
في عالم كرة القدم؛ قد تنبهر الجماهير بلاعبًا لمجرد أنه أحرز هدفًا رائعًا أو ساهم في فوز قاتل لفريقه، لأن الرؤية خلف الكواليس تتغير تمامًا عن الحسابات من داخل المستطيل الأخضر والتي لا يُدركها جيدًا سوى الطاقم الفني، وهو ما حدث مع الفرنسي كيليان مبابي نجم نادي ريال مدريد ومدربه تشابي ألونسو.
بداية ريال مدريد في موسمه الجديد بقيادة تشابي ألونسو تُبشّر ببوادر واعدة، لا سيما مع تقدّم الفرنسي، الذي ورث مؤخرًا القميص رقم 10 المرموق، حيث برز سريعًا كرمزٍ لفريقٍ متعطشٍ للعودة إلى المجد بعد موسمٍ سابقٍ بلا ألقاب.
وهو ما ظهر في انتصار الميرنجي خلال افتتاحية الدوري الإسباني بعدما سجل هدفًا ضد أوساسونا، لكن لم تكن ركلة جزاء الفوز التي أحرزها نتيجة تألق فردي فحسب، بل أيضًا نتيجة التزامه بأسلوب ألونسو، حيث أظهر المهاجم تعطشًا واضحًا والتزامًا متجددًا بأهداف الفريق.

فنيات ألونسو تتواجه مع طموحات مبابي.. ما السر؟
على الرغم من أداء كيليان المميز في المباراة الأولى بالليجا؛ ألونسو، الذي جاء ليمنح الفريق هوية أكثر انضباطًا وسلاسة، لم يتردد في وضع مطالبه بوضوح على طاولة الفرنسي، مؤكدًا أن تسجيل الأهداف وحده لا يكفي، وأن اللاعب مطالب بأن يتحول إلى ركيزة تكتيكية وفكرية داخل أرض الملعب.
ركز ألونسو في أولى مبارياته على ضرورة فرض السيطرة عبر امتلاك الكرة، تنويع اللعب من جانب إلى آخر، وتقليص المساحات أمام المنافسين.
ألونسو يريد من كيليان أن يتجاوز صورة “الهداف الصريح” ليصبح قائدًا في الملعب، لاعبًا يساهم في بناء الهجمة كما ينهيها، ويدافع عند الحاجة كما يهاجم بشراسة.
إنها فلسفة شاملة تفرض على المهاجم الفرنسي أدوارًا أوسع بكثير من مجرد تسجيل الأهداف، لكن المدير الفني يُراهن على عقلية اللاعب ومدى استيعابه للتعليمات ليصبح أكثر فاعلية مع الفريق.
بين فلسفة ألونسو التيكتيكية وطموحات مبابي الفردية، يبدو النجم الفرنسي مستعدًا للارتقاء بمستواه وإلهام فريق يسعى لاستعادة مكانته في صدارة عالم كرة القدم.