
في السنوات الأخيرة، دائمًا ما تركزت المقارنات بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على عدد الأهداف والبطولات والجوائز الفردية، لكن هناك زاوية لا تُناقش كثيرًا، وهي الجانب البدني داخل أرضية الملعب.
خلال مشاركة ميسي مع إنتر ميامي في كأس العالم للأندية 2025 أمام الأهلي المصري، لاحظ كثيرون أن “البرغوث” لم يُقدّم جهدًا كبيرًا، حيث بدا وكأنه يكتفي بالتحرك في المساحات القريبة دون ضغط أو تقديم المساندة الدفاعية.
في المقابل، واصل رونالدو، الذي بلغ عامه الأربعين، الركض وتغطية المساحات في معظم مبارياته تقريبًا مع النصر ومنتخب بلاده، ما يعكس التزامه البدني الواضح رغم عامل السن.
هذا التفاوت بين النجمين في المجهود داخل الملعب، أصبح ملموسًا أكثر من أي وقت مضى، مع استمرار رونالدو في تقديم مستويات عالية من الجاهزية والانضباط البدني.

ورغم أن ميسي يتمتع بذكاء استثنائي في التمركز وصناعة الفارق بلمسة واحدة، إلا أن ذلك لا يُلغي فكرة أنه أصبح أقل نشاطًا بدنيًا داخل المستطيل الأخضر في المباريات الحاسمة.
وهو ما يطرح التساؤلات حول تفوّق رونالدو في الشق البدني بفضل التزامه الصارم وتفانيه في التدريب، والذي يظهر من خلال ما يقدمه داخل الملعب، مما يُعد أقوى من الصورة “الناعمة” لميسي خارجه.
التحرك داخل الملعب.. أرقام لا تكذب
في مباراة الأهلي ضد إنتر ميامي، أظهرت لقطات كثيرة تواجد ميسي في الثلث الأخير فقط من الملعب، دون أي عودة دفاعية أو ضغط على حامل الكرة، وهو أمر أثار استغراب حتى جماهير إنتر ميامي نفسه.
في المقابل، يظهر رونالدو في معظم مباريات النصر متواجدًا في جميع أرجاء الملعب، من العمق إلى الأطراف، وحتى في الحالات الدفاعية، رغم أنه يلعب كمهاجم صريح وليس كجناح.
La partita di Messi vista dal Profeta Hernanes 👀
— DAZN Italia (@DAZN_IT) June 15, 2025
Non ha più la progressione di un tempo 🏃🙅♂️
Ma ogni suo tocco del pallone illumina la sua squadra 🤩💡
Segui #Gollywood per commentare la #FIFACWC, tutti i giorni dalle 10, su #DAZN pic.twitter.com/x4RiUcLAZd
اللافت أن مركز رونالدو كمهاجم يفترض ألا يُلزمه بواجبات بدنية كبيرة، لكنه رغم ذلك يبذل مجهودًا مضاعفًا عن ميسي، الذي يلعب كجناح أو صانع ألعاب، وهو مركز يتطلب ضغطًا وتحركًا مستمرًا.
فارق الإصابات والانضباط البدني
الإصابات العضلية أصبحت أكثر تكرارًا في مسيرة ميسي، خاصة بعد انتقاله إلى إنتر ميامي، حيث غاب عن عدد من المباريات بسبب مشكلات عضلية متكررة في الساق والفخذ.
على النقيض، يُعرف رونالدو بنظامه الغذائي الصارم، وجدوله البدني الذي يحافظ عليه منذ أكثر من عقد، ما جعله نادر التعرض للإصابات العضلية، حتى بعد وصوله لسن الأربعين.
هذه التفاصيل الصغيرة تعكس مدى التزام رونالدو البدني، وتُبرر لماذا لا يزال قادرًا على الركض والضغط وصناعة الفارق في كل مباراة، في حين بدأت قدرات ميسي البدنية تتراجع.
بين حب الجماهير لميسي ورونالدو وتقييم الأداء
ميسي دائمًا ما يحظى بصورة متواضعة وإيجابية خارج الملعب، بسبب تصريحاته الهادئة، وتجنبه للجدل، وهو ما يجعل كثيرين ينحازون له إنسانيًا حتى وإن كان أداؤه أقل.
أما رونالدو، فيواجه كثيرًا من الانتقادات بسبب ما يعتبره البعض “غرورًا” في تصريحاته، وحرصه على الظهور دائمًا كمركز اهتمام، ما يؤثر على صورته في عيون كثير من المتابعين.
لكن بالنظر إلى أرض الملعب فقط، بعيدًا عن الانطباعات، فإن رونالدو لا يزال يمنح كل ما لديه في كل دقيقة، وربما في هذا الجانب يكون هو المتفوق، على الأقل من الناحية البدنية.
الملعب هو الفيصل الحقيقي بين ميسي ورونالدو
لكل لاعب ما يميزه داخل وخارج الملعب، فبينما يتميز ميسي بالهدوء والرؤية الفنية واللمسة الحاسمة، يعوّل رونالدو على انضباطه البدني وروحه القتالية في كل دقيقة لعب.
الاختلاف في الأسلوب لا يعني تفوقًا مطلقًا لأحدهما، بل يعكس فلسفتين مختلفتين في التعامل مع كرة القدم، ولكل جمهور وجهة نظره في تفضيل أحد النموذجين.
وفي نهاية المطاف، تبقى أرضية الملعب هي المعيار الأهم للحُكم على أداء اللاعبين، بعيدًا عن الصورة الإعلامية أو الانطباعات الشخصية، فالعطاء داخل المستطيل الأخضر هو ما يصنع الفارق الحقيقي.