
في ليلة مليئة بالدراما الكروية؛ خطف الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، الأنظار نحوه، ليس بالأهداف أو البطولات، بل بحركة تلقائية أسرت قلوب الملايين من المشجعين حول العالم، خلال مباراة النصر ضد الأهلي في نهائي كأس السوبر السعودي 2025.
الجدير بالذكر أن المبارة إنتهت بفوز الفريق الراقي عن طريق ركلات الترجيح بنتيجة 5-3 بعد نهاية الوقت الأصلي من اللقاء بهدفين مقابل مثلهما أمام نظيره العالمي، لتظفر قلعة الكؤوس بكأسًا جديدًا في جعبتها.
اللقاء كان يحمل المزيج بين الندية والتنافسية، وكذلك اللحظات الإنسانية التي تبني جسرًا دائمًا بين قلوب المشجعين ولاعبي كرة القدم، وعلى الرغم من هزيمة أصفر الرياض، إلا أن الجماهير انتبهت بشكل أكبر لصاروخ مادير ومشهده أثناء الحماس المشتعل خلال فترة ضربات الجزاء.

تأثر كريستيانو رونالدو بالحياة في السعودية.. بُعد آخر للقصة
حين تكون مجريات أي مباراة محتدمة حتى الأنفاس الأخيرة، يكون الحل الأمثل للاعبين المسلمين، اختلاس ثوانٍ من أجل التضرع إلى الله والدعاء له، لأن في تلك اللحظات يكون الدعاء حصنًا منيعًا للمسلمين، إن حدث ما أراد يحمده ويشكره، وإن لم يحدث فيحفظه الدعاء من أي آذى ويعلم أنه خيرًا له.
خلال فترة ركلات الجزاء بين النصر ضد الأهلي؛ كانت اللقطة التي أشعلت مواقع التواصل لم تكن في الشباك، بل في تلك اللحظة الصامتة حين جلس كريستيانو على العشب الأخضر، مطأطئ الرأس، رافعًا يديه بكفين متقابلين على الطريقة التي يشتهر بها المسلمون في الدعاء.
كريستيانو رونالدو يدعي pic.twitter.com/RzCAEE7TAI
— نواف الاسيوي 🇸🇦 (@football_li5) August 23, 2025
وربما لا يمكن فصل هذه اللقطة عن الواقع الذي يعيشه كريستيانو في المملكة العربية السعودية، بلد له ثقله الديني والروحي، حيث تتجاور المنافسة الكروية مع القيم الثقافية والإسلامية في كل تفاصيل الحياة.
مشهد رونالدو وهو يدعو الله، يعكس مدى تأثره، ولو بقدر بسيط، بأجواء البيئة المحيطة به، سواء من خلال الجماهير، أو زملاء يعيشون إيمانهم بشكل يومي معه.
ولعل ما رأيناه في نهائي السوبر ليس إعلانًا صريحًا عن اعتناق اللاعب للدين الإسلامي، بقدر ما هو انعكاس لتأثر إنساني عميق بلحظة ومكان وتجربة لا تشبه أي مرحلة أخرى في مسيرة رونالدو.