ألمانيادوري الأمم الأوروبيةتقارير ومقالات خاصة
الأكثر تداولًا

مبابي الأسرع والأصغر والأكثر تهديفًا ضد الكبار.. كيف أعاد كتابة تاريخ فرنسا الهجومي؟

فاز منتخب فرنسا على نظيره ألمانيا بهدفين دون رد في مباراة تحديد المركز الثالث في دوري الأمم الأوروبية، ليُتوج بالميدالية البرونزية، وفي أثناء ذلك، كان هناك رجل يخطف الأضواء مرة أخرى: كيليان مبابي.

مبابي لم يفوت الفرصة لكي يحقق إنجازات فردية جديدة، وخرج اليوم بأكثر من الميدالية البرونزية، بعدما سجّل الهدف الأول لمنتخب فرنسا في اللقاء، محققًا أرقامًا جديدة في رصيده الفردي.

الحديث عن مبابي لم يعد مجرد استعراض لمهاراته أو سرعته أو تأثيره، بل صار ضرورة لتخليد إنجازات مشروع أسطورة تتألق بقميص فرنسا في كرة القدم العالمية.

50 هدفًا في 90 مباراة: السرعة في صناعة المجد

بهدفه اليوم ضد ألمانيا، وصل مبابي إلى 50 هدفًا بقميص منتخب فرنسا، وكل هذا فقط في 90 لقاء دولي، وحين ننظر إلى قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب فرنسا، سنجد:

اسم اللاعبعدد الأهدافعدد المبارياتمعدل الأهداف لكل مباراة
1- أوليفييه جيرو571370.416
2- تييري هنري511230.415
3- كيليان مبابي50900.556
4- أنطوان جريزمان441370.321

أن تصل إلى 50 هدفًا مع منتخب بحجم فرنسا هو إنجاز، لكن أن تصل إليه وأنت لم تبلغ بعد 100 مباراة دولية؟ هذا هو ما يزيد من قيمة ما تحقق، بمعدل تهديفي يتجاوز أساطير منتخب فرنسا، ويكشف أن مبابي لا يتقدم في قائمة الهدافين، بل يقفز نحو قمتها.

معدل مبابي التهديفي يتفوق بوضوح على أقرب منافسيه، مما يعني أن وصوله للمركز الأول في قائمة الهدافين التاريخيين ليس مسألة “هل؟” بل “متى؟”.

كيليان مبابي - لوكا مودريتش - فرنسا ضد كرواتيا - ربع دوري أمم أوروبا 2025
كيليان مبابي – لوكا مودريتش – فرنسا ضد كرواتيا (المصدر:Gettyimages)

في 90 مباراة فقط، كتب مبابي اسمه بجانب جيرو وهنري. وإذا استمر على هذا المعدل، فالمعادلة بسيطة: مبابي يحتاج فقط إلى 13 مباراة إضافية ليصبح الهداف التاريخي الأول لفرنسا و15 مباراة ليتخطى جيرو وينفرد بالمركز الأول.

هذا لا يعكس فقط موهبة تهديفية، بل يُظهر ثباتًا ذهنيًا في أعلى المستويات الدولية، حيث يتراجع أداء الكثير من النجوم تحت الضغط.

رابع أصغر لاعب أوروبي يصل لـ50 هدف: مبابي يسابق الزمن

وصل مبابي إلى هدفه الدولي رقم 50 قبل بلوغ سن 27 عامًا، وهو أمر ليس المعتاد، بل هو استثنائي، فأمام الزمن أيضًا، يربح مبابي السباق.

فيما يلي قائمة أصغر اللاعبين وصولًا ل50 هدفًا دوليًا عبر تاريخ أوروبا:

اسم اللاعبالعمر عند تسجيل 50 هدفًا دوليًاالجنسية
1- ساندور كوتشيس24 سنة و11 شهرالمجر
2- فيرينتس بوشكاش25 سنة و3 أشهرالمجر
3- روكيلو لوكاكو26 سنة و4 أشهربلجيكا
4- كيليان مبابي26 سنة و5 أشهرفرنسا

المثير هنا أن اثنين من الثلاثة الذين سبقوا مبابي لم يحققوا أرقامهم في العصر الحديث لكرة القدم، حيث أصبح اللعب أمام منتخبات قوية ومنظمة أكثر صعوبة، كما أصبحت الضغوط الإعلامية والجماهيرية أكبر مما كانت عليه.

مبابي حقق هذا الرقم في عصر الضغوط الجماهيرية والإعلامية، وتوافر البيانات، وتطور التحليل والتكنولوجيا، حيث كل حركة محسوبة، وفي جيل يلعب تحت المجهر، حيث لا توجد مساحة للراحة أو الاختباء، فهذا الإنجاز لا يُقارن فقط بالأرقام، بل بالسياق الزمني الذي تحقق فيه.

موسم إعجازي مع النادي والمنتخب

مبابي ساهم ب51 هدفًا مع المنتخب الفرنسي ونادي ريال مدريد الإسباني، هذا الموسم فقط، في عالم الاحتراف المتوحش، حيث يُستهلك اللاعب بدنيًا كل 3 أيام، لكن مبابي يبدو وكأنه آلة تهديفية لا تتوقف عن الإنتاج.

