من الركيزة إلى البديل المنسي – هل انتهى زمن البليهي في الهلال؟ الأرقام تفضح القرار

منذ أن تولى سيموني إنزاجي قيادة فريق الهلال، بدأت تظهر ملامح تغييرات فنية واضحة، خصوصًا في التشكيلة الدفاعية. وكان لافتًا غياب اسم علي البليهي، أحد أكثر الأسماء استقرارًا وتأثيرًا في دفاع الهلال خلال المواسم الماضية، عن خيارات المدرب الإيطالي في أولى المباريات الرسمية بالبطولة الكبرى.

في كأس العالم للأندية 2025، وتحديدًا في مواجهتي ريال مدريد وسالزبورغ، ظل البليهي على مقاعد البدلاء، حتى بعد إصابة المدافع الأساسي حسان تمبكتي. إنزاجي لجأ إلى علي لاجامي وخليفة الدوسري، ومرّ اسم البليهي بهدوء في حديث المدرب عقب اللقاء، ما اعتبره كثيرون “تجاهلًا متعمدًا”.

هذا التراجع المفاجئ في مركز البليهي داخل الفريق، يُعيد إلى الأذهان تصريحاته الصريحة قبل أشهر، حين قال: “لا يوجد مدرب يقدر يجلسني، وسأعتزل وأنا ألعب، مش على الدكة”، كانت تلك الكلمات بمثابة إعلان تمسكه بمكانته، وربما ردًا استباقيًا على أي محاولة لتهميشه، لكن يبدو أن الواقع الجديد في الهلال بات يحمل ملامح مختلفة.

المفارقة الكبرى جاءت عقب التعادل السلبي أمام سالزبورغ فجر الاثنين، حين تحدث إنزاجي عن خياراته الدفاعية البديلة بعد إصابة تمبكتي. قال المدرب: “تمبكتي تعرض لإصابة، وكانت لدينا خيارات بديلة مثل علي لاجامي وخليفة الدوسري”، تجاهل تام لاسم علي البليهي، رغم خبرته الكبيرة ومكانته السابقة في الفريق، وهو ما فتح باب التأويلات حول موقف إنزاجي الحقيقي من إشراكه مستقبلًا.

تجاهل البليهي

هذا التصريح، في حد ذاته، لا يُعد فقط تجاهلًا فنيًا، بل رسالة ضمنية تُعبّر عن تغير في ترتيب الأسماء داخل قلوب الدفاع الهلالي. فعلى عكس ما اعتاده الجمهور، لم يعد البليهي الخيار الأول ولا الثاني، بل بات لاعبًا خارج الترتيب، رغم عدم وجود إصابة تُبعده عن المشاركة.

الملفت أن مدرب الهلال لم يشرك البليهي حتى في الدقيقة الأخيرة من لقاء سالزبورغ، بل اختار الدفع بعلي لاجامي بديلًا لتمبكتي. وهو قرار يعكس تفضيلًا فنيًا صريحًا، ويؤكد أن البليهي ليس جزءًا من حسابات إنزاجي في الوقت الراهن، وربما ينوي المدرب إعادة تشكيل الخط الخلفي بأسماء جديدة أكثر انسجامًا مع أسلوبه الذي يعتمد على البناء السريع والتمركز المتقدم.

هذا التحول يطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل البليهي مع الهلال، فهل يتقبل اللعب كخيار ثالث أو رابع في الخط الخلفي؟ وهل سيبقى ضمن خطط الفريق خلال الموسم الجديد؟ أم أن تجربته مع الزعيم اقتربت من نهايتها بعد سنوات من التألق، وسط توجه لتدوير العناصر والدفع بدماء جديدة في قلب الدفاع؟.

"ياسين بونو" الأفضل في لقاء "سالزبورغ" 💙🔝 pic.twitter.com/OMqHRMpldL

— نادي الهلال السعودي (@Alhilal_FC) June 23, 2025

الواقع أن تصريحات البليهي السابقة باتت تتصادم بوضوح مع واقعه الحالي، ليجد نفسه اليوم في مأزق بين التمسك بالمكانة السابقة، أو قبول التغيرات التي فرضها مدرب جديد لا يبدو مقتنعًا به حتى الآن.

وبين الحالتين، تترقّب الجماهير ما إذا كان المدافع الصلب سيقاتل للعودة، أم يبحث عن أفق آخر يضمن له الاستمرار في الملعب، لا على الدكة.

أرقام البليهي في الدوري السعودي الموسم الماضي

وعند المقارنة الرقمية، يتضح أن البليهي لم يكن خارج مستواه تمامًا، في الدوري السعودي الموسم الماضي، شارك في 26 مباراة من أصل 34، بإجمالي 2264 دقيقة، سجل خلالها 4 أهداف، ونال إنذارين. أبعد الكرة عن المنطقة 64 مرة، واستعادها 107 مرات، ونجح في 15 تصديًا دفاعيًا، بينما فاز بـ41 صراعًا هوائيًا بنسبة 58.6٪، وبـ28 صراعًا أرضيًا بنسبة 47.5٪، إلى جانب 11 تدخلًا ناجحًا بدقة بلغت 57.9٪.

أرقام البليهي في دوري أبطال آسيا الموسم الماضي

وفي دوري أبطال آسيا (النخبة)، ظهر في 9 من أصل 12 مباراة، بإجمالي 549 دقيقة، سجل خلالها هدفًا ونال بطاقة صفراء وأخرى حمراء. أبعد الكرة عن المنطقة 22 مرة، واستعادها 29 مرة، ونجح في 4 تصديات، فيما فاز بـ5 صراعات هوائية بنسبة 41.7٪ و8 أرضية بنسبة 32٪، إلى جانب 4 تدخلات ناجحة بنسبة 80٪.

الفارق مع حسان تمبكتي

أما حسان تمبكتي، الذي منحه إنزاجي الثقة الكاملة، فقد شارك في المباراتين الأولى والثانية من كأس العالم للأندية بإجمالي 178 دقيقة. أبعد الكرة عن المنطقة 8 مرات، واستعادها 4 مرات، ونجح في 3 تصديات. كما فاز بـ4 صراعات هوائية بنسبة نجاح 80٪، و7 أرضية بنسبة 77.8٪، وسجل 4 تدخلات ناجحة بنفس النسبة.

الأرقام تُظهر تفوق تمبكتي في الكفاءة الدفاعية في البطولة الحالية، خاصة في دقة الصراعات الثنائية والتدخلات الناجحة، وهو ما قد يفسر جزئيًا سبب تفضيل إنزاجي له على حساب البليهي، رغم فارق الخبرة والتجربة.

الفارق بين تمبكتي والبليهي في أخر مباراتين