيدة، لكنها تظهر أن صناعة الأهداف ليست موهبته الأساسية. الرقم المنخفض للتمريرات الحاسمة المتوقعة (0.18) يؤكد أن نوعية فرصه التي يخلقها لزملائه أقل جودة بشكل عام من تلك التي يقدمها نيكو. دور دياز الإبداعي يأتي أقل تأثيرًا خلف دوره كهداف.

2- الحركات التي تؤدي لتسديدة:
نيكو ويليامز: رقم 5.95 هو رقم مميز. هذه الإحصائية هي إيضاح لإبداعه الحقيقي. هي لا تقيس فقط التمريرة الأخيرة، بل أي مساهمة أدت إلى تسديدة (تمريرة، أو مراوغة ناجحة، أو الحصول على خطأ). وبالنظر إلى أرقام مراوغاته المميزة، يمكننا أن نستنتج أن جزءًا كبيرًا من هذا الرقم يأتي من قدرته على التغلب على المدافعين بمفرده ثم صناعة فرصة. هذا يعني أنه منظومة هجومية بحد ذاته؛ لا ينتظر اللعب ليتحرك، بل هو من يحركه.
لويس دياز: رقم 4.10 هو رقم جيد جدًا ويثبت أنه لاعب جماعي ومشارك في بناء الهجمات. لكنه يظل أقل من نيكو. هذا الفارق يشير إلى أن دياز غالبًا ما يكون هو المحطة الأخيرة في الهجمة (الذي يسدد)، بينما ويليامز هو المحطة التي تسبق الأخيرة أو حتى قبلها (الذي يبدأ الهجمة بمراوغة ثم يمرر).
الخلاصة النهائية لهذه النقطة:
بشكل قاطع، نيكو ويليامز هو “المايسترو” والجناح المبدع. ملفه الإحصائي مبني بالكامل حول قدرته على خدمة الفريق وخلق الفرص بسبب مهارته الفردية. أما لويس دياز، فهو مساهم جيد في اللعب الجماعي، لكن قيمته الحقيقية تظهر في تهديده المباشر للمرمى، وإبداعه هو جانب فرعي في أسلوبه الهجومي وليس أساسيًا.
المراوغة والاختراق الفردي (1 ضد 1)
الإحصائية | لويس دياز | نيكو ويليامز |
المراوغات الناجحة | 2.45 | 4.15 مراوغة ناجحة كل 90 دقيقة |
نسبة النجاح | 52.1 % | 58.5 % |
نيكو ويليامز: هو مراوغ مميز، وأرقامه رائعة، حيث يقوم بـ 4.15 مراوغة ناجحة كل 90 دقيقة بنسبة نجاح عالية (58.5%). هذا هو سلاحه الأقوى، قدرته على التفوق على المدافع في موقف واحد لواحد وفتح مساحات وخلق الفوضى في دفاع الخصم.

لويس دياز: مراوغ جيد جدًا أيضًا، لكنه يعتمد أكثر على سرعته وقوته في الاختراق وليس على المهارة الخالصة مثل نيكو، الذي يعد جناحًا كلاسيكيًا تعزل معه المدافع وتضمن أنه سيتفوق عليه.
من الأنسب لبرشلونة؟
الاختيار بينهما يعتمد كليًا على ما يبحث عنه المدرب وما ينقص الفريق:
لويس دياز يتميز بأنه يعطي:
1- تهديدًا مباشرًا على المرمى: جناح يسجل الأهداف بنفسه ويخفف العبء عن المهاجم الرئيسي.
2- قوة بدنية وسرعة اختراق: لاعب لا يخشى الالتحامات، وقادر على الوصول لمنطقة الجزاء بقوة.
3- خبرة في الأندية الكبرى: لاعب متمرس على ضغط اللعب في نادٍ كبير مثل ليفربول.
نيكو ويليامز يتميز بأنه يعطي:
1- حلًا للمواجهات الفردية: جناح كلاسيكي يمتلك سلاح المراوغة لكسر التكتلات الدفاعية التي يواجهها برشلونة.
2- حلًا إبداعيًا: لاعب يصنع فرصًا كثيرة لزملائه، مما سيفيد مهاجمي برشلونة.
3- لاعبًا أصغر سنًا بمشروع للمستقبل: استثمار طويل الأمد يمكن أن يتطور أكثر، فنيكو ويليامز أصغر من لويس دياز بخمس سنوات ونصف.
باختصار، دياز هو الحل التهديفي، وويليامز هو الحل الإبداعي.
فيما يلي مقارنة إحصائية كاملة لكل من لويس دياز ضد نيكو ويليامز (لكل 90 دقيقة) في موسم 2024-2025
الإحصائية | لويس دياز | نيكو ويليامز | المتفوق |
الأهداف | 0.41 | 0.25 | دياز |
الأهداف المتوقعة | 0.38 | 0.22 | دياز |
التمريرات الحاسمة | 0.20 | 0.35 | ويليامز |
التمريرات الحاسمة المتوقعة | 0.18 | 0.33 | ويليامز |
إجمالي التسديدات | 3.88 | 2.55 | دياز |
التسديدات على المرمى | 1.52 | 0.95 | دياز |
حركات تؤدي لتسديدة | 4.10 | 5.95 | ويليامز |
حركات تؤدي لهدف | 0.55 | 0.70 | ويليامز |
المراوغات الناجحة | 2.45 | 4.15 | ويليامز |
نسبة نجاح المراوغات | 52.1% | 58.5% | ويليامز |
لمسات في منطقة جزاء الخصم | 8.15 | 6.20 | دياز |
استعادة الكرة | 1.95 | 2.30 | ويليامز |