اسم اللاعبعدد الأهدافعدد التمريرات الحاسمةإجمالي المساهمات التهديفيةعدد المباريات
كيليان مبابي45 هدفًا6 تمريرات حاسمة51 مساهمة تهديفية62 مباراة

62 مباراة تعني أن مبابي يمتلك معدل تهديفي يصل إلى هدف كل 0.82 مباراة فقط (1.2 هدف لكل مباراة)، وهو رقم يحققه الصفوة من اللاعبين في عصرهم الذهبي.

يعد رقم المساهمات التهديفية هذا هو الأعلى على الإطلاق لأي لاعب فرنسي في موسم واحد مع أحد أندية الدوريات الخمسة الكبرى ومنتخب فرنسا.

كيليان مبابي
كيليان مبابي – ريال مدريد (المصدر:Gettyimages)

مبابي ليس فقط وريثًا لعرش الأفضل في تاريخ فرنسا، بل أعاد صناعته بطريقته، فهو يتفوق على أي موسم ذهبي لأساطير مثل كريم بنزيما، وتييري هنري، وحتى ميشيل بلاتيني.

كل هذه الأرقام تحققت بدون ألقاب جماعية كبرى، حيث خسر ريال مدريد الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا وحقق فقط كأس السوبر الأوروبي وكأس إنتركونتنينتال، فيما حقق منتخب فرنسا برونزية دوري الأمم الأوروبية.

هذا ليس مجرد نضوج فني، بل قيادة فعلية للفريق، سواء مع النادي أو المنتخب، في موسم مرهق بدنيًا ونفسيًا.

ملك المباريات الكبرى: 16 هدفًا ضد كبار العالم

واحدة من أهم المؤشرات التي تشير إلى اللاعب الكبير، هي أداؤه أمام المنتخبات الكبرى، وإذا أردت أن تعرف من هو اللاعب الكبير بحق، راقب ماذا يفعل أمام الكبار.

كيليان مبابي هو أكثر لاعب فرنسي سجل أهدافًا ضد المنتخبات المصنفة ضمن العشرة الأوائل في تصنيف الفيفا منذ بدايته عام 1992.

اسم اللاعب الفرنسيعدد الأهداف ضد المنتخبات المصنفة ضمن العشرة الأوائل في تصنيف الفيفا منذ بدايته
1- كيليان مبابي16 هدفًا
2- زين الدين زيدان8 أهداف
3- كريم بنزيما8 أهداف
4- أوليفييه جيرو8 أهداف
5- تييري هنري7 أهداف
6- يوري دجوركاييف7 أهداف

هذا الجدول يعني أن مبابي سجل عدد أهداف ضعف ما سجله أي أسطورة فرنسية أخرى ضد أكبر المنتخبات العالمية، وهذا يُبرز نوعيته كمهاجم، فهو لا ينتظر الخصم السهل فقط، بل يُبدع أمام الأقوياء والكبار، مثل الأرجنتين وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا.

القنوات الناقلة لمباراة ألمانيا ضد فرنسا في دوري الأمم الأوروبية 2025
أنطونيو روديجر – كيليان مبابي – منتخب ألمانيا – منتخب فرنسا (المصدر:Gettyimages)

هذه الأرقام لا تصف فقط قدرة مبابي على التسجيل، بل جرأته في مواجهة المرمى وشخصيته القوية والحاسمة، حين يصبح الطريق مليئًا بالصعاب ضد أقوى المنتخبات، فهو لا يختبئ حين تشتد المنافسة، بل يتحول إلى قائدٍ هجومي يباغت الخصوم ويميل الكفة لصالح فريقه حين تكون المواجهة أمام من لا يخطئون كثيرًا في المباريات.

مبابي.. عنوان المجد الفرنسي الجديد

فرنسا الآن تلتف حول اسم واحد، هو كيليان مبابي، فنحن لا نعيش ذروة لاعب فقط، بل نتابع بدايات حقبة أسطورية كاملة، يملك مبابي مفاتيحها، ويُعيد من خلالها صياغة هوية المنتخب الفرنسي في الهجوم.

مبابي لم يأتِ لينافس أحد في فرنسا، بل جاء ليُصبح المعيار الجديد الذي يُقاس عليه الجميع، فثلاثية التوهج الفني والتفوق الإحصائي والثبات الذهني التي يجمعها مبابي، لا توجد إلا في اللاعبين الذين يُغيّرون شكل اللعبة، والذين لا يُصنّفون ضمن جيلهم فقط، بل يصنعون جيلًا يُنسب إليهم.

المنتخب الفرنسي اليوم يبني جيلاً جديدًا، لكن هذا الجيل، مهما تعددت مواهبه، له حجر أساس واحد، وله اسم واحد يُكتب أولًا كلما ذُكرت الحكاية، وهو كيليان مبابي.

حسام أحمد

صحفي رياضي مصري متخصص في كرة القدم، أتمتع بخبرة في تغطية المباريات وصناعة القصص الصحفية المميزة. أجريت عددًا كبيرًا من الحوارات مع شخصيات كروية محليًا وعالميًا، وقدمت العديد من الأخبار الحصرية المتعلقة بكرة القدم حول العالم.