رقم لا يُصدّق بالتفاصيل.. ميسي يسجل ركلات حرة أكثر من ركلات الجزاء منذ 2018!

في كل مرة قد يظن فيها المتابعون أن الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي قد قدم كل ما لديه، يرد بإنجاز جديد، بحضوره المتجدد، بأسلوبه الذي يتجاوز منطق اللعبة وأرقامها، فهو لا يركض فقط خلف المجد، بل يصنعه على طريقته الخاصة، يروّض الزمن، ويبرهن مرة بعد أخرى أنه حالة استثنائية لا تتكرر.
في حين يتراجع تأثير العديد من النجوم بعد الثلاثين، يختار ميسي أن يزداد سطوعًا، ويضيف إلى رصيده أرقامًا تبدو خارجة من الخيال، فخلال الفترة الممتدة من يناير 2018 وحتى يونيو 2025، خطف ليونيل ميسي أنظار العالم بإحصائية يصعب تكرارها في عصر كرة القدم الحديثة: فقد أحرز أهدافًا من ركلات حرة مباشرة، أكثر مما أحرزه من ركلات جزاء.
عدد أهداف ميسي من ركلات حرة منذ بداية 2018 | عدد أهداف ميسي من ركلات جزاء منذ بداية 2018 |
34 | 33 |
في زمن أصبحت فيه ركلات الجزاء عاملًا أساسيًا لزيادة أرقام كبار الهدّافين، اختار ميسي الطريق الأصعب. الركلة الحرة ليست قريبة دائمًا من المرمى، وبها عنصر الحائط الدفاعي الذي يجعلها أكثر صعوبة، كما أنها تتطلب مهارة استثنائية لا يملكها جميع اللاعبين، وإحساسًا بالمسافة، وعبقرية في التنفيذ، لكن كل هذا لم يكن كافيًا لإيقاف ميسي.
ما يزيد الإعجاز روعة أن هذا التفوّق في الركلات الحرة جاء بعد أن تجاوز ميسي الثلاثين من عمره، وهي مرحلة غالبًا ما تشهد انخفاضًا في القدرات البدنية والدقة التهديفية. لكن بالنسبة له، كانت بداية فصل جديد في تطوير سلاح فني فريد، فمنذ بداية 2018 عندما كان عمر ميسي 30 عامًا و6 أشهر و8 أيام، حقق النجم الأرجنتيني هذا الإنجاز الفريد.
السنة الميلادية | عدد الركلات الحرة التي سجلها ميسي |
2018 | 10 |
2019 | 8 |
2020 | 1 |
2021 | 5 |
2022 | 2 |
2023 | 5 |
2024 | 1 |
2025* لم تنتهي | 2 |
المجموع | 34 |
الأمر هنا لا يتعلق فقط بالإتقان، بل بالثقة في التكرار. أن يسجل ميسي من ركلات حرة أكثر من ركلات جزاء على مدار أكثر من سبعة مواسم كاملة، وهو في سن ما بعد الثلاثين، يُظهر حجم التطور الذي أظهره في طريقة لعبه، وقدرته على التأثير بطرق مميزة في نتائج المباريات، دون الاعتماد على عوامل سهلة فقط، مثل ركلات الجزاء التي كثيرًا ما يتصدر بها نجوم آخرون سباق الهدافين.

عادةً ما تكون ركلة الجزاء فرصة شبه مضمونة للتسجيل، بعكس الركلة الحرة التي تحتاج لموهبة مركّبة: التوقيت، التركيز، الزاوية، القوة، الإبداع. ميسي لم يكتفِ بإجادة الركلات الحرة، بل جعلها أحد أعمدة تسجيله للأهداف في سن متقدمة، في وقت يعاني فيه لاعبون أصغر عمرًا من تراجع في الدقة واللمسة الفنية.
لعلّ أحد أبرز وجوه التميّز في رحلة ميسي مع الركلات الحرة منذ 2018، أنه لم يترك قميصًا ارتداه إلا ووقّع فيه بأهداف من هذه الضربات الساحرة. فقد سجل النجم الأرجنتيني من ركلات حرة مع كل فريق لعب في صفوفه، سواء على مستوى الأندية أو المنتخب.
الفريق | عدد الركلات الحرة التي سجلها ميسي منذ 2018 حتى 2025 |
برشلونة الإسباني | 22 |
منتخب الأرجنتين | 5 |
إنتر ميامي الأمريكي | 5 |
باريس سان جيرمان الفرنسي | 2 |
هذا التنوع يعكس حقيقة واحدة: الركلة الحرة عند ميسي ليست مجرد مهارة، بل لغة كروية خاصة، يُجيد التحدث بها أينما ذهب، وبأي قميص يرتدى.
الترتيب التاريخي لميسي في الركلات الحرة
سجّل ميسي حتى الآن 68 هدفًا من ركلات حرة مباشرة طوال مسيرته، ليصبح ثالث أفضل مسدّد ركلات حرة في تاريخ كرة القدم:
اللاعب | عدد الأهداف من ركلات حرة |
1- جونينهو | 77 |
2- بيليه | 70 |
3- ليونيل ميسي | 68 |
4- فيكتور ليجروتاجيلي — رونالدينهو | 66 |
5- ديڤيد بيكهام | 65 |
6- كريستيانو رونالدو | 64 |
بهذا المعدل المذهل، ومع حفاظه على دقته وتأثيره رغم تقدّمه في العمر، يبدو ليونيل ميسي على بُعد خطوات من انتزاع لقب “ملك الركلات الحرة” من الأسطورة البرازيلية جونينيو، صاحب الرقم القياسي التاريخي بـ77 هدفًا من ركلات حرة مباشرة.
الفارق بين النجمين لم يعد كبيرًا، وميسي لا يزال يُبدع في هذه المهارة النادرة حتى مع تخطيه سن الـ37، وهو ما يجعل اللحاق بالرقم مسألة وقت، لا قدرة.

انتزاع هذا الرقم من جونينيو، اللاعب الذي صُنف لسنوات كأستاذ الركلات الحرة بلا منازع، لن يكون مجرد رقم يُضاف إلى سجل ميسي، بل بمثابة صفحة ذهبية أخرى تُضاف إلى كتاب المجد الخاص به، وتؤكد أنه لم يكن فقط أعظم من لمس الكرة في حركتها، بل في سكونها أيضًا.
خاتمة
ميسي لم يكن في بداياته نجمًا في الركلات الحرة، لكن مع مرور الوقت أتقن هذه المهارة، ربما يعود ذلك إلى التدريب المستمر والتركيز على التطوير، لكنه في النهاية نجح في أن يحوّل الركلات الحرة إلى “علامة تجارية خاصة”.
بعد أن تجاوز الثلاثين، أثبت أسطورة الأرجنتين أن الإبداع لا يرتبط بالعمر، وأن من يملك الموهبة الحقيقية، يمكنه دومًا أن يصنع الفارق من أماكن يصعب على غيره حتى التفكير فيها.
الركلة الحرة أصبحت توقيعه الخاص، وأهدافه منها باتت كأنها لوحات فنية تُعرض في متاحف الكرة، ورغم ذلك قد لا نراه في دوري دوريات أوروبا مجددًا، لكننا مع إنتر ميامي يُؤكد أنه ما زال هنا، وأنه ما زال من بين الأفضل إن لم يكن هو نفسه الأفضل.