نفس المصير.. سعود عبد الحميد يشارك كلويفرت أزمته

في عالم كرة القدم، تُكتب قصص النجاح على صفحات التحديات والإصرار، سعود عبد الحميد، الشاب السعودي الطموح، لطالما حمل في قلبه أحلامًا كبيرة بأن يصبح نجمًا لامعًا يسطع في المحافل الأوروبية، منذ طفولته في ملاعب الحي، وتدرجه في صفوف نادي الاتحاد ثم تألقه مع الهلال، كان يحمل رؤية واضحة للمستقبل؛ رؤية تتخطى حدود الإنجازات المحلية لتصل إلى صدارة البطولات العالمية.
لكن الطريق إلى المجد ليس مفروشًا بالورود، فقد واجه سعود عبد الحميد العديد من الصعوبات والتحديات التي تختبر عزيمته وصبره على تحقيق أحلامه وتضعه أمام مفترق طرق صعب، من هنا، نجد أن تجربة سعود ليست فريدة، إذ يتشارك معها النجم الهولندي جاستن كلويفرت، لاعب بورنموث الإنجليزي، الذي روى تفاصيل معاناته عندما بدأ مسيرته مع نادي روما الإيطالي.
في مقابلة مع صحيفة “لا جازيتا ديلو سبورت”، تحدث كلويفرت عن تلك الفترة الحرجة التي شكلت نقطة تحول في مسيرته الكروية، وقال كلويفرت: “تعلمت الكثير في روما، لقد كانت تجربة مميزة على الصعيدين الشخصي والرياضي، ففي روما عشت بمفردي لأول مرة في بلد أجنبي، وكان الأمر أشبه بالدخول إلى عالم البالغين”.

واختتم: “داخل الملعب، كان الوضع مختلفًا عمّا اعتدت عليه في أياكس؛ هناك كنت دائمًا أحد أفضل اللاعبين وأحصل على فرصة اللعب بانتظام، لكن في روما أدركت أن التواجد في التشكيلة الأساسية ليس أمرًا مضمونًا”.
بين الإحباط والطموح.. سعود عبد الحميد وكلويفرت في نفس الطريق
هذه الكلمات تعكس واقعًا قاسيًا واجهه كلويفرت، وهو الواقع الذي يشبه تمامًا ما يعيشه سعود الآن، كان سعود أحد العناصر الأساسية في نادي الهلال، وحاملًا لآمال كبيرة لدى جمهوره، إلا أن انتقاله إلى روما قاده إلى مواجهة صعوبات كبيرة.
فقد شهد الفريق تغيير المدرب في وقت قصير، إذ تم إقالة المدرب دي روسي الذي كان من دعاة التعاقد معه، وتوالت التغييرات مع تولي الكرواتي إيفان يوريتش ومن ثم كلاوديو رانييري قيادة التدريب، هذه التقلبات لم تترك لسعود فرصة للاستقرار، مما أثر على مشاركته مع الفريق وأدى إلى شعوره بالتحدي في كل مباراة.
🐺 Saud Abdulhamid coming through!@OfficialASRoma | #UEL pic.twitter.com/BSkNMZ5obq
— UEFA Europa League (@EuropaLeague) December 14, 2024
إن ما يميز كلًا من سعود عبد الحميد وكلويفرت هو روح التحدي والإصرار على التعلم من التجارب مهما كانت قاسية، فعلى الرغم من الصعوبات، يحتفظ كلويفرت بذكريات إيجابية عن رحلته مع روما، مؤكدًا أن التجربة رغم كل ما مرّ بها، كانت محطة أساسية لنضجه كلاعب. يقول كلويفرت: “رغم كل شيء، لا أملك سوى ذكريات إيجابية عن تلك التجربة”.
بالمثل، يقف سعود عبد الحميد اليوم عند مفترق طرق يشبه إلى حد كبير ما عاشه كلويفرت؛ حيث تتعارض آماله الكبيرة مع واقع التحديات اليومية في بيئة جديدة لم يستعد لها قلبه بعد، هو الآن في مدينة روما، يحاول استعادة مكانته وبناء مسيرة ترتقي بموهبته إلى مستويات أعلى، رغم العوائق التي فرضتها التغييرات الإدارية والفنية المفاجئة.
من خلال هذه التجربة، يتضح أن التغيير وعدم الاستقرار هما جزء لا يتجزأ من رحلة النجم في عالم الاحتراف، فالانتقال من النادي المحلي إلى المحافل الأوروبية لا يأتي بدون تحديات؛ إذ يجب على اللاعب أن يتأقلم مع ثقافات جديدة، وأن يواجه ضغوط المنافسة والحاجة إلى إثبات نفسه في كل مباراة، وفي حالة سعود، تتضاعف التحديات بسبب تغييرات المدربين وعدم استقرار السياسات الفنية داخل الفريق، مما يجعله يعيش تجربة مليئة بالتجارب القاسية ولكنها تبني شخصية أقوى وإصرارًا أكبر على تحقيق النجاح.
🔴🟡 The moment Saud Abdulhamid made history by becoming the first Saudi player to score in the Europa League! 🇸🇦✨
The commentary makes it even better. 🎙️👏 pic.twitter.com/IS5dMRWEWQ— EuroFoot (@eurofootcom) December 15, 2024
تبقى قصة سعود عبد الحميد قصة شباب طموح يتحدى الصعاب ويكافح لإثبات نفسه في صفوف نادي روما الإيطالي، في وقت يشترك فيه مع جاستن كلويفرت، الذي مر بمراحل مشابهة من التحديات والصعوبات، هذه التجارب تعلم اللاعبين أن كل مرحلة، مهما كانت مليئة بالصعاب، تحمل في طياتها دروسًا ثمينة تصقل الشخصية وتفتح آفاقًا جديدة للنمو والتطور، وبينما تستمر رحلة سعود في إعادة كتابة فصول مسيرته، يبقى الأمل هو الشعلة التي تضيء دربه نحو مستقبل مشرق يليق بموهبته الكبيرة.