أخبار النصر السعودي اليومالنصرتقارير ومقالات خاصةالأهلي

هداف في كل المراكز وصانع لعب بدون “أسيست”.. أين يُبدع فيليكس؟

قادمًا من تجارب حافلة إلى صحراء تُروى بالطموحات الذهبية، يحط جواو فيليكس صاحب الجنسية البرتغالية الرحال في المملكة العربية السعودية، على بوابات ملعب الأول بارك معقل نادي النصر.

بين انطلاقة واثقة في بنفيكا، وتقلبات مثيرة بين محطات أتلتيكو مدريد وتشيلسي وبرشلونة وميلان، تتكشف حكاية رقمية تحمل بين سطورها الكثير من الأسرار الكروية.

إنها قصة لاعب في الخامسة والعشرين من عمره لم تهدأ رحلته بين كبار أوروبا، حيث لا تروي الأرقام مسيرته فحسب، بل تكشف عن ألغاز فنية قد تكون المفتاح لفهم كيف يمكن أن يستفيد النصر تحت القيادة الفنية لمواطنه خورخي جيسوس وبجوار قائده في المنتخب كريستيانو رونالدو من موهبته المتعددة الوجوه.

أين يُبدع جواو فيليكس؟

المركزالمبارياتالأهدافالصناعة
المهاجم الثاني 1553923
الجناح الأيسر702212
المهاجم الصريح41158
صانع اللعب21120
الجناح الأيمن1521

بالنظر إلى تعدد استخدامات جواو فيليكس في مراكز الهجوم خلال مسيرته، تُصبح مسألة تحديد مركزه في تشكيلة النصر الموسم المقبل أمرًا لا يخضع للتخمين، بل لتحليل الأرقام بدقة.

اللاعب البرتغالي ليس مجرد “نجم هجومي”، بل قطعة مرنة في أي منظومة تكتيكية، ويمكن لما قدمه في أدوار مختلفة — من المهاجم الصريح إلى الجناحين وصانع اللعب — أن يمنح المدرب خورخي جيسوس خيارات تكتيكية ثرية.

ولأن الأرقام لا تكذب، فإن مراجعة تأثيره في كل مركز عبر مسيرته، خاصة في الموسم الماضي، تفتح باب التوقع المنطقي حول أين سيُوظف فيليكس ضمن منظومة هجومية يقودها كريستيانو رونالدو ويدعمها ساديو ماني.

مركز الإبداع

فيليكس خاض في مركز المهاجم الثاني 155 مباراة وسجل 39 هدفًا وصنع 23، وهو المركز الذي لعب فيه 86 مباراة مع أتلتيكو تحديدًا، ما يعكس اعتياده على التحرك خلف رأس الحربة.

الجدير بالذكر، أن ملامح طريق جيسوس لم تظهر مع النصر حتى الآن، إلا أن كتيبة العالمي لم تعتمد الموسم المنقضي مع ستيفانو بيولي على وجود مهاجمً ثانيًا، فيما كان الاعتماد الأكبر على وجود جناحين أيمن وأيسر وأمامهما رأس حربة كريستيانو رونالدو.

التألق في برشلونة.. الجناح الأيسر يبرُز

عندما لعب فيليكس في مركز الجناح الأيسر مع برشلونة، قدم واحدًا من أفضل مستوياته، حيث خاض 33 مباراة بهذا الدور سجل خلالها 9 أهداف وصنع 4، مؤكدًا أن الجبهة اليسرى أيضًا تُعد خيارًا هجوميًا مثاليًا إذا ما أراد جيسوس التنويع أو تدوير الأدوار بينه وبين ماني.

مراكز فيليكس الموسم الماضي:

بين ميلان وتشيلسي لم تهدأ تحركات فيليكس حتى مباريات الموسم الماضي وشارك النجم البرتغالي في الخمس مراكز بقميص الفريقين واستطاع أن يصنع الفارق في معظم الأوقات

المركزالمباراة الأهدافالصناعة
المهاجم الثاني2032
صانع اللعب1050
الجناح الأيسر501
رأس الحربة220
الجناح الأيمن100

جواو فيليكس - برشلونة - المصدر: Gettyimages
جواو فيليكس – برشلونة – المصدر: Gettyimages

كيف يخدم جواو فيليكس تكتيك جيسوس؟

أسلوب خورخي جيسوس يعتمد على بناء الهجمات من العمق مع استغلال المساحات خلف المدافعين، وهو ما يتماشى تمامًا مع خصائص فيليكس الفنية: التحرك بين الخطوط، القدرة على كسر التكتلات، واللعب على اللمسة الأولى، إلى جانب التفاهم المتوقع مع رونالدو في الثلث الهجومي.

وفي ظل الأدوار الموزعة بوضوح في النصر حاليًا، فإن وجود فيليكس كمهاجم ظل خلف رونالدو، مع تواجد ماني كجناح حر على اليسار، يمنح الفريق ثلاثيًا هجوميًا متعدد الحلول.

ماذا قدم فيليكس الموسم الماضي؟

في الدوري الإنجليزي (مع تشيلسي):

المباريات12
الأهداف1
الصناعة1
التقييم7.0
التسديدات على المرمى6
فرص كبيرة مُهدرة4
صناعة فرص2
xG1.28
دقائق لعب364 دقيقة

في الدوري الإيطالي (مع ميلان):

المباريات15
الأهداف2
الصناعة0
التقييم7.0
التسديدات على المرمى22
فرص كبيرة مُهدرة4
صناعة فرص3
xG1.52
دقائق لعب761 دقيقة

في موسمه المنقضي وبمتابعة أخر نسخة من فيليكس، خاض تجربتيه القصيرتين في الدوريين الإنجليزي والإيطالي، ترك بصمات متفاوتة تطرح أكثر من علامة استفهام حول هويته الهجومية ومركزه الأفضل، ففي تشيلسي، اكتفى النجم البرتغالي بتسجيل هدف وحيد وصناعة آخر خلال 364 دقيقة فقط.

وعلى الرغم من قصر فترة مشاركته إلا أن أرقامه الهجومية كشفت عن معضلة، إذ لم يصنع سوى فرصتين محققتين وأهدر 4 فرص كبيرة، ما يُوحي بوجود فجوة بين تحركاته وإنهاءه، ومعدل الـxG البالغ 1.28 يؤكد أن الأهداف القليلة لم تكن نتيجة لغياب الفرص، بل ربما لعدم التوفيق أو سوء التمركز.

أما في ميلان، فالأرقام تروي فصلًا أكثر حيوية وإن كان أقل إنتاجًا من حيث الصناعة، سجل هدفين لكن دون أن يصنع أي هدف، رغم تسديده 22 كرة على المرمى، بمعدل xG أعلى قليلاً بلغ 1.52.

الأرقام توضح أن فيليكس لاعب نشط هجوميًا، لكنه يعاني في التحول من التهديد الفردي إلى الفعالية الجماعية، وهي مسألة محورية سيحتاج النصر إلى حلها لاستثمار موهبته بأفضل صورة.

شريف كمال

صحفي رياضي منذ عام 2015، وعضو نقابة الصحفيين المصريين ورابطة النقاد الرياضيين. متخصص في تغطية كرة القدم المحلية والعربية، وصناعة المحتوى الرياضي بمختلف أشكاله. أهتم بالتقارير الرقمية والتحليلية المدعومة بالبيانات، وإجراء الحوارات الصحفية والمصورة. أسعى دائمًا لتقديم تغطية احترافية تُوازن بين سرعة الخبر وعمق التحليل. المزيد »