موسم بلا مجد.. ماذا قدم ستيفانو بيولي مع النصر بعد ضياع الحلم الآسيوي؟
في موسمٍ كان يُنتظر أن يكون استثنائيًا، انتهى الحلم الآسيوي لنادي النصر تحت قيادة الإيطالي ستيفانو بيولي، ليُغلق الستار على عام كروي خرج فيه الفريق خالي الوفاض من كل البطولات التي نافس عليها.
فبين آمال الجماهير، واستثمارات ضخمة، وأسماء لامعة على أرض الملعب، عجز المدرب المُخضرم عن تحويل كل هذه المعطيات إلى إنجاز يُذكر، لتتبخر طموحات التتويج تباعًا، وتنتهي الرحلة بفقدان فرصة التأهل لدوري أبطال آسيا، وكأن الموسم لم يبدأ أصلًا.
منذ اللحظة التي أعلن فيها النصر عن التعاقد مع ستيفانو بيولي، ارتفعت آمال الجماهير النصراوية نحو سماء الإنجازات، متشبّثةً بسيرة المدرب الحافلة بالنجاحات مع ميلان الإيطالي. لكن، سرعان ما اصطدمت هذه التطلعات بواقع مرير، حيث جاءت النتائج والمستوى بعيدًا كل البعد عن الحلم المنتظر.
🔚 | نهايـة المواجهة!
— نادي النصر السعودي (@AlNassrFC) May 16, 2025
النصر 1 – 1 التعاون
#النصر_التعاون | #AlNassrAlTaawoun pic.twitter.com/TAjb73P7cc
موسم صفري
ودّع ستيفانو بيولي موسم 2024 بخيبة أمل كبيرة، إذ فقد لقب دوري روشن بعد عجزه عن مجاراة المنافسين في اللحظات الحاسمة، كما تلاشت آمال النصر في بلوغ دوري أبطال آسيا الموسم المقبل عقب تعادله الأخير أمام التعاون. ولم تقتصر الخسائر على المستوى المحلي، إذ ودّع النصر كأس النخبة الآسيوية من نصف النهائي، بخسارة أمام كاواساكي فرونتال الياباني.
كذلك، أخفق بيولي في تحقيق الانتصار في الكلاسيكو أمام الاتحاد، رغم الحضور الجماهيري الكبير والتوقعات العالية التي رافقت اللقاء، وغادر كأس الملك مبكرًا قبل بلوغ دور الثمانية إثر هزيمة أمام التعاون بهدف دون رد.
أرقام النصر مع بيولي
رغم الأرقام التي قد تبدو متوازنة على الورق، إلا أنها لا تعكس تمامًا واقع الحال، فقد قاد بيولي النصر في 32 مباراة بـ الدوري السعودي، محققًا 19 فوزًا و7 تعادلات مقابل 6 هزائم، سجل خلالها الفريق 74 هدفًا لكنه استقبل 37 هدفًا، ليكون ثاني أضعف دفاع بين الفرق الخمسة الأولى، بعد الهلال الذي يقدم موسمًا دفاعيًا استثنائيًا.
أما على الصعيد القاري، فقد خاض النصر 11 مباراة في دوري أبطال آسيا، حقق الفوز في 7 منها، وتعادل في مباراتين، وتلقى خسارة واحدة، سجل خلالها 26 هدفًا واستقبل 10. وكان الوداع على ملعبه، وسط جماهيره في استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية، بمثابة نهاية مؤلمة لمشوار كان منتظرًا أن يكون مختلفًا.
نجوم بالملايين
يمتلك نادي النصر السعودي كتيبة من النجوم العالميين الذين تقدر قيمتهم التسويقية بأكثر من 175 مليون يورو وفق موقع “ترانسفير ماركت”، ما يجعل الفريق من بين الأعلى استثمارًا في العالم العربي. يضم الفريق لاعبين من الطراز الرفيع مثل الفرنسي محمد سيماكان بقيمة سوقية تصل إلى 28 مليون يورو، إلى جانب الأسطورة كريستيانو رونالدو، والنجم ساديو ماني، ولاعب الوسط أوتافيو.
ورغم هذا التجمع الناري من النجوم والخبرات، لم ينجح المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي في تحويل هذه الإمكانات إلى إنجازات ملموسة، إذ عانى الفريق تحت قيادته من خسارة لقب دوري روشن، وخروج مبكر من البطولات المحلية والقارية، ليغيب النصر عن منصات التتويج ويتلقى الموسم خالي الوفاض.
هذا التباين بين القوة التسويقية للفريق والنتائج الفعلية يطرح تساؤلات عديدة حول فاعلية الإدارة الفنية، ويضع بيولي تحت ضغط شديد لإثبات جدارته في ظل تلك التشكيلة المميزة.