إنتر مياميالأهليتقارير ومقالات خاصةالأهلي المصري

من كازابلانكا إلى ميامي – حسين الشحات يخذل الأهلي في المباريات الكبرى

في كل مرة يدخل فيها الأهلي اختبارًا كبيرًا، تتجه الأنظار إلى حسين الشحات، الجناح الذي يمتلك السرعة والخبرة والقدرة على صناعة الفارق، لكن الحقيقة تُظهر وجهًا آخر.

فكلما ارتفع مستوى الرهان، انخفضت دقته أمام المرمى، وكأن المباريات الكبيرة تُربكه بدلًا من أن تُلهمه.

وبينما يتكفل زملاؤه أحيانًا بإنقاذ ما يُهدر، تتكرر المشاهد ذاتها. فمنذ انضمامه إلى الأهلي قادمًا من العين الإماراتي قبل 6 سنوات، استمر في إحباط جمهور القلعة الحمراء.

في مباراة الأهلي أمام إنتر ميامي بافتتاح بطولة كأس العالم للأندية 2025، تسبب حسين الشحات في إحباط عدد كبير من جماهير بطل القرن الإفريقي.

في الدقيقة الأخيرة، ومرتدة يتفوق فيها الأهلي عدديًا بأربعة لاعبين مقابل اثنين من إنتر ميامي، اختار حسين الشحات أسوأ خيار يمكن أن يتخذه لاعب كرة قدم في هذا الموقف.

ليونيل ميسي - ياسر إبراهيم - الأهلي ضد إنتر ميامي - المصدر: getty images
ليونيل ميسي – ياسر إبراهيم – الأهلي ضد إنتر ميامي – المصدر: getty images

لم ينظر إلى طاهر، ولم ينتبه لتحرك أفشة، وتجاهل التمرير إلى جراديشار، ليسقط أرضًا، ويُطلق الحكم صافرة النهاية، ويخرج الشحات يلوم نفسه على ما فعله.

لكن ما حدث في ملعب “هارد روك” أمر معتاد من حسين الشحات، الذي لطالما أهدر فرصًا لا تُهدر في أكبر المواعيد.

“أتمنى الانتقال إلى مكان لا يوجد فيه ضغط مثل ما يوجد في الأهلي”،

حسين الشحات في تصريحات قبل كأس العالم للأندية

في يناير 2019، انضم حسين الشحات في صفقة قياسية بلغت أكثر من 80 مليون جنيه مصري، في أغلى صفقة في تاريخ النادي الأهلي.

ومع مرور الوقت، لم يقدم الشحات المنتظر منه، باستثناء موسم مارسيل كولر الأول (2022-2023)، حيث تطوّر وتحول من لاعب بديل غير مرغوب فيه، إلى لاعب أساسي في العديد من المباريات، حتى النهائي أمام الوداد.

فاز الأهلي ببطولة دوري أبطال إفريقيا، ولكن مع تجديد عقد الشحات حتى 2026، بدأ في العودة إلى مستواه المعتاد، ورغم الدعم الجماهيري الكبير، فإن لاعب العين السابق لم يستغله.

المبالغة في الاحتفاظ بالكرة، والتركيز بشكل أكبر على المراوغة، وعدم اللعب الجماعي، كانت من أبرز السلبيات في مسيرة حسين الشحات مع الأهلي.

الأهلي ضد بيراميدز - حسين الشحات - محمد الشيبي - تصوير: مصطفى الشحات
الأهلي ضد بيراميدز – حسين الشحات – محمد الشيبي – تصوير: مصطفى الشحات

أما الضغوطات التي تحدث عنها، فلم تكن حكرًا عليه؛ فقد تلقى لاعبون آخرون مثل ياسر إبراهيم، وطاهر محمد طاهر، ومحمد الشناوي قائد الفريق، انتقادات قاسية، لكنهم تمكنوا من الرد عليها داخل الملعب.

ورغم وجود أشرف بن شرقي، وخروج زيزو من الملعب، حصل الشحات على فرصة المشاركة. وفي الدقيقة الأخيرة، كان بإمكانه أن يثبت نفسه للمدرب خوسيه ريبيرو، في ظل المنافسة الشرسة على مركز الجناح الأيمن.

لكنه رفض استغلال الفرصة، كما جرت العادة، رغم إنقاذه في العديد من المواقف بفضل زملائه.

فالشحات دائمًا ما يختار الخيارات الأصعب في الكرة، سواء من حيث التمرير أو المراوغة، ويسدد من زوايا صعبة، دون أن يكون وضعه التشريحي مناسبًا لذلك.

ماذا قدم حسين الشحات أمام إنتر ميامي

الوقت في الملعب22 دقيقة
دقة التمريرات83%
العرضيات الصحيحة0
الكرات الطويلة الصحيحة0
التسديدات على المرمى1
المراوغات (الناجحة)2 (0 صحيحة)
الصراعات الأرضية5 (فاز بـ1 فقط)
عدد مرات فقدان الكرة9

حسين الشحات.. سنوات من الفرص الضائعة

في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا 2020، أهدر الشحات فرصة هدف محقق أمام الوداد، بانفراد من نصف الملعب، وسدد الكرة في يد الحارس التكناوتي.

وفي نهائي نفس النسخة، أهدر فرصة أخرى أمام الزمالك عندما كانت النتيجة 1-1، والمرمى خالٍ أمامه، وبعد تمريرة سحرية من علي معلول، سدد الكرة في القائم بدلًا من الشباك.

في المباراتين، أنقذ محمد مجدي أفشة الشحات، بتسجيله هدفًا ذهابًا ضد الوداد، وهدفه التاريخي الشهير بـ”القاضية ممكن” في النهائي.

وفي نصف نهائي كأس العالم للأندية 2024، أهدر الشحات عدة فرص محققة أمام فلومينينسي، بفردية وأنانية واضحة، ليخسر الأهلي أمام الفريق البرازيلي ويكتفي بالبرونزية.

وفي نهائي كأس السوبر المصري ضد الزمالك، أهدر الشحات انفرادًا تامًا بمرمى الحارس محمد عواد، لكن الأهلي فاز بالمباراة في النهاية، لتُنسى الفرص الضائعة المعتادة من الشحات مؤقتًا.

في مباراة العين الإماراتي بـ بطولة كأس إنتر كونتيننتال، أهدر حسين الشحات نفس الانفراد المُعتاد، لولا تألق زملائه والفوز 3-0 في تلك الليلة.

ستبقى موهبة حسين الشحات محل جدل بين من يؤمن بقدرته على العودة، ومن فقد الأمل بعد سنوات من الفرص الضائعة في المواعيد الكبرى.

 وبين كل تمريرة متأخرة وتسديدة بلا عنوان، تضيع على الأهلي كثير من الفرص التي لا تتكرر، وتتبخر معها آمال الجماهير في أن يكون الشحات هو الرجل الحاسم.

 في نادٍ بحجم الأهلي، لا يكفي أن تكون جيدًا أحيانًا، بل عليك أن تكون حاسمًا دائمًا، ولا يهم التضحية من أجل اللعب للأهلي، لأن الأمر يختلف تمامًا في الملعب.

هُناك من يسعى دائمًا للعب في الأهلي، وليس للعب من أجل الأهلي، وكأن ارتداء القميص الأحمر هو أقصى الطموح، وليس الدفاع عنه والقتال من أجله.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة